الرباط - الدار البيضاء اليوم
باتت دائرة تصرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في مصير المنافسات ضيقة جدا، مع تنامي معدلات إصابة الجسم الكروي بفيروس "كورونا" يوما بعد يوم، في ظل التعامل الجاد للسلطات مع الوضع العام للوباء، الذي تسلل إلى داخل الأندية الوطنية، والذي دفعها إلى منع إجراء مجموعة من المباريات المتراكمة في جدولة لجنة البرمجة.
وتطور الوضع الوبائي داخل الأندية الوطنية، بعدما ضرب "الفيروس" 24 فردا من مكونات اتحاد طنجة دفعة واحدة، و7 أفراد من رجاء بني ملال، و5 أفراد من الوداد الرياضي، دون الحديث عن حالات الإصابة في الاتحاد البيضاوي، والمغرب الفاسي، وسريع واد زم، والمغرب التطواني، والنادي القنيطري، والدفاع الجديدي، وهو ما دفع بالسؤال عن مدى صحة قرار الجامعة باستئناف الدوري إلى الواجهة، خصوصا في ظل التجاوزات المشتركة في الالتزام بالبروتوكول الصحي من طرف الأندية، تحت مسؤولية الجامعة.
تجمعات مغلقة.. خيار الإنسانية!
وفي حال ما أصرت الجامعة، تبعا لدوافعها "الشخصية-المادية"، على استكمال منافسات البطولة الاحترافية، فالمفروض أن تلتزم بتوفير الظروف اللازمة، لوجستيكيا وماديا، للأندية من أجل المكوث في تجمعات مغلقة، طيلة فترة المنافسات، لمحاصرة انتشار الوباء إلى أقصى درجة ممكنة، عوض التجمع قبل المباريات والتفرق بعدها دون مراقبة، في وضع مستهتر بحياة مكونات الجسم الكروي وأسرهم.
وإلى جانب ذلك، وجب تفعيل دور المرافقين الجامعيين للأندية في تطبيق كل بنود البروتوكول الصحي، دون تملص من المسؤولية، التي تتحمل فيها الجامعة الجزء الأكبر، خصوصا أنها "كافحت" من أجل استكمال الدوري، ووعدت بضمانات لمحاصرة انتشار "الفيروس"، غير أنه استفحل داخل الأندية.
إنهاء الدوري.. التضحية بالمصالح الظاهرة والباطنة!
انتقل الخطاب، في الشارع الكروي المغربي، من إطاره الرياضي إلى الإنساني، خصوصا بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في صفوف الأندية الوطنية، سيما عندما يتعلق الأمر بفرض اللعب على الأندية رغم وجود حالات إيجابية فيها، دون مراعاة الجانب النفسي للاعبين والخصوم، الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى الجلوس مع الفيروس على طاولة واحدة، كما في حالة مباراة المغرب التطواني والرجاء الرياضي، التي جرت بعد ضغوطات قوية من الجامعة.
وبات على الجامعة أن تضع مصالحها، الظاهرة منها والباطنة، جانبا، والتفكير مليا في مصير الدوري أمام المستجدات المقلقة للحالة الوبائية في البلاد وفي البطولة، لأن خيار إنهاء الدوري قد يكون قرارا صائبا، لكن تطبيقه المتأخر، بعد أن تصبح البطولة "موبوءة" عن آخرها، سيكون "جريمة".
قد يهمك ايضا: