الرباط - الدار البيضاء اليوم
تحدث المستشار السابق لنادي حسنية أكادير، عبد القادر بورحيم، في حوار قصير مع البطولة، لتوضيح ما حدث خلال الحقبة التي عاشها داخل أسوار "غزالة سوس"، مع تقديم بعض التفاصيل عن الاستراتيجية التي اعتمدها لتطوير النادي بمساعدةٍ من "الطاقات الشابة"، خاصةً في جانبي التسويق والتواصل، كما وضع علامة استفهام كبيرة حول جدوى "التسيير الإنفرادي" للنادي والنتائج الكارثية التي ستأتي من ورائه، سواءً من الناحية الاقتصادية أو الرياضية. وعن من يكون عبد القادر بورحيم، قالأشتغل كمستشار في إعادة هيكلة الأندية والمؤسسات الرياضية.
قضيت أكثر من عشرين سنة في الممارسة داخل مؤسسات أوربية مختصة في تطوير أدوات تسويق الحقوق التجارية والتلفزيونية للرفع من موارد الأندية والجامعات. أنا إبن ورزازات و تربطني علاقة حب بالحسنية ومدينة أكادير منذ طفولتي، كما أنني درست فيها بثانوية يوسف ابن تاشفين أواخر الثمانينيات، و تقطن فيها حاليًا والدتي وجل أعضاء عائلتي.وعن بداية قصته مع حسنية أغاديرقال كان حسنية أغادير يمر بأزمة مالية خانقة في نهاية موسم 2011-2012، ولم يتوفر آنذاك على الحلول للخروج منها، مما جعله يصارع على البقاء في البطولة الاحترافية. طلب مني آنذاك صديقي المدرب المرحوم مصطفى مديح،
الذي كان يعرف تخصصي المهني، بمد يد المساعدة للفريق وإفادته من خلال خبرتي و علاقاتي داخل وخارج المغرب. تقبلت ذلك بصدر رحب، ولكي تكون المبادرة فعلية و مثمرة، قمت مباشرة و بصفة إستعجالية بضخ قدر من المال في صندوق الفريق. وقعت عقد إتفاقية تعاون مع الفريق بمعية الرئيس الحالي تجعل مني مستشاراً إستراتيجيًا لحسنية أكادير وشرعت في وضع الاستراتيجية الجديدة للنادي وجعلت من الاقتصاد و التواصل محورًا لها، بجانب الأداء الرياضي المرتفع طبعًا.بدأنا في العمل مباشرة لإرساء أدوات جديدة لتطوير الفريق،
وتم تنظيم ندوة صحفية وطنية بغرفة التجارة ووجهت الدعوة لأزيد من 80 صحفيًا من جميع أنحاء المغرب للتعريف بهذه الاستراتيجية، حيث كان الغرض منها هو التحضير لخلق إشعاع للنادي لأغراض اقتصادية و كخطة استباقية لتنوير المستشهرين المحتضنين ووسائل الإعلام الوطنية و الدولية. ولتنزيل الإستراتيجية على أرض الواقع، قمنا أيضًا بالاعتماد والمناداة على طاقات وشركات محلية واعدة (ناشئة).وعن أبرز النقاط من المشروع الذي قدّمته للنادي السوسي من أجل تطوير هيكلته والرفع من مداخيله الخاصة، قالفيما يلي تذكير، وبطريقة غير حصرية، ببعض الإنجازات التي قدمتها لفريق حسنية أغادير و التي كانت واعدة بمشروع رياضي ومالي واسع النطاق:
قمت بقيادة المفاوضات مع شركة "صونارجس" لإبرام أول اتفاقية تعاون لإستغلال ملعب أغادير الكبير، مع الحرص على الدفاع بقوة عن المصالح التجارية للنادي وحقوق صورته خلال المباريات المحلية في الملعب الكبير بأغادير.الدفاع عن مصالح الحسنية بصفتها النادي الرائد في المنطقة مع السلطات الوطنية لكرة القدم لخوض المباراة الافتتاحية (الأولى) في الملعب الكبير في أكادير (أمام نادي شبيبة القبائل الجزائري).كنت صاحب مبادرة تقوية الهوية المرئية للحسنية بإضافة حروف "تيفيناغ" على شعار النادي.مبادرة إنشاء وتنفيذ مشروع متجر النادي الواقع في شارع الحسن الثاني
(متجر حسنية أغادير).استقطاب الشركة المصنعة للمعدات الألمانية "Uhlsport" لحساب النادي، وإبرام أهم شراكة تقنية في تاريخ النادي بقيمة مليون درهم للسنة على مدى ثلاث سنوات.إبرام العديد من الشراكات المالية مع استقطاب محتضنين محليين ووطنيين لحساب الحسنية بقيمة عدة ملايين درهم (المبلغ مسجل بالضبط في الحسابات البنكية للنادي).-إبرام إتفاقية تقنية مع الشركة اليابانية "Zilmoo" التي تسمّى اليوم "JuusanDo" لتلميع صورة النادي وتصميم قمصانه الرسمية بجودة عالمية.إبرام شراكة تقنية مع شركة "Weelite" المتخصصة في الهندسة الرقمية من أجل إنشاء نظام معلوماتي للنادي وتمكينه من الحضور بقوة في شبكات التواصل الإجتماعي والصيانة وإدارة الموقع الرئيسي للفريق.
إطلاق قناة "HUSA TV" و إستغلال مرافق الملعب تواصليًا بمواصفات عالمية أثناء المباريات المحلية.صياغة وتنفيذ مشروع التعاون الأول مع المدرسة الوطنية للتجارة بأكادير "ENCG"، والذي مكّن الحسنية من الاستفادة من مساهمة الطلاب كمتطوعين لاستقبال وتوجيه المتفرجين خلال المباريات المحلية.إطلاق مشروع شراكة مع أولمبيك ليون الفرنسي، أحد أندية التكوين الرئيسية الأربعة في العالم، لدعم الحسنية في تكوين المؤطرين الشباب وتطوير صورة الفريق دوليًا. كيف ترى مستقبل النادي في ظل الأزمة التي يواجهها باستمرار بسبب ضعف موارده المادية (كحال معظم الأندية الوطنية)؟
كان حتميًا أن يصبح فريق حسنية أكادير من أحد أغنياء البطولة الوطنية لو استمر البرنامج الإستراتيجي الذي بدأنا الشروع فيه خلال تواجدي مع الفريق، حيث كان بمقدورنا توفير موارد قارة له، لتُغطي عنه عبء الصعوبات التي واجهها إقتصاديا منذ سنوات، والتي صعبت من حدتها جائحة كورونا، حاله في ذلك كحال جميع الأندية التي لا تتوفر على موارد خاصة وحكامة عالية المستوى. حسنية أكادير فريق أعرفه جيدًا. إنه يتوفر على جمهور قوي وعريض، يتوفر على معطيات تاريخية، على محيط إقتصادي صلب وأحد أحسن الملاعب وطنيًا وقاريًا.
كل هذه المعطيات من الأجدر أن تساعده ليصبح نموذجًا في تطوير الكرة المغربية... لكن ليتسنى تحقيق ذلك، لابد من التوقف عن الخوف من التغيير والإستعانة بالتقنيات الجديدة في التسيير، وعدم الخوف من الإستعانة بالخبراء والطاقات الشابة المحلية 5الكل يتحدث عن "التسيير الانفرادي" في الحسنية.. هل اقتربت من تلك الحقيقة وتأكدت منها عندما كنت داخل النادي؟كما قلت سابقًا، أعرف جيدًا نادي حسنية أكادير، وأعرف كذلك صعوبة التسيير داخل جمعية من هذا الحجم. لا يمكن لأي مسير أن يتمكن من تسييرها بشكل إنفرادي،
وإلا فإن مخاطر الأزمة المالية والرياضية في ما يخص النتائج ستعصف بالفريق في متاهات لا رجعة منها. كلنا على علم بأن الرئيس الحالي ضخ أمواله الشخصية بكميات كبيرة في حساب النادي. يحسب له ذلك، وله طريقته الخاصة في التسيير. السؤال الأهم ويجب طرحه اليوم: هل تم من خلال هذه الأموال وهذا التسيير الذي يقال عنه إنفرادي حل جميع مشاكل الفريق؟ هل تمكن الفريق من العبور إلى بر الأمان في مايخص إستقراره المادي والتقني؟ سأترك الإجابة لجماهير الحسنية وكل المحبين للفريق والذين أقدرهم كثيرًا.
قد يهمك ايضا: