الرباط - الدار البيضاء اليوم
أظهر شخصية قيادية فذة وقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة بشكل كبير، مسهما في النقاش حول الطريقة التي سيعالج بها المغرب مطبات كرة القدم الوطنية وقدم رؤيته لإصلاح المنظومة الكروية، سواء حين كان يترأس فريق نهضة بركان شرق المغرب أو بعدما تبوأ رئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم لمدة سبع سنوات، وهي الاتحاد المغربي لكرة القدم.
لقد طور فوزي لقجع مهارات إدارية وتواصلية مهمة من أجل عملية إصلاحية تدار بكفاءة وجرأة ومنهجية وبجهد هائل. والتطوير الذي يهدف إليه، يأتي تدريجيا مع الاستمرار في العمل، يقول ”مخطئ من يظن أننا نستطيع خلق عصبة احترافية كتلك الموجودة بالبوندسليغا، ومن يملك طريقة سحرية لخلقها فليقدمها لنا مشكورا أو فليأت شخصيا ويشرف على إنجاز المشروع“.
بداياته مع كرة القدم كانت من نادي نهضة بركان شرق المغرب، حيث أعطى لقجع كرئيس للنادي دفعة قوية من خلال تحسين البنية التحتية وتنفيذ سياسة تمويلية مستدامة جعلت النادي يرتقي إلى الدرجة الأولى وينافس من أجل الألقاب ويشارك بانتظام في المسابقات القارية، بل يعد حاليا واحدا من أفضل النوادي العشرة في أفريقيا.
عمل دؤوب
طموح لقجع، الذي يواكب إنجازاته الكبيرة، جعله يقدم ترشيحه لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الجمعية العمومية التي ستعقدها الكنفيدرالية الأفريقية لكرة القدم بمدينة الرباط منتصف الشهر القادم
طموح لقجع جعله يقدم ترشيحه لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الجمعية العمومية التي ستعقدها الكنفيدرالية الأفريقية لكرة القدم بمدينة الرباط منتصف الشهر القادم
تعتمد استراتيجية لقجع على تطوير البنيات التحتية وتحسين حكامة الأندية وتكوين اللاعبين الشباب، ومن هذا المنطلق يشهد له الخصوم والمساندون بأنه رفع مستوى البطولة الوطنية التي عرفت الاحتراف لتتصدر المنافسات الأفريقية، حيث فازت الأندية المغربية بعدة ألقاب قارية مثل عصبة الأبطال 2017 للوداد، كأس الكنفيدرالية الأفريقية لكرة القدم 2018 للرجاء وكأس الكاف مرة أخرى لنهضة بركان.
تقييمه لكرة القدم المغربية أنها خرجت منتصرة بكل المقاييس تنظيميا ونجحت في رفع التحديات، فالمسار تصاعدي كما يقول لقجع الذي يضيف ”لقد أثبتنا للعالم أن بطولة الدوري المغربي احتلت الصدارة قاريا، والمسؤولية الآن مُلقاة على عاتق الفرق المغربية حتى تؤكد هذا المسار”، وبخصوص حلمه فهو رؤية سوبر أفريقي بين فريقين مغربيين.
استراتيجية لقجع تعتمد على تطوير حكامة الأندية وتكوين اللاعبين الشباب، ومن هذا المنطلق يشهد له الخصوم والمساندون بأنه رفع مستوى البطولة الوطنية التي عرفت الاحتراف لتتصدر المنافسات الأفريقية، حيث فازت الأندية المغربية بعدة ألقاب قارية
يرى لقجع أن روح الفوز روح تُكتسب وهي ليست القدرة على تحقيقه، لأن هذه مسؤولية الأطر التي يمكنك أن تلقنها للاعبين، وعلى الجميع مواجهة هذا التحدي، ومن لا يشاطر هذه الرؤية لا مكان له، فالعمل على القاعدة بالنسبة إلى لقجع يتطلب التركيز على مستويين؛ الأول تطوير كرة القدم القاعدية على مستوى الكتلة، إذ يجب على الشباب ممارسة كرة القدم في ظروف عادية مع تأطير دقيق، والثاني ممارسة كرة القدم مع جرعات احترافية متنوعة، وعلى أن ينعكس ذلك على الأندية والمنتخبات العمرية الصغرى. وهو لا يزال متشبثا برأيه حول أن إنجاح استراتيجية الجامعة بالنسبة إلى المنتخبات الصغرى ذكورا وإناثا ينطلق من الناحية الاحترافية من القاعدة، فالأندية العريقة كالمغرب الفاسي والنادي القنيطري وغيرهما لا بد أن تركز على الاهتمام بالفئات العمرية، لكي تكون لديها فرق قوية قادرة على المنافسة على كافة الجبهات.
أكثر التجارب التي تحسّن حالة التحدي لدى لقجع هي انخراطه في تطوير البطولة الوطنية مع بروز تحديات مستقبلية من خلال بلوغ مصاف المنتخبات العالمية عبر الوصول إلى أقصى نقطة بنهائيات كأس العالم بوضع برنامج تحضيرات جيدة، ولذلك يؤكد لقجع على ضرورة وضع اتفاق بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والإدارة التقنية الوطنية للفترة 2020 – 2024، لتحديد المسؤوليات والمهام على الصعيدين المحلي والجهوي ومواكبة كل ذلك ببرامج تكوين وهيكلة قادرة على الرفع من المستوى التقني والبدني.
ولطالما كان العمل مع الكبار في مشاريع مختلفة محفزا لأن العقول الشابة تنتعش للتفاعل معها، وهذا ما جعل لقجع يتفاعل مع الدينامية التي انخرط فيها المغرب في فتح العلاقات مع دول العالم بروح براغماتية وصادقة وواقعية ومبدئية. وفي محادثة جمعته بنظيره الإسرائيلي قال لقجع إنه وبفضل العمل الشجاع للعاهل المغربي الملك محمد السادس، لدى المغرب اليوم الفرصة لتقوية الروابط بين الشعوب أيضا من خلال كرة القدم، وأضاف ”أود أن أدعوكم إلى المغرب للتفكير معا وتنسيق المباريات بالطبع بين المنتخبين المغربي والإسرائيلي أو بين الأندية في ما بينها”.
رهانات الكرة الأفريقية
العمل القاعدي بالنسبة إلى لقجع يتطلب التركيز على تطوير كرة القدم على مستوى الفئات العمرية الصغرى، وممارسة اللعبة مع جرعات احترافية أعلى
العمل القاعدي بالنسبة إلى لقجع يتطلب التركيز على تطوير كرة القدم على مستوى الفئات العمرية الصغرى، وممارسة اللعبة مع جرعات احترافية أعلى
العديد من المسؤولين الأفارقة والعالميين يقرون بأن لقجع صاحب رؤية استراتيجية ومنفذ شرس لها، لأنه عاشق كبير لكرة القدم يتمتع بمعرفة واسعة للأمور، ولهذا فهو مختلف عن مسيري كرة القدم الأفريقية. وبغض النظر عن مستوى الكفاءة الذي تم تحقيقه، فالتموقع داخل سلسلة المناصب خصوصا في الكاف ليس هدفا في حد ذاته، فالمسؤولية مرتبطة عنده بالإنجاز، واتخاذ القرار المناسب يكون في الوقت المناسب كي يضمن المغرب حضورا يوازن به بين تأدية واجبه كفاعل أساسي في تطوير أفريقيا في مختلف المجالات وبين الحفاظ على المكتسبات الرياضية وضمان استمرارية التواجد الرياضي والكروي بشكل يليق بمكانة المغرب ويضمن توازن الفرص وتمكين كرة القدم المغربية من نيل فرصها المستقبلية.
طموح لقجع جعله يقدم ترشيحه لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الجمعية العمومية التي ستعقدها الكنفيدرالية الأفريقية لكرة القدم بمدينة الرباط في 12 مارس المقبل، ويعتبر هذا الترشيح هو الأول من نوعه بالنسبة إلى المغرب لهذه الهيئة الرياضية العالمية، كون لقجع معروفا بتجربته والشخصية الكاريزمية التي يتمتع بها وتقلده مجموعة من المهام في العديد من الهيئات واللجان الكروية القارية والدولية، من بينها النائب الثاني لرئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ورئيس لجنة المالية بالكاف ونائب رئيس لجنة الأندية بالكنفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، فضلا عن عضويته بلجنة الحكامة بالاتحاد الدولي لكرة القدم.
يدعم الأفارقة ترشح لقجع للعضوية بمجلس الفيفا لكرة القدم، أكبر مجلس كروي في العالم، وهو أول مغربي يحظى بهذا الشرف، بعدما صادق الفيفا رسميا على ملف ترشحه وسيستضيف مركب محمد السادس بمدينة سلا في مارس المقبل الجمعية العامة لمجلس الفيفا لأول مرة في تاريخ المغرب.
مشكلة الفساد الرياضي
لقجع يتفاعل مع الدينامية التي انخرط فيها المغرب في فتح العلاقات مع دول العالم، وفي محادثة جمعته بنظيره الإسرائيلي قال إنه لدى المغرب اليوم الفرصة لتقوية الروابط بين الشعوب أيضا من خلال كرة القدم
لقجع يتفاعل مع الدينامية التي انخرط فيها المغرب في فتح العلاقات مع دول العالم، وفي محادثة جمعته بنظيره الإسرائيلي قال إنه لدى المغرب اليوم الفرصة لتقوية الروابط بين الشعوب أيضا من خلال كرة القدم
تحدي تنظيم كأس أمم أفريقيا لكرة القدم داخل القاعات السنة الماضية بمدينة العيون جنوب المغرب كان مسارا واضحا ومتجددا يسير من حسن إلى أحسن وسيتواصل بتظاهرات أخرى، يصر لقجع على أنها ليست أول تظاهرة كروية تجرى بالعيون، لأنها استضافت قبل سنوات قليلة نهائي كأس العرش على أرضية ملعب تم تجديده بالكامل، كما احتضنت مباراة برسم ذكرى المسيرة الخضراء، أما ما يقال في تصريحات هنا وهناك، فهذا لا يهمه ولكن تهم أصحابها.
يلتزم لقجع بالاستراتيجية المغربية داخل العمق الأفريقي بالاشتغال بإيمان راسخ بأن هذه القارة بفضل مؤهلاتها ومؤهلات شبابها قادرة على المضي خطوات إلى الأمام، وأنها على مستوى كرة القدم مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى مراجعة مجموعة من الأمور وإدخال إصلاحات جوهرية وجذرية
على مختلف أشكال المنظومة. ويبرر ذلك بالقول إن الكرة الأفريقية أديرت بطريقة سيئة لعقود من الزمن خارج سرب التطور الذي أثر على مختلف مناحي الحياة سواء داخل القارة أو خارجها. لاحقت لقجع الإشاعات العديدة، مع أن مساره المهني لم يسبق أن سجل عليه أي تحفظ بخصوص تحويل مالي أو عقاري. اتهمه البعض باختلاس أموال الجامعة وتبذيرها، فرد بأنه لا يمتلك سوى شقة خاصة يقطنها برفقة عائلته وبقعة في تافوغالت اشتراها من أجل الترحّم على أجداده، وقال إنه مستعد للمحاسبة في حال ثبت أن لديه أي أملاك باسمه أو باسم عائلته الصغيرة.
بداياته مع كرة القدم تعود إلى رئاسته لنادي نهضة بركان شرق المغرب، حين أعطى لقجع دفعة قوية من خلال تحسين البنية التحتية وتنفيذ سياسة تمويلية مستدامة، حتى بات النادي يعد حاليا واحدا من أفضل النوادي العشرة في أفريقيا
أما الفساد الرياضي الذي يعترف لقجع بوجوده في المغرب، فيشير المسؤول الرياضي الأول إلى أن بيع وشراء المباريات لا يدخلان ضمنه، لأنهما يندرجان في خانة غياب القيم والأخلاق والضمير، وكإجراء يتساوق مع رؤيته طالب الفرق بإنشاء شركات رياضية، غير أن الفرق التي اعتادت الفساد مطالبة بالرحيل لأنها لا تنفع لشيء ولا تقدم أي شيء لكرة القدم المغربية كما يقول لقجع. وبالمقابل كشف لقجع أنه وبهدف تحفيز الفرق على المشاركة في المنافسات الأفريقية فقد قدمت الجامعة منحا مالية ضخمة للرجاء البيضاوي وحسنية أكادير ونهضة بركان وستواصل تقديم الدعم لتعزيز الكرة المغربية.
وبالنسبة إلى قواعد اللعب النظيف، يعتقد لقجع أننا انتقلنا تدريجيا من برنامج “بدائي” كل شيء كان مباحا فيه، إلى برنامج يعتمد على الإثباتات البنكية حول امتلاك الفريق لموارد مالية تخوله إبرام التعاقدات، وبالتالي فأي فريق لا يستوفي هذا الشرط لن يسمح له بإبرام تعاقدات.
لا يدعو لقجع أي جهة لتكيل له عبارات المدح والثناء، وهو يؤمن بأن المراجعة تبنى على الحسابات المفصلة، ويتأسف من جهات داخل المغرب تنتهز أبسط فرصة مغرضة للإساءة إلى شخصه، فالهدف في الأخير كما يرى ليس النيل منه هو بل من المملكة المغربية وتواجدها داخل منظومة الكرة الأفريقية.
اقرأ ايضا
إدارة الوداد تتوجه بالشكر لفوزي لقجع والدولة المصرية
بعد رفض ملف ترشحه للمكتب التنفيذي للفيفا خير الدين زطشي يلجأ لـ"طاس"