القاهرة ـ المغرب اليوم
"الجمباز" لعلها أجمل الألعاب التي من الممكن الاستمتاع بمشاهدتها، دونما معرفة تامة بقوانينها وضوابطها الفنية، فهي اللعبة الأكثر جمالية في الأداء، بل تعتمد في فلسفتها على جمال وانسيابية الجسد في تناغم بديع بين حركاته مع الأجهزة، والجمباز الكويتي على الرغم من كونه من الألعاب التي بدأت مع مطلع ستينيات القرن المــنصرم، إلا أنه لايزال دونما المستوى المطلوب - على الأغلب ـ فالأندية التي تشارك في مسابقات الاتحاد الكويتي للجمباز لا يتجاوز عددها سبعة فقط وهي القادسية، كاظمة، العربي، الكويت، النصر، التضامن وخيطان، أما الاهتمام بشتى أنواعه فهو يكاد يكون غائباً بالمطلق.
استمرت أنشطة الأندية والاتحاد للموسم المنصرم، وتواصل التغطية قبل بداية الموسم الجديد، لتسليط الضوء على اللعبة الأجمل من بين الرياضات، ودور الأندية في تطوير اللعبة، المدير الفني للعبة الجمباز بنادي القادسية عبدالسلام الكندري، سلط الضوء على آخر استعدادات ناديه لخوض غمار منافسات الموسم، وأوضــح عن أهدافه التي ينوي تحقيقها.
وقال "حققنا كأس التفوق العام الموسم المنصرم بعد تحقيقنا لـ 42 نقطة، وعليه فإن انطباعنا ممتاز عن النتائج التي تحققت قياسا لمجموع النقاط التي جمعتها فرق القادسية الثلاثة (تحت 12 سنة، تحت 17 سنة والسن العام)"، بهذه الكلمات بدأ المدير الفني بنادي القادسية حديثه لـ «مانشيت»، مؤكدا أن ذلك الإنجاز يتطلب مزيدًا من العمل والجهد والمثابرة، للمحافظة عليه وزيادة المجموع العام لنقاط كأس التفوق، وكذلك تطوير قدرات اللاعبين الفنية، والرفع من مستوى لياقتهم البدنية، ليقدموا أهم ما لديهم في البطولات كلها وفي مختلف الأعمار، ونبه الكندري إلى أن المنافسة متوقعة من عدد من الأندية، لاسيما بعد التغيير بالمراحل السنية الذي أجراه الاتحاد نهاية الموسم الماضي.
المراحل السنية
وتـابع الكندري: "انطلقت بداية إعداد فرق الجمباز بنادي القادسية مبكرا، حيث بدأ الإعداد في شهر حُــزَيرَانُ المــنصرم، ليستكمل في معسكر خارجي في مدينة الإسكندرية المصرية من الحادي والثلاثين من شهر حُــزَيرَانُ وحتى الرابع عشر من شهر أغسطس/أب، ولجميع المراحل السنية، بحسب ما ذكره المدير الفني عبدالسلام الكندري، والذي يضيف قائلا: "المعسكر جاء بالفوائد المطلوبة منه، وهي زيادة الجاهزية الفنية للاعبين وتطوير قدراتهم الفنية، وزيادة خبراتهم التراكمية، خاصة وأننا اقمنا منافسات مع فرق الجمباز بنادي "سبورتنغ" السكندري، وشهــــــدت مستويات متميزة من كلا الناديين، وحرص كل اللاعبين على منح أهم ما لديهم، في أجواء تنافسية أخوية مثالية، زيادة على التمارين الصباحية والمسائية، التي شهدها المعسكر المصري طوال أيامه بما فيها الجمعة".
وعن البداية المبكرة في إعداد الجمباز "القدساوي"، أبان المدير الفني للجمباز بنادي القادسية عبدالسلام الكندري أنها كانت متعمدة لأسباب عدة، يأتي في مقدمتها الحرص على جمع اللاعبين، وعدم تفرقهم ما بين مسافر وآخر يقضي وقته في أمور قد لا تعود عليه بفائدة كبيرة، وتـابع "المحافظة على القمة تتطلب تضحية كبيرة، من الجميع دونما استثناء لاعبين إداريين ومدربين، والمعسكر جاء بموافقة ورغبة من الجميع، وحقق المطلوب منه وبدرجة مرتفعة، ولم نكتف بالمعسكر المصري، بل تابعناه بعد عودة النـــــــادي إلى الكويت، وأخذ راحة لم تتجاوز الثلاثة أيام، بمعسكر داخلي بالنادي يمتد لأسبوعين، ويختتم الخميس المقبل (يوم الوقوف بعرفات)، حيث واصلنا التمارين اليومين على فترتين، سعياً إلى الوصول باللاعبين إلى أهم المستويات الفنية المطلوبة"، وأَرْشَدَ الكندري إلى أن من إيجابيات المعسكرين التدريبيين المتتاليين زيادة أواصر الأخوة بين اللاعبين، حتى أصبحوا أسرة واحدة، وأشاد الكندري بمتابعة واهتمام أولياء الأمور ومجلس الإدارة، مما دفعهم للمضي قدما في اجراء كافة مراحل البرنامج الإعدادي لفرق الجمباز.
إضافة مرحلة
وبرهن المدير الفني للجمباز بنادي القادسية عبدالسلام الكندري تأييده التام للإجراء الذي قام به اتحاد الجمباز، من خــلال إضافة مرحلة سنية جديدة، ليصبح إجمالي المراحل السنية أربعة (تحت 11 سنة، تحت 14 سنة، تحت 17 سنة والسن العام) ، وأخـبر: "ليست لدينا أية مشكلة في إضافة مرحلة سنية جديدة، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح للجمباز الكويتي، وتعود عليه بفوائد كبيرة، وطالما طالبت الأندية بإضافة مرحلة سنية، كذلك أننا وبذات الوقت نطالب بمرحلة جديدة لمن هم في عمر الثمانية أعوام، حيث إنهم محرومون من المشاركة في الجمباز التنافسي حتى تجاوز تلك المرحلة، وغالبا ما يقضون ثلاثة أعوام طويلة في التدريب، حيث نحرص على استقطاب اللاعبين الصغار من عمر 5 أعوام، كذلك هو حاصل في كل دول أرجاء العـالم المهتمة باللعبة"، وأَرْشَدَ الكندري إلى أن ناديه في طور التعاقد مع مدرب جديد بسبب اضافة المرحلة السنية الجديدة، لينضم إلى الجهاز الفني المكون من المدرب المصري هيثم حسني، والصينيين سونغ وي وانغ دينغ.
ثلاثة لاعبين
وتوقع عبدالسلام الكندري منافسة قوية في كل المراحل السنية بين خمسة أندية على الأكثر، ونبه إلى أن التعديلات التي أجراها الاتحاد على نظام المسابقات، سوف يرفع من أمر المنافسة، لاسيما وأن الأندية كانت تشارك بـ 5 لاعبين، على أن يتم اختيار أهم 4 منهم، ولكن وبحسب التعديلات الجديدة، فإن على الأندية أن تشارك بأربعة فقط، ليتم اختيار أهم ثلاثة لاعبين منهم واعتماد مشاركتهم، مما يدفع البعض من الأندية للتركيز على عدد من اللاعبين لتحقيق أهم نتيجة ممكنة. واكـــــد الكندري على أن القادسية يهدف للمحافظة على كأس التفوق العام للموسم الثالث على التوالي، وذلك بغض النظر عن قوة المنافسة، وجاهزية الفرق الأخرى ومدى استعدادها.
إنجاز "القادسية"
وأشاد عبدالسلام الكندري بالدعم المادي والمعنوي من رئيس مجلس إدارة نادي القادسية الشيخ خالد الفهد وأعضاء مجلس الإدارة، لاسيما رئيس اللعبة وليد الكندري، سواء في في أثناء مسابقات الموسم الماضي، أو خــلال مرحلة الإعداد الخارجي أو الداخلي للفريق، كذلك أثنى على اهتمام أولياء الأمور وحرصهم على مواظبة أبنائهم على حضور التمارين، وبرهن أن الفضل في الإنجاز الذي حققه جمباز القادسية يعود للجميع من مجلس إدارة الفــــــريق وأولياء أمور اللاعبين واللاعبين أنفسهم والجهازين الفني والإداري، كذلك شكر الكندري المدير العام للهيئة العامة للرياضة الشيخ أحمد المنصور، ونائبه د.حمود فليطح، على دعمهم الدائم لأبنائهم الرياضيين في شتى المجالات، لاسيما لعبة الجمباز، وبرهن أن المعسكر الخارجي لجمباز القادسية لم يكن ليتحقق لولا أعانَه الشيخ المنصور لأبنائه الرياضيين.
وتمنى الكندري في ختام حديثه على الاتحاد الكويتي للجمباز مزيدًا من الاهتمام باللاعبين المتميزين، وذلك لتطوير مستواهم الفني، تمهيدا لمشاركتهم في المحافل الدولية والإقليمية متى ما تم زيادة الإيقاف الدولي المفروض على الرياضة مانشيت، وتحدث أن أهم سبيل لتطوير المتميزين يكمن في المعسكرات الخارجية واحتكاكهم بلاعبين من مختلف دول أرجاء العـالم، مما يحفزهم على تطوير أنفسهم بالإضافة إلى التعليم الفني والتطوير من قبل الأجهزة الفنية في المنتخب.