أبوظبي - المغرب اليوم
رجح باحثون أستراليون أن يكون الإنسان القديم المعروف بـ"الإنسان المنتصب" قد انقرض في عصر غابر لسبب غريب، هو الكسل، وعدم قدرته على اختراع أدوات تمكنه من مجاراة الحياة وتغيرات المناخ.
وكشفت الدراسة التي أجراها فريق علمي من الجامعة الوطنية في أستراليا، أن الإنسان المنتصب انقرض خلال العصر الحجري في شبه الجزيرة العربية، وفق ما نقلت "سكاي نيوز".
واكتشف الباحثون أن الإنسان المنتصب لم يكن يجتهد كثيرا، إذ كان يكتفي باستراتيجية "أقل جهد ممكن" حتى يواصل الحياة، وهو ما جعل الكائن غير قادر على التأقلم مع تغيرات البيئة.
ولاحظت الدراسة هذا الكسل في طريقة صنع بعض الأدوات من الحجر، إذ بدا ما صنعه الإنسان المنتصب بسيطا جدا مقارنة بما أبدعه أفراد بدائيون آخرون.
وأوضح الباحث سيري شيبتون، أحد المشاركين في الدراسة، أن الإنسان المنتصب لم يكن يكلف نفسه العناء والمشقة بل كان يقتنع بما هو موجود، ففي إحدى المناطق مثلا كان ثمة حجر ذو جودة في مكان صخري قريب، لكن الإنسان الكسول لم يكن يبذل جهدا ليجلبه، وكان ينتظر إلى أن تتساقط القطع إلى الأسفل.
وتوضح الدراسة أن الإنسان المنتصب يختلف عن أسلاف البشر الآخرين مثل الإنسان العاقل أو الإنساني البدائي المعروف بـ"نياندرتال" الذين صعدوا الجبال، وجلبوا حجرا ذا جودة عالية ثم قاموا بنقله لمسافات طويلة.
وبحسب التقديرات العلمية، فإن الإنسان المنتصب من الكائنات التي عاشت فترة طويلة على الأرض إذ يرجح أن يكون قد استمر لمدة تناهز مليوني سنة، حتى آخر عصر جليدي.
ويقول شيبتون إن عجز الإنسان المنتصب عن إحراز تقدم تقني لا يرتبط بالكسل فقط، بل يعود أيضا إلى عوامل مناخية بالأساس عجلت بحدوث الانقراض.