دمشق ـ ميس خليل
أكد مدير الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم، أنّ ما حدث في تدمر خسارة للمجتمع الدولي وللحضارة المعاصرة، مضيفًا: "إن حدث مكروه في مدينة تدمر مثلما حدث في شمال العراق؛ سيكون نزيفًا وجرحًا مستمرًا لأجيال وأجيال".
وأوضح عبد الكريم، في حوار مع "المغرب اليوم"، أنّ المديرية تحاول بكل جهدها التواصل مع المجتمع المحلي في تدمر؛ ولكن عملية التواصل مستحيلة بسبب انقطاع الخطوط، مشيرًا إلى أنّ الوضع يعتبر سوداويًا، ولفت إلى قرار مجلس الأمن رقم 2199 شباط/ فبراير 2015 الذي يُجرم تدمير ونهب التراث الثقافي في سورية والعالم، مبيّنًا أنّ المديرية كانت تأمل بوجود أدوات فعّالة لمنع تحرك جحافل ومجرمي "داعش" نحو المدينة.
وأضاف: "اليوم بالنسبة إلينا كمديرية عمومية، يعتبر أسوأ يوم وأكثره حزنًا لأنه السقوط الثاني لتدمر، فالأول عندما سقطت مملكة زنوبيا؛ ولكن بقيت الحضارة التدمرية، والخوف كل الخوف الآن أن تسقط بشكل كامل على يد مجرمي "داعش".
وأبرز أنّ المديرية تمكنت من نقل مئات ومئات القطع المهمة من متحف تدمر إلى أماكن آمنة، معبرًا عن خوفه وقلقه على مصير المعابد والأوابد في المدينة.
وبالنسبة إلى ردة فعل المجتمع الدولي، نوّه عبد الكريم بأنّه "اكتفى بالتعاطف من خلال جامعات ومؤسسات"، معتبرًا أنّ "هذا لا يكفي، خصوصًا أننا ذاهبون إلى مصير مجهول في حق المدينة". أما عن أهمية تدمر أضاف، أنها من أمهات المدن القوافل، ومدينة مشهورة في العصر الروماني حققت نهضة سياسية وعسكرية ومعمارية في عصر زنوبيا، ومدرجة على لائحة التراث العالمي وتعتبر من أهم المدن السياحية مشهورة بمعابدها ومدافنها ومسرحها وطريق الأعمدة وغيرها من المكونات المعمارية التي تعطيها ألقًا ورمزية في مجال الحضارة.