بيروت _الدار البيضاء اليوم
يحاول لبنان إنقاذ الليرة المنهارة أمام الدولار الأمريكي وسط أزمة اقتصادية أقوى من تداعيات الحرب الاهلية ببيروت قبل 30 عاما، وقالت نقابة الصرافين في بيان إن الصرافين سيشترون الدولار بحد أدنى 3950 ليرة لبنانية ويبيعونه بسعر أقصى 4000 ليرة الأربعاء، في محاولة لإنهاء إضراب استمر شهرا. وفقدت الليرة أكثر من نصف قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب رويترز. وقال مصرف لبنان المركزي، نهاية الشهر الماضي، إنه سيبدأ اتخاذ "الإجراءات الضرورية" للدفاع عن العملة المحلية، بما في ذلك توفير الدولارات لاستيراد المواد الغذائية الأساسية.
وبدأ لبنان محادثات مع صندوق النقد الدولي في منتصف مايو/أيار الماضي على أمل الحصول على تمويل يبلغ نحو 10 مليارات دولار. ويتطلع إلى الحصول على 11 مليارا أخرى من مانحين آخرين. لكن حكومة لبنان برئاسة حسان دياب عجزت عن تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي ينادي بها المانحون لمعالجة الأزمة المالية وانهيار الليرة اللبنانية، وهو الأمر الذي يقلص فرص بيروت في الحصول على دعم مالي من صندوق النقد الدولي.
ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، تتزامن مع أزمة سيولة حادة وشحّ في الدولار وقيود مصرفية على الودائع وعمليات السحب.وظهرت منذ الصيف للمرة الأولى منذ عقود سوق موازية، تجاوز فيها سعر صرف الدولار الشهر الماضي عتبة الأربعة آلاف ليرة، فيما السعر الرسمي ما زال مثبتاً على 1507 ليرات.وأمام الانهيار المتسارع، طلب مصرف لبنان نهاية الشهر الماضي من الصرافين ألا يتخطى سعر بيع الدولار 3200 ليرة. إلا أن الليرة واصلت الانخفاض مقابل الدولار في السوق السوداء.