لندن - الدار البيضاء
-في الوقت الذي يستعيد معظمنا الأحداث العاصفة التي طبعت عام 2021، في الأيام الأخيرة من أفوله، كانت مرجعية الألوان العالمية "بانتون" منشغلة في أخذ قرار بشأن اللون الأكثر ملاءمة وتعبيرًا عن أحوال عام 2022.وأزيح الستار عن لون فيري بيري (Very Peri) للعام المقبل، الأربعاء، الذي، وفق تعريف الشركة، يجمع بين سكينة اللون الأزرق الدائمة والطاقة النشطة المتأتية من اللون الأحمر. إنها المرة الأولى التي تصنًّع الشركة لونًا عوضًا عن الغوص في أرشيف الألوان الخاص بها، وهو أمر شكّل عنصرًا حيويًا في آلية اختيار لون السنة الجديدةوقالت ليتريس آيزمان، المديرة التنفيذية لمعهد بانتون للألوان ، إنه "كان من المهم حقًا ابتكار لون جديد، لأن لدينا نظرة جديدة جدًا للعالم الآن".
وأضافت واصفة اللون بـ"أنه حرفيًا الأسعد والأكثر دفئًا بين جميع درجات اللون الأزرق"، متابعًة أنّ "اللون الأمر أضفى شعورًا قويًا بالحداثة، والحداثة هي ما نسعى إليها".أثرت الجائحة بشكل كبير على النظام الطبيعي لحياتنا وعملنا، واضعة عقبات دفعت الناس للتفكير بعيدًا عن كل ما هو مألوف.من جهتها، قالت لوري بريسمان التي تشغل منصب نائب رئيس شركة بانتون ، إننا "مررنا بالعديد من التحديات خلال هذه المرحلة، ولا نعرف ماذا تخبئ لنا الأيام المقبلة". وتابعت أن "الفضول ساعد الناس على تجاوز هذه الأوقات الصعبة. وفي إمكاننا توصيفه بأنه الإبداع الشجاع".
وأضافت آيزمان أن "اللون يرمز إلى المستقبل"، لافتة أنه "يجسّد السلوك المبهج والمفرح الذي نتحدث عنه، والثقة الخالية من الهموم، والروح الإبداعية".تسعى شركة بانتون سنويًا إلى ترجمة روح العصر من منظور نظرية اللون، باحثة مؤشرات تستقيها من أيقونات الموضة والتصميم والديكورات الداخلية.وغير مستغرب القيام بخيارات غير تقليدية: إذ اختارت الشركة لعام 2016، تدرّج لوني هو نتيجة المزج بين لونين هما الكوارتز الوردي والصفاء، كي تعكس عامًا تغيرت خلاله السياسات الجنسانية. واختارت عام 2020، لونين، الرمادي الفاتح والأصفر المشع النابض بالحياة للتعبير عن المرونة والتفاؤل الذي ظهر خلال سنة الجائحة الأولى.وقالت آيزمان إن المهمة السنوية المتمثلة بتوقّع اللون الأفضل الذي يتماهى مع العام المقبل، هو مسعى يمتد لأكثر من 20 عامًا، وبدأ كرغبة في إجراء حوارات تتمحور حول سلطة اللون.
وأضافت: "اخترنا بداية لون العام بهدف جعل الناس يتحدثون عن دور اللون". وأوضحت أنه "بمجرد تحقيق ذلك، تثار ضجة حول الموضوع بين الناس، ثم يدركون أنّ اللون جزء من حياتنا اليومية، لكننا نتعاطى معه كتحصيل حاصل".
عام 2021، استوحت الشركة لونها من قطاع جديد: التكنولوجيا. فبدءًا من NFTs أي الرموز غير القابلة للاستبدال، ورحلات مكوك الفضاء الممتعة، إلى وعد مارك زوكربيرج بالميتافيرس، كانت سنتنا حافلة بالاعتماد المتزايد على التشغيل الآلي والعالم الرقمي. إنها علاقة ساهمت جزئيًا بقرار شركة بانتون العمل مع شركة "مايكروسوفت" وشركاء آخرين لإطلاق لونها لهذا العام.وسيتم دمج لون Very Peri، على سبيل المثال، في مجموعة من تطبيقات "مايكروسوفت" على شكل حافظات شاشة رقمية وخيارات واجهة لبرنامج "باوربوينت" (PowerPoint) وتطبيق "تيمز" (Teams) ومتصفّح "إيدج" (Edge)، و نظام التشغيل ويندوز" (Windows).
سواء لاقى لون فيري بيري لعام 2022، حفاوة أم لا، فإن بريسمان وآيزمان راضيتان ببساطة عن الحوار المنتظر. قالت آيزمان "إنه لأمر مذهل بالنسبة لي أن أسمع الناس يتحدثون عن لون العام، أناس لا صلة لهم بالألوان بأي شكل من الأشكال".وتابعت أنّ هذه العلاقة "شهدنا على نموها على نحو تدريجي على مر السنين. وقد أدهشنا ذلك نوعًا ما، لكننا سعداء بما حققناه، لأن هذا هو المبتغى".
قد يهمك ايضا