آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء

الدارالبيضاء
الدارالبيضاء ــ المغرب اليوم

تشهد مدينة الدار البيضاء، في الآونة الأخيرة، عدة أوراش تهدف إلى إعادة تأهيل هذه المدينة؛ فقد تم الشروع في إعادة تصميم بعض الشوارع الكبرى (كشارع أنفا، والمسيرة، والزرقطوني، والجيش الملكي...) وإعادة بناء المحطة السككية للميناء، وإعادة توسيع كورنيش عين الذئاب وتجميله، والشروع في إنجاز المارينا إلى غير ذلك من الأوراش.

لكن في الوقت الذي يتم فيه الاهتمام بإنجاز هذه المشاريع، هناك إهمال شبه تام لوسط المدينة بشوارعها ومحلاتها التجارية ومقاهيها وفنادقها...، إذ على الرغم من تبليط ساحة الأمير مولاي عبد الله، وإن كان قد ظهرت عيوب هذا التبليط فيما بعد، وإصلاح بعض الممرات التي تخترق وسط المدينة (كممر الكلاوي، وممر التازي...) وصباغة العمارات الموجودة بشارع محمد الخامس بعد اختراقه من لدن سكة الترام، وتفويت مناطق وقوف السيارات إلى بعض الشركات الخاصة، فعادة ما يلاحظ ساكن هذه المدينة بذهول شديد التهالك المريع الذي أصاب أقدم وأعرق وأكبر فضاء بوسط للعاصمة الاقتصادية: 

فدور السينما التي كانت تنشط هذا الفضاء قد أقفل جلها أبوابه ( كسينما لوكس، والحرية، وأوبرا ...) في الوقت الذي تم هدم دور أخرى لتحويلها إلى تجمعات إسمنتية كما حدث بالنسبة إلى سينما النصر، ولم تتبق إلا بعض الدور التي ما زالت صامدة ضد تيار الهدم مذكرة بعهد زاهر كان فيه وسط المدينة قطب استقطاب لساكني المدينة الذين كانوا يقصدونه، خاصة في نهاية الأسبوع وهم يرتدون أحسن ثيابهم وواضعين أغلى عطورهم، يجوبون شارع محمد الخامس وفق طقوس خاصة تقوم على الاحترام المتبادل، والانتماء المشترك إلى المدينة الواحدة.

أما المقاهي فقد فقد جلها الخصوصية التي كانت تميز كل مقهى عن مقهى آخر؛ فمقهى إكسلسيور، منذ أن تم إعادة فتحها، فقدت طابعها الشعبي وروحها الثقافية والفنية والسياسية التي كانت تستمدها من نوعية الزبائن التي كانت ترتادها من مثقفين ونقابيين ومتحزبين، بالإضافة إلى العديد من العاملين في المرسى من سكان المدينة القديمة، حيث تحولت الآن إلى شبه ملعب رياضي تجلس فيه نوعية من الزبائن لا هم لها سوى تزجية الوقت في مشاهدة بعض مباريات كرة القدم سواء مباريات الدوري الإنجليزي أو الفرنسي أو الإيطالي أو الإسباني إلى غير ذلك من الدوريات الأوربية والإقصائيات الأمريكو لاتينية.

أما مقهى فرنسا، التي كانت تعتبر لفترة طويلة قبلة للمثقفين والسياسيين والفنانين وباقي الفئات المتعلمة، فقد أضحت فضاء يستقبل على مدار 24 ساعة عينات من الزبائن لاهم لها إلا قتل الوقت في الثرثرة والتدخين، وأشياء أخرى.

كما شهد وسط المدينة، الذي كان يعج بالمحلات التجارية بواجهاتها المتلألئة التي كانت تعرض الألبسة الجاهزة من بنطلونات وقمصان ومواد التجميل، إغلاقا للعديد من هذه المحلات التي توجه أصحابها إلى فتح محلات جديدة بالمعاريف الذي أصبح المكان المفضل للبيضاويين والبيضاويات لاقتناء مستلزماتهم وحاجياتهم.

ولعل السبب الذي يكمن وراء هذه الوضعية المتردية التي يعرفها وسط المدينة هو الإهمال الذي يعاني منه هذا الفضاء البيضاوي العريق، سواء على الصعيد الأمني أو على تهالك بنياته التحتية.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء التسيب الأمني وتهالك البنيات التحتية يمزقان البيضاء



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca