الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
بأيادٍ مبدعة تعلوها ندوب الزمن وتجاعيد الخبرة، يصنعون مجسمات مغربية أصيلة، ويخيطون أثوابا تحمل بين طياتها تاريخ وحضارة وطن، ويغزلون خيوط زرابٍ يطلبها الأجانب قبل أهل الدار.
لم يكن الصناع التقليديون بالمغرب يعتقدون أن كائنا مجهريا قد يعصف بصناعة يحبونها وتدر عليهم مدخولا يعيلون به عائلاتهم وأبناءهم، حتى أضحى المدخول لا يتجاوز 5 في المائة من النصيب الذي كانوا يدرونه قبل الجائحة، حسب ما أكده صاحب ورشة للخياطة بإقليم الخميسات في .
وحكى المتضررون من مخلفات الجائحة كيف ساهم الإغلاق وتوقف المناسبات الاجتماعية والحفلات في ركود تجارتهم، وتسريح عمال كانوا إلى وقت قريب يعملون ساعات طويلة لتلبية طلبات الزبائن.
توزيع على “السماسرة”
بالنسبة لرابحة، التي كرست حياتها لنسج الزرابي، فإن المصاب جلل؛ لأن أثر الركود امتد إلى نساء كن يعملن بشكل يومي برفقتها في نسج الزرابي؛ لكن في ظل توقف عدد من المرافق السياحية وتعليق الرحلات الجوية، فلم يعد هناك ما يمكن غزله، باستثناء بعض الطلبات المتفرقة والتي تتوزع أرباحها بين النساء والوسطاء وأصحاب المتاجر بالمدن السياحية.
بمنطقة آيت يادين التابعة لإقليم الخميسات التي لا يخلو منزل من المنازل من الأدوات المستعملة في نسج الزرابي، طالبت رابحة والسيدات اللواتي يعملن في المجال نفسه باتخاذ تدابير عاجلة بغية تمكينهن من بعض التسهيلات من أجل ضخ دماء جديدة تعيد القليل مما ضاع منهن.
برلماني يحذر
قال إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إن نواب الحركة تقدموا برسائل شفوية ومكتوبة عديدة في هذا الموضوع الذي أثير النقاش حوله على مستوى لجنة القطاعات الإنتاجية في اجتماعات عقدت خلال الدورة الخريفية.
وأوضح النائب البرلماني، المنتمي إلى المعارضة، أن “الحكومة لها إمكانيات محدودة نتفهم ذلك؛ لكن الأمر يتعلق بحالة طوارئ قصوى”، مؤكدا أن قانون المالية الذي صادق عليه البرلمان أعطى الإمكانية للحكومة من أجل استعمال مبالغ لمواجهة المصاريف الطارئة.
وأفاد السنتيسي، إن بأن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني مطالبة ببلورة إستراتيجية للنهوض بالصناعة التقليدية وباقي الصناعات والحرف والمهن المرتبطة بالسياحة، محذرا من تأثير وضع العاملين بالقطاع على مستوى التوتر الاجتماعي، خاصة أن معظمهم لا يتوفرون على تغطية صحية أو تأمين على العطالة.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن برنامج “أوراش” الذي أطلقته الحكومة لا يكفي لمعالجة وضع المنتمين إلى قطاع السياحة، باعتباره أهم قطاع مشغل بالمغرب، مبرزا أن “أوراش” برنامج عمل مؤقت لا يمكن أن يشكل حلا مناسبا لهذه الفئة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر