آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

كتاب "إبن حزم القرطبي" للدكتور محمد رضوان الداية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - كتاب

دمشق - سانا

يلقي كتاب ابن حزم القرطبي للدكتور محمد رضوان الداية الضوء على أحد أعلام الفكر والعلم والفن في الحضارة العربية الإسلامية عامة وحضارة الأندلس خاصة ورغم إحراق بعض كتب ابن حزم في حياته ظلما وعدوانا وضياع بعضها الآخر لكن بقي من تراثه قدر كبير في أغراض شتى هو كاف للدلالة على شخصيته الإبداعية. وتبين كتبه ملامح فكره وسعة أفقه وتنوع إبداعاته وعلى تركه أثرا كبيرا في الحضارة العربية الإسلامية والفكر العالمي فكان يغرد في سرب الأندلسيين بمشاركته في قضايا أدبية وفنية وثقافية وتاريخية وعلمية يقل جدل خصومه فيها. كما يوضح الباحث الداية أن ابن حزم اشتغل خارج سرب الأندلسيين في آرائه ونظرياته ومواقفه في شوءون كثيرة من الرأي والسياسة والفن والفقه وشؤون متعددة في مناحي الحياة ما لا ينسجم مع فكر الأكثرية ومواقفهم حيث شكل علامة بارزة في تاريخ الفكر الأندلسي ونماذج للرجل الذي يتعايش مع مشكلات الحياة والسياسة والمجتمع ومع تردداتها وتوابعها عليه. وفي الكتاب ينهض ابن حزم بما يعتقد أنه حق في الحياة عامة وفي فنون الآداب والعلوم الإنسانية والرأي خاصة ويحافظ على اجتهاداته واختياراته في الفقه والأصول والأحكام والفرق والملل ويمضي في تدريس منهجه ومؤلفاته وإن اعترض عليه المعترضون إضافة إلى فصاحة لسانه وقوة طرحه على نية مكشوفة يدعو خلاله إلى مناظرة يستعد فيها لمشاركة الموءيدين والمخاصمين على حد سواء. وابن حزم كما يوصف في الدراسات الأجنبية والعربية بحسب رضوان الداية هو رجل موسوعي حيث أن دائرة اهتمامه واسعة والعلوم والفنون التي عالجها في كتاباته كثيرة ومتنوعة إذ كان من الرجال الكبار الذين عرفهم تاريخنا الحضاري من سعة الاطلاع ومن النظرة الثاقبة واللمحة الذكية والآراء الناضجة كما كان قادرا على التأليف والتصنيف. يقول الداية.. تلقى كتب ابن حزم رواجا كبيرا حيث يتلقاها القارئ بشغف وتتوالى طبعاتها ويكثر امتداد الأيدي إليها من العلماء والباحثين ومن الطلبة والدارسين فهو من أهم أئمة المذاهب الإسلامية الرئيسية ومن كبار رجال مذهب الظاهر وتعد كتبه أشهر مؤلفات هذا الفقه بصفته المؤسس الرئيسي له والناطق الأول باسمه . ويضيف.. من أهم جوانب شخصية ابن حزم الفقه والأصول والحديث والتاريخ والأنساب والمنطق والبلاغة والشعر وفلسفة الحب واللغة والنحو ومقارنة الأديان والأخلاق والجدل والسياسة إلى مشاركات في موضوعات أخرى فهو صاحب طوق الحمامة في الألفة والتآلف الكتاب الذي تتكرر طبعته في الأقطار العربية وظهر له نحو عشرين طبعة. ويرى الداية أن حياة ابن حزم تختلف عن حياة الفقهاء الآخرين فتجده في الأدب ناثرا فنيا ممتازا لا يقل عن أي كاتب من كتاب عصره وبلده وربما امتاز بجودة الفكرة مع جودة الديباجة وجمال الصورة البيانية كما امتزجت حياته بالسياسة متأثرا بمعطياتها. أما عن حياته الشخصية فقد انتظم ابن حزم من فترة مبكرة من حياته مع عدد من الفتيان وهم رفقة من الأصفياء في صحبة ومودة ذكر بعضهم في طوق الحمامة يتميزون بالأناقة ويرتدون أفخم الثياب في أحدث الأنماط يفتنهم الجمال وتستهويهم الطبيعة والموسيقا ويفضلون الأدب ويتبعون فيه منهجا ثوريا ومن هؤلاء أبو عامر بن شهيد الأديب والكاتب والشاعر. وكشف الداية أن ابن حزم دخل السجن مرات عديدة وتقلد مناصب وزارية ثم خاب أمله فيها ونفض يده منها وتوجه كليا إلى العلم الذي عرف حلاوته منذ صغره لكنه صار عنايته الأولى والأخيرة وهدفه الأسمى لكن قلمه ظل يتابع انهيار الدولة وضعفها وانهيار الوحدة وظهور الدويلات الهزيلة التي لا يصلح واحد من زعمائها للحكم ولا للإدارة فتعرض منهم للإيذاء والتغريب. وأوضح الباحث أن من الذين قاموا بإيذاء ابن حزم هم جماعات مختلفة من الفقهاء وأهل الحكم وغيرهم ممن صدمهم بقوة مناقشته وحماسته واتساع باعه في علمه وشدته في جدله وممن حسدوه ووشوا به إلى الحكام وهكذا تنقل إما داعيا لفكره وإما هاربا بنفسه من ضغط خصومه ومن غضبة الحاكم عليه. يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية ويحمل رقم 19 ضمن سلسلة أعلام الناشئة ويقع في 103 صفحات من القطع المتوسط .

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب إبن حزم القرطبي للدكتور محمد رضوان الداية كتاب إبن حزم القرطبي للدكتور محمد رضوان الداية



GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca