آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

كتاب "سبع أرواح" لوليد الطاهر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - كتاب

القاهرة ـ وكالات

من المؤكد وأنت فى ذروة غيظك من أحدهم..أن شبهته بـ«قط.. بسبع أرواح» وإن لم تفعل فربما تكون قد ذممته بأنه «كالقط.. بياكل وينكر»، وغالبا ما ستكون قد حرت فى وصف جمال وجه إحداهن فأوجزت بقولك إنها جميلة كـ«قطة» سيامية.. أو توجست من هذا الجمال فقلت إن عيناها جميلتان.. لكنها شرسة كعيون القطط فى سواد الليل, غالبا ما ستكون قد اقتبست من عالم القطط مرادفات لعالم البشر سلبا أو إيجابا.. مدحا أو ذما.. ولكن من النادر أن تكون قد تقمست دور «قط» يبحث لنفسه عن تعريف يقدم به نفسه للعالم، كما هو الحال بالنسبة لبطل مسرحى يتخطفك بين الأقنعة التى يرتديها ويخلعها بمهارة، فتحير فى نهاية العرض فى التعرف على ملامح وجهه الحقيقية.وبما أن «التقمس» هو أحد أكثر أدوات المسرح صعوبة واحترافية على الإطلاق فغالبا ما يتم اسناد هذا الدور لأحد المخضرمين الموهوبين فى هذا المضمار، وكذا الحال بالنسبة لدور «القط» المتقمس فى هذا الكتاب الجديد، الذى قام ببطولته الفنان وليد طاهر تأليفا ورسوما، تندهش من الفكرة فى المقام الأول التى يدخلك إلى أجوائها الغامضة مع الطلة الأولى لغلاف القط الأسود المقترن بعنوانه «سبع أرواح», رغم هذا «الرعب» الذى يقترن لدى الكثيرين بـ«القط الأسود» إلا أن وليد طاهر يثير داخلك كثيرا من التأملات التى غالبا ما ستنتهى بالتعاطف مع هذا الكائن ذى السبع أرواح، تسمعه يتساءل فى حكمة رجل أربعينى مضى به العمر هدرا دونما يتيح له استراحة تأمل فى كينونته، يستهل قط وليد طاهر بهذه العبارة الحائرة» لا أحد يعرف من أنا» ونلاحظ فى هذا الاستهلال البعد الوجودى الذى أراد المؤلف أن يطرحه بكل تعقيداته على لسان حيوان أليف، وغالبا ما سيكون قد أثاره داخلك أنت أيضا!«يقولون إنى غامض.. حاد.. مرح.. ظريف.. مخيف.. أحب أن أكون وحيدا.. وأحب أن أكون مع أصحابى الملاعين.. ألتهم وحدى كل السردين.. غير مفهوم.. عندى وجوه كثيرة.. وسبع أرواح!» يستدعى القط نظرات الآخرين له وأحكامهم عليه.. ويعود ليتحدث عن نفسه فى روح شجاعة عارفة بالنفس، فهو يعى نقاط قوته المقترنة بوجوهه وأرواحه المتعددة، حتى وإن لم يكن قد اكتشف جميعها بعد.. لكنه على الأقل اختبر بعضها.. يحير القط فى اكتشاف نفسه.. وهو ما يحبطه كثيرا..فهل هو عشوائى.. بدائى.. مهزوز؟! يستدرك فجأة تلك الروح الانهزامية التى يتحدث بها عن نفسه وهو من يعى الشبه الذى يربطه بالأسد، فيستدعى زئيره الهادر فى الغابات ويهب «لا أنا قوى لا يهمنى شىء».. يعود بروح جديدة حائرة «من أنا؟», عنصر الصورة فى كتاب «فلسفى» كهذا يضيف بعدا آخر من الدهشة، فأنت ترى القط، مع كل سؤال فى أعماق ذاته الحائرة، يتلون ويتشكل من جديد كأنما ولد كائنا آخر، ترى تصور القط عن نفسه بالعشوائية أبعد ما يكون عن تصوره لنفسه بأنه كائن مهزوز أو مرح، فى لوحات محرضة على الإبداع، تشاهد خطوط رسامها وليد طاهر وهى تتخذ تعريجات أقرب لحالة القط النفسية والشعورية!, الكتاب، الصادر عن «دار الشروق»، يضعك فى الحيرة نفسها التى احترف وليد طاهر وضع جمهوره بها، تتساءل: هل هذا الكتاب للكبار أم للصغار؟ فالكتاب محفز للحيرة والدهشة.. جذاب بمعايير خفة الظل.. احترافى بمعايير الرسم والتصميم.. يعيدنا لذلك التقاطع بين عالمى الإنسان والحيوان بكل ما فيه من فطنة ودهاء، ربما تستدعى رائعة «كليلة ودمنة»، وإن كان طاهر اتخذ فى هذا المنحى خصوصية معاصرة فى العرض، مستبدلا السرد الروائى الطويل بهوامش تأملية ثاقبة، مستعينا بفن «المونولوج» على لسان قط، وساعده فى التعبير عن ذاته بخطوطه المحكمة وألوانه الطلقة، وتعبيرات وجه تكاد تنطق بشرية وإنسانية فى تماهى أراد به المؤلف أن يدفعك فيه إلى بعض التنقيب داخل ذاتك حتى وإن كان مثلك الأعلى فى ذلك مجرد قط. الشروق

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca