آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"دفاعًا عن التراث" كتاب لمواجهة التطرف الديني

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

القاهرة - وكالات

صدر حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب بعنوان "دفاعًا عن التراث" للناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة السابق، ويقع الكتاب فى 286 صفحة من القطع المتوسط، متضمنًا أربع أبواب حول (القص، ناثرون ومفكرون، إضاءات وملاحظات، ومحاكمة ألف ليلة وليلة)، وقد أهدى "عصفور" كتابه إلى "القاضى المستنير سيد محمود يوسف، الذى لا يعرفه شخصيًا، ولكنه قرأ حيثيات أحكامه الحاسمة برفض مصادرة ألف ليلة وليلة واتهامها بالإساءة إلى الآداب العامة أربع مرات".  ويتضمن الكتاب مجموعة من المقالات التى يهدف من خلالها "عصفور" أن يعلم الشباب أن الأصالة – التى هى الوجه الآخر من المعاصرة – موجودة فى كل زمان ومكان، وأن جوهر الإبداع أكثر عالمية من العولمة، وأن كل إبداع حقيقى ينتمى إلى جوهر واحد من القيم الجمالية التى تعبر حواجز الأزمنة والأمكنة واللغة، وأن الذى بلا ماض بلا مستقبل.  ويوضح "عصفور" أن ما يحتاجه التراث الأدبى للدفاع عنه لا الحاجة النظرية، وإنما الممارسة العلمية بالتقديم الجديد له، وبما تسيغه الأذواق المعاصرة، رغم اختلاف تجلياته من عصر إلى عصر، وأنه هكذا يبدأ فعل الدفاع عن التراث بالتعريف به، والتقريب بينه والقارئ المعاصر، سواءً بطرح تفسيرات مواكبة لمعطيات الواقع، تتجاوب وجوهره الإنسانى فى القيمة الإبداعية التى تنجح فى تخطى كل الحوائل، ويكتمل التعريف بما يقود إليه، ويسبقه، من التقديم العلمى الذى يشمل التحقيق والتوثيق والكشف عن كل ما يظل فى حاجة إلى كشف.  ويوضح "عصفور" أن القضية التى كانت بمثابة الدافع الأول لكتابه هذا، هى نتيجة المتغيرات التى شهدها جيله الذى عانى من التحديات ما لم تعانه أجيال أساتذته الذين ازدهروا، وأزهروا، فى مناخ ليبرالى منفتح العقل على مصراعيه، كان فيه إسماعيل أدهم الذى كان يكتب مقاله "لماذا أنا ملحد؟" عام 1936، دون أن يغتاله بائع سمك كما حدث مع فرج فوده عام 1992، ولم يجد شابًا مضللاً يغرس سكيناً صدئة فى رقبة نجيب محفوظ عام 1994، لأن أمير جماعته أفتى له بتكفيره، ولم يروا زمنًا طالب فيه وكيل نيابة يمثل الدفاع فى دعوة مرفوعة لمصادرة ألف ليلة وليلة بحرقها فى أحد ميادين القاهرة لخروجها على الأخلاق والدين، ولم يشهد فى عام 2010 ما شهدناه من جماعة المحامين الممثلين لتيار الإسلام السياسى الذين تقدموا بطلب إلى المدعى العام بمصادرة ألف ليلة وليلة ومحاسبة الهيئة العامة لقصور الثقافة التى أعادت تصوير طبعة بولاق الأولى، ولو أخبرهم أحد أن طه حسين أشرف على أنبه تلامذته – سهير القلماوى – لإعداد أولى أطروحات الدكتوراه التى تنهض بها امرأة فى الجامعات العربية عن ألف ليلة وليلة، ولكن ذلك كله كان فى زمنٍ جميل مضى، لم يعرف التعصب الدينى والتزمت الأخلاقى الذى يعيشه، ومنا المختل الذى يضطرنا إلى أن نقلب غوايتنا بالتراث إلى الدفاع عنه.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفاعًا عن التراث كتاب لمواجهة التطرف الديني دفاعًا عن التراث كتاب لمواجهة التطرف الديني



GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca