تونس - الدار البيضاء اليوم
تعيش تونس على وقع المهرجانات الصيفية حتى آخر شهر سبتمبر المقبل والتي تتوزع على مختلف أرجاء البلاد. إذ انطلقت في العاشر من تموز (يوليو) الجاري، النسخة الخامسة والخمسون من "مهرجان الحمامات الدولي" كما انطلقت النسخة الخامسة والخمسون من "مهرجان قرطاج الدولي" الذي يعتبر الأشهر والأكثر إشعاعاً خارج تونس ليلة أمس. وشهد المسرح الأثري احتفالاً مزدوجاً بمرور تونس إلى المربع الذهبي للدورة الـ32 من كأس أمم إفريقيا المقامة في مصر، وافتتاح المهرجان. وتزامن ذلك مع انطلاق الدورة الواحدة والستّين لـ "مهرجان سوسة الدولي" (الساحل التونسي) والذي يُعدّ "شيخ المهرجانات التونسية،" وقبلها جميعاً انطلقت النسخة الـ 34 من "المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية" في الجم (200 كلم جنوب العاصمة).
وبذلك، لا تكاد تخلو قرية أو مدينة من مهرجان صيفي، وتتنوّع المهرجانات بين محلّية ووطنية ودولية، ولا تحتكر العاصمة المهرجانات الكبرى بل إن بعضها ينتظم في مدن بعيدة جداً، وساهمت وزارة الثقافة التونسية في دعم تلك المهرجانات وإيلائها العناية اللازمة مادياً ولوجيستياً.
وفي هذا السياق، أشرف وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين على عدد كبير من اللقاءات مع المسؤولين عن عدد مهم من المهرجانات، ووافق على مضاعفة موازنات عدد منها، فيما قرر تنويع الدعم لعدد آخر، إما عن طريق المِنح المالية، أو مِن خلال العروض التي تدعمها الوزارة في شكل مباشر، والتي عادة ما تكون لفنانين تونسيين. أي أن الوزارة تضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية، هي تدعم المبدعين في شتى المجالات كالموسيقى والمسرح والرقص والسينما ومن ناحية أخرى تدعم المهرجانات حتى تصل أعمالها إلى الجمهور العريض.
وفضلاً عمّا سبق، تبقى مهرجانات بنزرت وصفاقس والمنستير ودُقَّة والمهدية وقابس من التظاهرات التي تمثّل فضاءات لدعم الإبداع التونسي والانفتاح على تجارب فنية عربية وأجنبية، إذ تستضيف تونس هذا الصيف عدداً الفنّانين من مختلف قارات العالم.
وتأخذ أرياف تونس وقراها ومدنها الصغرى حظاً وافراً من المهرجانات والتي يعمل القائمون عليها على أن تكون متناسقة مع خصوصيات كل منطقة. لذلك نجد أن أسماء المهرجانات كثيراً ما تحيل إمّا إلى عادات المدينة أو تقاليد أهلها من خلال حِرفة مثلاً ("مهرجان النسيج" أو "مهرجان الزربية" أو "مهرجان الصيد البحري") أو أنها تأخذ اسم شخصية تاريخية ("مهرجان سعيد أبي بكر" أو "مهرجان بومخلوف" أو "مهرجان العبادلة") أو أسماء مواقع تاريخية ("مهرجان بلاّريجيا" أو "مهرجان سيليوم).
ويسعى كل مهرجان وبخاصة تلك التي تعتبر محلّية إلى إبراز أهم ما يميّز المدينة أو القرية التي يتنظم فيها، كما يحاول توفير عروض تستجيب إلى تطلعات الجمهور وفق الإمكانات المتاحة وهي معادلة صعبة لولا تدخل وزارة الثقافة لتعديل الكفّة وتوفير عروض مدعمة والمساهمة في ضخّ الموازنة بأموال إضافية تساهم في تواصله واستمراريته.
ولا تستهدف المهرجانات التونسيين فقط، بل إن كثيراً من السياح يواكبون فعالياتها وبخاصة من الجزائريين الذين يزورون تونس بأعداد وفيرة، فضلاً عن الليبيين والأوروبيين، من ذلك أن كرنفال "أوسّو" الذي يقام في مدينة سوسة الساحلية يستقطب مئات الآلاف من المتفرجين بينهم سياح من جنسيات مختلفة.
في المحصّلة، هناك ما يقرب من 700 مهرجان تنتشر في ربوع تونس، منها أكثر من 300 مهرجانٍ صيفيّ. وسجّلت المهرجانات ارتفاعاً خلال الصيف الماضي بإضافة أربعين مهرجاناً جديداً ومن المتوقع أن يشهد صيف الحالي استحداث مهرجانات جديدة. علماً أن وزارة الثقافة التونسية قدمت دعماً كبيراً لأكثر من 1300 جمعية ثقافية لإنجاز فعاليات وتظاهرات ثقافية وفنية على امتداد العام.
قد يهمك أيضا :
افتتاح معرض"ثقافتان بأربعة ألوان" للفنانين السوريين الجيمو وزيدان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر