موسكو ـ الدار البيضاء اليوم
يملك السيد ليندى مظهرا عصريا للغاية بقصة شعر تشبه المغنيين وتيشيرت يشبه ذلك الذى يرتدونه شبان ميامى الأمريكية وليكتمل مظهره بسيارة زرقاء أشبه بالصندوق والتى علي الرغم من قدمها ونوافذها بدون مقابض ومفتاح الربط الذى يرجع للخلف وكرسيها الشبيه بكرسى الطبيب إذ يجلس ليندى عليها كأنه علي سرير أطفال إلا أن تلك السيارة لا زالت تعكس لديه ولدي كثير من الكوبيين معانى الأصالة والقوة أيضا لأن السيارة تعيش عشرات السنين.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية يطلق علي ملاك سيارات لادا فى كوبا لقب أبناء طبقة الثورة لادا الكوبية الأرستقراطية.
وتحل الذكري الـ50 لإنتاج أول سيارة لادا والتى كانت بالتعاون بين الإتحاد السوفييتى وشركة فيات الإيطالية لتطوير فيت 124 لتتلائم مع المناخ والطرق الروسية بجسد أقوي وفرامل أثبت ومساند أعلي وليسمي المنتج الجديد بزهيجيلى قبل أن يغير لاسم لادا حين ينتشر المنتج عالميا ولتصبح أكثر السيارات مبيعا حول العالم ببيع 18 مليون سيارة منها.
ويقول هندى كابس مدير نادى أميجوز دلموتورز الكوبى للسيارات إن التعاون السوفييتى الكوبى كان فى مجده بالسبعينيات إذ وصلت لادا لكوبا ولتمنحها الدولة كتكريم لمهندسين والأطباء والرياضيين بل والعاملين بمصانع قصب السكر أيضا.
ويضيف هندى إن أصحاب اللادا مميزون عن بقية الكوبيون الذين يمتلكون السيارات المتهالكة الأمريكية من عهد الخمسينيات كتشيفى باليرز وفورد فيرلينز ليظهر من الوهلة الأولي أن مالك اللادا كان ابن أو حفيد رجلا مهما فى الدولة.
ويقول ويلى هيرو رئيس تحرير صحيفة أكسلنشياس ديلموتورز الكوبية إنه نال سيارته اللادا عام 1978 كهدية من وكيل وزارة الإعلام وكانت سيارة زرقاء ومن حبه لها لم يغير لونها أبدا.
ويضيف هندى إن معظم الكوبيون يحبون تعديل السيارات بتغيير الفرامل وشمعات الإشعال ومضخات الوقود ولكن عندما يتعلق الأمر باللادا فإنهم يعتبرونها فرد من الأسرة وقطع أى شيئ من بدنها كأنه قطع جزء من بدن فرد بالأسرة لذلك لا تتعدي تعديلاتها إضافة مخارج هواء وتنزيل هيكل السيارة بقرب الأرض والمسجل الصوتى دون زيادة.
ويضيف هندى إن أصحاب سيارات اللادا ليسو مميزون فقط لأن آخر تلك السيارات دخلت كوبا عام 1988 بل لأن حتي عندما طرحت شركة أوتوكوبانا سيارات لادا جديدة جعلت أسعارها تتراوح بين 14 ألف و28 ألف جنيه إسترلينى بثمن شقة بمنطقة راقية.
ويذكر أن شركة أفتوفاز السوفييتية الأم لسيارة لادا عانت الكثير من التراجع فى التسعينيات بينما مع تقدم السنوات تعارضت قوانين حماية البيئة فى الدول الأوروبية مع طبيعة لادا التى تصدر الكثير من العادم ففى بريطانيا مثلا إنخفض عدد سيارات لادا من 130 ألف سيارة منتصف التسعينيات ل170 لادا فقط.
ولكن بوجود 250 ألف سيارة لادا فى كوبا حتي الآن يأبي العادم المميز أن يغيب عن الشوارع الكوبية.
"عندما تكبر بالسن يأتى ابنك يطلب منك أن يأخذ اللادا للتصليح ومن ثم يستحوذ عليها ومن ثم يكبر هو ويأتى حفيدك ليستحوذ علي اللادا وكذلك تصبح اللادا حرفيا سيارة العائلة" يقول هيرو رئيس التحرير.
يتمتع جيسس بشخصية أكثر صرامة من لاندى ولكنه يركب لادا أحدث كثيرا من الـ300 نسخة التى طورتها شركة رينو التى إشترت لادا ودخلت سوق كوبا عام 2017
ويقول جيسس عن اللادا الجديدة التى يستأجرها نظرا لغلاء ثمنها أنها مريحة مناسبة للسفر الطويل وتمتلك جسدا طويلا متينا.
وقد يهمك أيضا :
"لادا وبي واي دي" توقف إنتاج مصانعها في مصر من السيارات بسبب "كورونا"
"فولكس فاغن" تعمل على تطوير سيارة "كروس" عائلية بمواصفات عملية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر