آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

زحف الكتاب "الملتحي" في المغرب رواج تجاري وتأثير معرفي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - زحف الكتاب

الدار البيضاء - المغرب اليوم

يحظى الكتاب الديني، والذي يحلو للبعض أن يسميه "الكتاب الملتحي" على غرار الحكومة الملتحية، بكثير من الاهتمام والإقبال في معارض الكتاب وأروقة المكتبات بالمغرب، وهو أمر مُشاهد لا يحتاج إلى أرقام أو إحصائيات تثبت ذلك، إذ تكفي جولة هنا أو هناك لملاحظة رواج الكتاب الإسلامي بوفرة.وأفاد عدد من مسؤولي دور النشر والتوزيع بالرباط استطلعت هسبريس آراءهم بأن "مبيعات الكتب الدينية رائجة، وقليلا ما تتعرض للكساد والنكوص"، معتبرين بأن "الكتب الدينية سوق لا تنضب بفضل تزايد القراء الذين يقبلون على هذه الكتب من مختلف التصنيفات والتوجهات". وقال مسؤول عن إحدى دور النشر والتوزيع بالرباط إن "الكتب التي تباع بكثرة سواء في مكتبته، أو حتى في معرض الكتاب بالدار البيضاء، هي الكتب ذات النفحة السلفية خصوصا، بالإضافة إلى كتب الرقائق الإيمانية خصوصا، وعلى رأسها كتاب "لا تحزن" لعائض القرني، والذي لم يخفت توهجه رغم مرور سنوات على صدوره، وكتب التفاسير والمؤلفات الفقهية المبسطة".وتابع المتحدث بأنه "بعد الكتب الدينية تأتي الروايات والمؤلفات الأدبية خاصة لمشاهير المبدعين من المغرب وخارجه، وأيضا الكتب التي تتعلق بفنون الطبخ والحلويات، فضلا عن الكتب التي تخص فئة الأطفال، وأيضا الكتب الثقافية التي تعنى بالقضايا الحضارية للأمة". بودينار: دوافع المعرفة الدينية الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، أكد بدوره الحضور اللافت للكتاب الديني، بمختلف توجهاته وتياراته، والذي يكاد يكون سمة جامعة بين أغلبية مؤسسات توزيع الكتاب وجل معارضه، ليس في المغرب فحسب، بل على امتداد العالم العربي". وأورد بودينار،  أن "حتى الكتب التي تتناول قضايا دينية أو تقارب قضايا غيبية بشكل عام، تجد لها حيزا مهما حتى في معارض الكتب العالمية الكبرى"، معزيا ذلك إلى "العودة القوية للدين في الوعي الجمعي المعاصر عبر العالم، ومنه العالم العربي".ونسب بودينار الإقبال على الكتاب الديني أيضا إلى "ارتفاع مستوى الاهتمام الديني لدى فئات مختلفة في المجتمعات خاصة المتعلمة والمثقفة، وخاصة أبناء الطبقات الوسطى القادرة على المتابعة واقتناء الكتاب".وأردف بودينار أن "صناعة نجوم في هذا المجال تزيد باستمرار نسبة متابعة إنتاجهم الفكري، والحرص على اقتناء جديد كتبهم"، مشيرا إلى أن "ارتباط جزء كبير من هذا الإنتاج بالتأثير الإعلامي يفسر تواضع المستوى العلمي لنسبة مهمة من الكتاب الديني الأكثر رواجا". وسجل بودينار ملاحظة ثانية بخصوص انتشار الكتاب الديني، هي ارتباطه بمقتضيات التعليم والتكوين في مجالات العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، حيث يمثل الطلبة والباحثون ومؤسسات التكوين والمكتبات الجامعية والعامة جزءا مهما من مقتني الكتاب الديني، خاصة المصنفات التراثية والكتاب المتخصص والأكاديمي".أما الملاحظة الثالثة، يُكمل بودينار، فهي أن "اتساع مستوى الاهتمام الديني لدى الجمهور مع محدودية حضور المادة الدينية العلمية والمحققة في التعليم ووسائل الإعلام العمومي، يدفع قطاعات واسعة إلى البحث عن مصادر أخرى للمعرفة الدينية".ولفت المتحدث إلى أن "هذا الأمر بقدر ما يرفع مستوى الاهتمام والإقبال على الكتاب الديني، فإنه يؤثر على مستوى الثقافة الدينية كما يجعلها ساحة تنافس بين اتجاهات في التدين معنية بعولمة نموذجها، من خلال سياسات لترويج ونشر مصادرها الفكرية وكتبها، مثل الاتجاهات السلفية والشيعية وغيرها". الكنبوري: الكتاب ذو اللحية الطويلة الباحث في الشأن الديني والحركات الإسلامي، إدريس الكنبوري، كانت له زاوية رؤية أخرى عندما سجل توهج الكتاب السلفي تحديدا في معارض الكتاب، وهو ما أسماه في مقال له نشره يوم أمس بجريدة "المساء" بالكتاب "ذو اللحية الطويلة"، معتبرا أن "الكتاب السلفي استفاد من التطورات الجديدة في صناعة الكتاب، ومن التمويلات التي تمنح له، وأيضا من الرواج الهائل الذي يلقاه في الأسواق". وسجل الكنبوري في مقاله أنه "نتيجة لانتشار التعليم وتكون نخب فكرية جديدة تتبنى هذا الخط، طور الكتاب "السلفي" أصوله المنهجية وانفتح على مناهج جديدة في التناول والمقاربة، وهذا يعني في قطاع صناعة الكتاب تقديم أساليب جديدة في الإغراء من أجل البحث عن زبناء جدد".واعتبر الباحث أن الإقبال الكبير على الكتاب السلفي هو نوع من التحدي الثقافي والفكري، فهو يعكس في جزء منه نهاية "فكر" الحركة الإسلامية الذي يخضع اليوم لاختبار شديد بعد مرحلة الربيع العربي، بصرف النظر عن نجاح هذه التجارب من عدمه، كما أنه دليل على "القصور المنهجي الذي تتسم به القراءات السياسية المتسرعة للتيار السلفي".وتوقع الباحث ذاته أن ما سماه "الزحف" نحو الكتاب "السلفي" ينبئ بأن الخارطة الفكرية والثقافية في العالم العربي مرشحة للتحول بشكل دراماتيكي في السنوات المقبلة، حيث "يمكن للتيار السلفي أن يصبح تيارا نافذا ذا صولة، الأمر الذي سيمهد لـ"الزمن السلفي" بامتياز، وإن كانت سلفية المستقبل ستكون أقل تطرفا وأكثر انفتاحا" وفق تعبير الكنبوري.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زحف الكتاب الملتحي في المغرب رواج تجاري وتأثير معرفي زحف الكتاب الملتحي في المغرب رواج تجاري وتأثير معرفي



GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 07:38 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

"سوني" تطلق نسخة من "PS4 Pro" بشعار "الرجل العنكبوت"

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

ألمانيا تطالب شركة "أودي" باستدعاء سيارتها "إف 6"

GMT 14:04 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

النقابة الوطنية للتعليم تعتزم خوض وقفة تصعيدية في فجيج

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رصد ثور "موس ألبينو" النادر يمضغ الأوراق في ألاسكا

GMT 14:04 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

رجيم سريع المفعول للكرش لخسارة 10 كيلو فى اسبوعين

GMT 02:57 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مميزة لإبراز ماكياج الفتيات مع النظارات الطبية

GMT 02:01 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر تأسف لنشر صورة “مفبركة” لملك المغرب في الدوحة

GMT 16:48 2013 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

12 قصة حب وزواج للفنانين والمطربين والإعلاميين في 2013
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca