آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في "فقيد قلبي"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في

رواية "فقيد قلبي"
الرياض - المغرب اليوم

تغـــور جــروحه عمـــيقاً في القـــلب وتســــتوطن أوجاعه، إنه الغياب الأبدي الذي يحز بالوجدان، والموت بكل آلامه وقسوته، وبكل سطوته ومــــرارته وعذابــاته التي تعصر القلب وتظل فــــي ثنـــايا الروح وربما لا تبارحها، هــذه باختصار حكاية الكاتبة فاطمة أحمد خميس التي علمها الفــقد كيف تكتب مشاعرها بحبر الدموع.

إذ أخذتها أحزانها نحو القلم والورقة لتصدر كتابها "فقيد قلبي"، حيث تحدثت فيه عن فقدها والدها ووصفــــته بأنه الظـــهر والسند، وأوضحت في الكتاب ما تنطوي عليه معاني وأبعاد ومرارات كلمة فقد حين يعايشها ويختبرها أحدنا، وشرحت الآلام والأحزان التي عاشتها عندما فقدت من غاب عن دنياها ولم يغب لحظة عن قلبها: والدها.

تراجيديا الغياب الأبدي والحزن الذي يعصر القلب هي فكرة الكتاب، وعن ذلك تقول المؤلفة: إن تفقد أباك معناه أن تفقد الأمان، أن تفقد أباك معناه أن خيمتك الأمينة قد انهارت، حينما توفي أبي ليس لي سوى دفتري الخاص به، وقلمي الذي أعبر به عن مشاعري تجاه الفقد، فكنت في البداية أكتب الخواطر في هاتفي وأرسلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بالأخص "انستغرام" خصصت حساباً خاصاً بالأدعية له.

والمشاعر التي أشعر بها فأخذت أكتبها وأرسلها دائماً، وذات يوم وأنا أتصــــفح موقع "انستغرام" شد انتباهي كتاب "علمني فقدك" للكاتبة عبير البح، فبحثت عنه في المكتبات وغيرها.. إلى أن أفلحت في إيجاده، وعندما وصل إليّ في المنزل بدأت في الــــقراءة وتبينــت فيه شعور الأم التي فقدت ابنها كشعوري تماماً عندما فقدت أبي، واندمجت في قراءة الكتاب فطفقت أتصفح الصفحات وأعيد قراءتها مرات عدة.

ومن ثـــم، إثرها، شجعــني هذا الكتاب على جمع مشاعري وخواطري في كتاب واحد أطلقت عليه "فقيد قلبي".

الرواية في الكتاب هي من نوع خاص، وتكمن خصوصيتها في أنها صادرة من قلب ابنة فجعت بفقد والدها، فصوت الرحيل عندما يتحدث يجعل من كل ما حوله آذاناً صاغية وعقولاً متعلقة بكل كلمة تصدر عنه، ليعيش معـــه في قلب المأساة وليتعرف على الغياب المطلق الذي لا يعرف التـــردد ودائم المفاجآت، فقد كان لوجود والــد فاطمة، كما نقرأ، معنى كــبير في حياتها، وكذا خلّف رحيله ألماً ووجعاً ملآ صدرها وقلبها ويستحـــيل إزالتهما.

وهنا تقول: أخذه التراب مني لمكان مظلم وموحش، أخذه التراب بعيداً إلى مكان الغربة والوحشة، وذقت ألم اليتم، وقصة رحيله قصــة منحوتة في ذاكرتي، أحـــياناً أتمنى لو إنك تعود لي، أو أن الأيام تعود للوراء لتعيدك لي.

جمعت المــــؤلفة في لغتها بالكتاب ما بين العربية الفصحى واللهجة المـــحكية، وتحدثت في كتابها الصادر عن "دار سيف الجابري" للطباعة والنشر والتوزيع، في نبذة، عن حياة والدها الفقيد، وسفره للعلاج في الخارج، وشرحت عن ليلة رحيله، وغيـابه الحزين الذي اعتبرته قصـــة علمتها الصبر، فهي كانت لا تبكي اعتراضاً لكنها كانت تبكي فقداً واشتــــياقاً لوالدها، كما تحدثت عن مرارة كلمة الفقدتلك الكلمة الصغيرة التـــي اعتبرت إن لها معاني كبيرة يكمن وجــــعها في القــــلب ولا يخــف، بل يزداد كل يوم أكثر، وتقول الكاتبــــة: مرارة الفــقد موجعة وغصة الحنين قاتلة، فما يزال الألم يتربع في منتصف قلبي لا يذهب.

كما حكت الكاتبة عن مشاعرها وأمنياتها لو كان بمقدور والدها أن يرافقها طوال حياتها، كما تمنت أن يكون رحيله مجرد حلم ستنهض منه وتراه بجانبها.

وتقدم المؤلفة رسالة في نهاية الكتاب، إلى كل من فقد غالياً تقول فيها: أعتذر إذا سبب لكم هذا الكتاب بعض الألم والحزن، ولكن أوجه رسالتي إلى كل من فقد غالياً، كم يضيق بك العـــالم بالرغـــم من ســـعته لأنك فقدته، وكم تود أن توقف الزمن وترجع إلى الخلف لتلك الذكريات، وأحياناً يقال إنك إنسان وستنسى بمجرد مرور أيام عدة، ولكن عندما يرحل شخص غال عليك فما لك إلا أمرين: الأمر الأول هو الرضا بقضاء الله وابتلائه، والأمر الثاني هو الصبر. فعلى العبد أن يصبر على مــصيبة قد أصـــابه الله بها ليناله الأجر.


المؤلفة في سطور

فاطمة أحمد خميس، كاتبة إماراتية، مهتمة بمجالات الأدب والقضايا الاجتماعية، لديها خواطر وكتابات متنوعة.

الكتاب: فقيد قلبي

تأليف: فاطمة أحمد خميس

الناشر: دار سيف الجابري بالاشتراك مع مكتبة وتسجيلات الأمة 2016

الصفحات: 73 صفحة

القطع: المتوسط

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في فقيد قلبي فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في فقيد قلبي



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca