آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية "خطبٌ ما"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية

دبي ـ المغرب اليوم

في ديوانها الجديد “خطبٌ ما” يبدو القول الشعري لدى الشاعرة والروائية والقاصة الاماراتية فاطمة المزروعي محمّلا بخطاب شعري خفيض إلى حدّ أنه يهمس وأكثر قرباً إلى الصمت. هو خطاب عزلة الفرد واغترابه عن المحيط والبيئة بل وسفره عبر المخيلة إلى مطارح نائية، ففي هذه الإضمامة من القصائد التي بلغت الثلاثين وتوزعت على خمسين صفحة من القطع المتوسط، تأثثت هذه العزلة بمفردات وأشياء قليلة ومعجم فقير إذا جاز التوصيف وغنى في الصور الشعرية ذات الدلالة الحسية وغير الحسيـة المرتبطة بأشواق ورغبات عالية. أيضا يدرك القارئ أن صاحبة هذه القصائد تمتلك نضجا كافيا في أحاسيسها ومشاعرها بوصفها أنثى مكتملة الــذوات في مقدرتــها على التعبــير عن ذاتها. في القصيدة التي أخذ منها الكتاب عنوانه “خطب ما” أثثت الشاعرة عالم عزلتها بباب وستارة ونافذة وجسد وفراشة وموسيقى؛ ثلاثة أشياء جامدة وثلاثة أشياء أخرى نابضة: الجسد - الفراشة – الموسيقى ثم هناك القطار أخيراً، حيث الأشياء نابضة بتوقها إلى الرحيل أو رغبتها في البوح وكذلك الطيران. إنما هو طيران الفراشة؛ طيران الهداة والصمت؛ طيران بلا خفق أجنحة، بل هو طيران الفراشة وعبورها المدوي بصمته ذي الطيف من الألوان الزاهية مرورا بكل ما هو متعين في هذا العالم من كائنات حيّة وأخرى جامدة: “ثمة خطب ما ثمة ما لا يوصف هناك خلف الباب وخلف ستارة النافذة ثمة جسد وعينان تحدقان في فكرة مجنونة ثمة فراشة وصوت كمان وثمة ثمة في البعيد قطار ينتظر” هكذا، وبدءا من القصيدة الأولى “تحول” يدرك القارئ، أن الشعر هنا ينحو منحى التأمل مثلما يدرك أنه شعر يقتات على البساطة في التعبير كما في المفردات أيضا. تتشكل هذه القصيدة من أربعة أسطر متلاحقة، من غير الممكن لأحدها أن يتقدم على سطر آخر كما من غير الممكن محو سطر أو الاستغناء عنه، مع ذلك فإن ما يصنع المفارقة الشعرية في هذه القصيدة هو السطر الثالث منها: “وصار للحياة طيورها البيضاء” حيث تعلم الإنسان أن يحلم بالطير لأن فعل الطيران بات دلالة الطير بالمطلق وتعبيراً عن الرغبة في الرحيل الدائم وحيث البياض الذي يكسو هذا الطير يجمع أمرين معا هما: (الغياب – الموت) اللذان يترددان كثيرا في الكتاب: “حين اقترن وجودها بالكون صار للموت معنى وصار للحياة طيورها البيضاء ورغم الشجن صار بالإمكان أن تقول: أحبك رغم قسوة صندوقك”. وفي قصيدة “سماء ملونة” يتخذ العالم شكلا آخر، فلا تعود السماء زرقاء لأنها كذلك بل هي ملونة بزرقة من قلب المرأة – الشخصية الساردة في القصيدة في حين الأشياء الأخرى كلها رمادية، ما يعني أن القارئ بإزاء لونين باردين يطبعان العالم بدلالاتهما النفسية بالدرجة الأولى لكنهما أيضا اللونان اللذان هما عينان ترى المرأة من خلالهما عالمها. فتبلغ كآبة البرودة هذه ذروتها عندما السماء ستبقى ملوّنة وبالتالي سيبقى الرمادي رماديا مرة واحدة وإلى الأبد و”تعلن للعامل رفضها بوضوح”. أخيرا هناك العديد من القصائد التي تستوقف المرء فيها تشبيهات واستعارات وصور شعرية أو اقتطاعات لإعادة قراءتها أكثر من مرة: “إنني أنتظر انتظاري يشبه دائرة خالية من الأوكسجين.. الليل وأنا صوتان مغتربان ليس لهما منزل”. و”قلبي هاربٌ يجوب الهواء”. و”في الليل أشبه كأسا فارغةً في الليل لا أشبه أحدا”. و “مرة أخرى عيناكِ نافورتان من الكلام مرة أخرى الضوء يضلُّ الطريقَ إلى الفراشة”.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca