آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

المحيط والنهر يقلبان حياة السكان في قرى شمال السنغال

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - المحيط والنهر يقلبان حياة السكان في قرى شمال السنغال

منزل مهجور في مدينة سان لوي في السنغال
سان لوي ـ أ.ف.ب

تظهر خلف اسوار تداعت بفعل الامواج، منازل ذات جدران مشققة في مدينة سان لوي السنغالية التي تحاصرها مياه المحيط الاطلسي ونهر السنغال وتعاني من الاثر المضاعف لارتفاع مياه كل منهما بسبب غزارة الامطار الموسمية. 

وتقول اوا سار فال البالغة من العمر 68 عاما وهي تجلس قبالة منزلها القريب من شاطئ المحيط الاطلسي "لقد فاجأتنا الامواج ليلا، كان ذلك في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر، دهمتنا المياه واوقعت الجدران".

تقطن هذه السيدة حيا للصيادين يقع على شريط رملي  يطوقه المحيط الاطلسي من جهة، ونهر السنغال من جهة اخرى، على بعد 270 كيلومترا شمال دكار. ويطلق عليه اسم بارباري.

وتقول "نطالب الدولة بمساعدتنا، ونحن مستعدون للرحيل من هنا ايضا".

وهذه المدينة البالغ عدد سكانها 120 الفا، مهددة بسبب ارتفاع مياه المحيط، وايضا ارتفاع منسوب نهر السنغال، وذلك مع ازدياد الامطار الموسمية غزارة.

ويعود جزء من هذه التقلبات الى التغيرات المناخية، لكن ما فاقم من حدتها ان "السكان لم يحسنوا ادارة المساحات السكنية" في المناطق العرضة للفيضانات، بحسب باب غومبو لو عالم الجيولوجيا والمتخصص في مكافحة ظاهرة تآكل السواحل.

ومنعا لانهيار التربة، يضع السكان امام جدرانهم المتداعية حجارة اسمنتية وكتلا صخرية.

تعد مدينة سان لوي اول مدينة اسسها الفرنسيون في افريقيا جنوب الصحراء، وذلك في العام 1659.

وهي كانت في ما مضى عاصمة الغرب الافريقي الفرنسي، وقد ادرجت اخيرا في قائمة التراث العالمي للبشرية لمنظمة يونسكو.

لكن سكانها الان يبدون عازمين على مغادرتها ان اتيحت لهم الفرصة.

وتقول حبيبتو فال احدى السكان "نريد ان نغادر المدينة، لكننا لا نملك الوسائل لذلك، ولم تأت أية جهة حكومية لتعاين الاضرار التي نعاني منها، رغم ذلك يقصدنا المسؤولون في مواسم الانتخابات للحصول على اصواتنا".

ويقول بالا غويي المسؤول البلدي المكلف بالشؤون البيئية "التوقعات متشائمة حول مستقبل لسان بارباري" الذي يوشك ان يختفي.

ويضيف "التهديد يطال كل الشريط الساحلي لمدينة سان لوي، وقد خصصت منازل بنتها البلدية للسكان المنكوبين، غير ان الدولة هي التي تملك الوسائل لحل المشكلة".

واعلنت الحكومة في الآونة الاخيرة انشاء حاجز كاسر للامواج تبلغ تكاليفه اكثر من 1,5 مليون يورو.

 

- قرية غارقة- 

على بعد خمسة كيلومترات من مدينة سان لوي يثير فيضان النهر القلق الاكبر، فعلى بعد رحلة من عشر دقائق على متن مركب مزود بمحرك، تقع جزيرة دون بابا ديي التي غمرها النهر.

وتظهر بقايا جدران منازل في بقعة تنحسر عنها مياه النهر اثناء ظاهرة الجزر.

ويقول احمد سين دياني الزعيم السابق للقرية قبل ان تغرق "لقد اتت المياه على الجزيرة، فرحل عنها سكانها".

في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2012، كانت عائلته آخر من غادر القرية، وقد انتقل السكان البالغ عددهم 841 الى منطقة مجاورة على اليابسة.

ويقول دياني "كل ذلك بسبب القناة..لم نكن نريد ان يجري ذلك، لكننا نعيش في بلد لا يسمع فيه صوت من لا يحملون الشهادات".

ففي العام 2003 قررت السلطات حفر قناة في منطقة شريط بارباري تخرج منها مياه النهر لتصب في المحيط، في مسعى لتجنيب المنطقة فيضان النهر.

وكان النفق بعرض اربعة امتار، لكنه صار يتسع مع الوقت وصولا الى عرض خمسة كيلومترات.

ونتيجة لذلك، غرقت مساحات من اليابسة، منها قرية كور برنار المجاورة، وتوشك قرى اخر مثل بيلوت بار على الغرق، بحسب الخبراء.

تقول ناتا ديوب احدى السكان الذين غادروا قرية دون باب ديي الى موقع جديد اطلق عليه اسم دون باب ديي2 "كانت الحياة افضل في القرية، كنا نأكل السمك الطازج والخضار الطازجة كل يوم..اما الان فنحن مضطرون الى الذهاب الى سان لوي متكبدين نفقات النقل".

ولم تقتصر اضرار القناة على الماديات، بل قضى بسببها ما يقارب مئتي شخص منذ العام 2003، على ما يؤكد حجي بوبكر ضيا المسؤول المحلي المعني بشؤون البيئة، وذلك بسبب اخطار الملاحة النهرية في هذه القناة الآخذة بالاتساع.

والى كل ذلك، اتسعت اضرار القناة لتطال الحيوانات من سلاحف بحرية وطيور مهاجرة فقدت موطنها بسببها.

في المقابل، يؤكد احد المسؤولين المحليين في سان لوي انه "منذ شق القناة لم نعد نعاني من الفيضانات في المدينة".

تتجه الانظار الى تقرير حكومي سيصدر آخر السنة "لمعرفة ما ينبغي فعله مع هذه القناة، اقفالها ام تثبيتها"، على ما يقول موسى فال مدير المحمية الطبيعية في شريط بارباري.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحيط والنهر يقلبان حياة السكان في قرى شمال السنغال المحيط والنهر يقلبان حياة السكان في قرى شمال السنغال



GMT 09:43 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

أناقة خبير الرياضيات فيلاني تتغلّب على أزياء ماكرون

GMT 02:38 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عمور يُعلن خفض ديون "أليانس" للتطوير العقاري

GMT 07:01 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرفي على اتيكيت التقديم وفنونه المختلفة

GMT 09:22 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

تعديلات مبهرة في سيارة لامبورغيني "Aventador S"

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 00:05 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تضيء أهرامات الجيزة بالعلمين الفرنسي والروسي

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:23 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

وفاة سائح فرنسي اصطدمت دراجته بحافلة في مراكش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca