ترأس عامل إقليم بركان عبد الحق حوضي، الأربعاء 13 ابريل / نيسان الجاري، في مدينة السعيدية مراسيم افتتاح الندوة الفرنكوفونية حول موضوع “الاحتراق وتلوث الهواء” والتي تم تنظيمها أيام 12-15 ابريل الجاري، من طرف جامعة محمد الأول في وجدة، بشراكة وتعاون مع جامعات أورليونس، ليل وليون الفرنسية.
وياتي هذا المؤتمر، في إطار التحضيرات التمهيدية للمؤتمر العالمي للمناخ (كوب 22) الذي ستحتضنه مدينة مراكش في شهر نوفمبر المقبل.
وتميز حفل الافتتاح بكلمتي عامل الإقليم ورئيس جامعة محمد الأول بوجدة الأستاد محمد بنقدور أشارا فيها إلى مدى أهمية مثل هذه الندوات التي تعتبر خير مثال للتعاون بين المسؤولين والأطر العلمية والمجتمع المدني لمواجهة التحديات المطروحة في مجال البيئة، والبحث عن صيغة للتوافق بين البيئة في مكوناتها و مواردها من جهة ومتطلبات التنمية من جهة أخرى والعمل على احترام وتفعيل المواثيق الدولية المتعلقة بالبيئة، مع مراعاة مقتضياتها عند وضع المخططات والبرامج التنموية من خلال إدماج البعد البيئي في التصور العام للتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية.
واكد المتدخلان على ان المغرب بدوره، تجاوب مع الاهتمام الدولي بالتحديات الإيكولوجية، إذ حرص منذ وقت مبكر على إيلاء الأهمية لمشاكل التلوث ولقضايا البيئة، إضافة إلى إحداث آليات للمراقبة والتقييم البيئي تجسدت في المرصد الوطني للبيئة والمختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث وإحداث “صندوق محاربة التلوث الصناعي”، ثم إحداث المجلس الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي بموجب دستور 2011.
وشارك في هذه الندوة أزيد من 120 باحثا من مختلف بقاع العالم (أغلبهم من أوروبا) إضافة إلى فعاليات منتخبة وصناعية وممثلي جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالمجال البيئي، وتعتبر هذا الملتقى فرصة للطلبة الباحثين المغاربة لمد جسور التواصل والتعاون لتبادل المعلومات والخبرات وآخر الابتكارات بهدف الحد من التلوث البيئي وتعزيز حماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي .
وشهدت هذه التظاهرة تقديم عروض ومحاضرات علمية من طرف مجموعة من الأساتذة والباحثين مغاربة وأجانب في المجال البيئي تنصب كلها في تقييم الوسائل البناءة لحماية البيئة والحفاظ على مواردها لفائدة الأجيال القادمة وللإنسانية جمعاء في ظروف التغيرات المناخية (الاحتباس الحراري …) التي يعرفها كوكبنا الأزرق بصفة عامة.
وركز المتدخلون على ضرورة استغلال موارد الطاقة والموارد الطبيعية بصفة اقتصادية ناجعة ومعقلنة تراعي خصوصيات البيئة وسلامتها معتمدة في ذلك على وسائل و آليات عملية تعالج مشاكل التلوث في مختلف أشكاله كصرف ومعاجلة المياه العادمة وتدبير النفايات وتثمينها واستغلالها في توليد الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية والطاقة الريحية…) مع إشراك الساكنة في هذا المسعى عبر مزيد من التحسيس والتوعية.
هذا، فان عمالة إقليم بركان انخرطت بدورها في النهج العام الرامي إلى المساهمة في حماية البيئة و بذلت كل مجهوداتها بتعاون مع كافة الفاعلين لإدماج البعد البيئي في مشاريعها والمحافظة على مجالاتها الطبيعية و حماية الموارد المائية ومحاربةالتلوث .
ويمكن اختزال بعض المعطيات حول ما تم إنجازه في المجال البيئي على صعيد اقليم بركان من برامج و مشاريع للحفاظ على سلامة البيئة وحمايتها نذكر من بينها الإجراءات المتخذة لتطوير تدبير قطاع النظافة بالإقليم من جمع النفايات المنزلية والمماثلة لها وتدبير المطرح العمومي المراقب من خلال تفويت تدبير قطاع النظافة لشركة “أفيردا” الخاصة المتخصصة في الميدان وتفويت تدبير المطرح العمومي تريفة بناء على عقد للتدبير المفوض لشركة SOS NDD )، اضافة الى تقليص التلوث الناتج عن المياه العادمة وتجويد عملية تصريفها عن طريق انجاز المزيد من شبكات التطهير السائل بالإقليم.
وحماية للمناطق المحمية ذات الأهمية البيولوجية والايكولوجية بالإقليم يقوم قطاع البيئة بتنفيذ عدة برامج ومشاريع خاصة مشروع التدبير المندمج لساحل البحر الأبيض المتوسط GIZC بحوالي 25.18 مليون دولار و الذي يمتد من فاتح أكتوبر 2012 إلى غاية 30 شتنبر2017، و الذي جاء كاستمرارية لمشاريع سابقة من قبيل CAOSTMEDWET و ACCMA الخاص بالتغير المناخي و SMAP III والتي تهدف إلى تقليص التلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية المناطق الحساسة،وترميم النظم المتدهورة كالكثبان الرملية والموائل النباتية و الحيوانية.
كما انخرط إقليم بركان في الحملة الوطنية « شواطئ نظيفة” التي تنظمها سنويا مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ، حيث تم بذل مجهودات جبارة من طرف جميع المتدخلين للرقي بشاطئ السعيدية على جميع المستويات كالنظافة والأمن والسلامة الصحية وجودة مياه البحر والخدمات وانجاز شبكة التطهير السائل .
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة العلمية تعتبر مناسبة لخلق فضاء للحوار ودراسة المقترحات من أجل بلورة آليات مرجعية في مجال البيئة التي من شأنها معالجة المعيقات والعراقيل التي تحول دون تحقيق تنمية مستدامة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر