القاهره ـ الدار البيضاء اليوم
استطاعت الشابة الجزائرية غزلان غنّز أن تحقق نقلة نوعية بريادتها لموقع تسوق إلكتروني مخصص للأزياء المحتشمة والذي كان الأول من نوعه عالمياً. وحققت من خلاله حاجة شريحة كبرى من السيدات اللواتي يفضلن الأزياء المحتشمة والمواكبة في الوقت عينه لآخر صيحات الموضة. لكن غزلان اضطرت مؤخراً إلى أن تقفل أبواب متجرها الافتراضية جراء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» الذي تشهده الكرة الأرضية.
تدرج وظيفي
درست غزلان إدارة الأعمال، ودخلت مجال الاستثمار بالصدفة عندما التحقت بشركة أبراج كموظفة استقبال. تدرجت في السلم الوظيفي إلى أن تولت مسؤولية قسم المناسبات وتأسيس العلامة، وكبر دورها وتغير، إلى أن قررت بعد 13 عاماً العمل على ترجمة فكرتها وتأسيس موقعها الإلكتروني. نشأتها في كنف أسرة محافظة، وطبيعة عملها في قطاع المال والأعمال أمليا عليها ارتداء البدلات الرسمية واللباس المحتشم، إلى أن أصبحت تحب هذا اللباس. وهي على يقين بأنه يمكن للسيدة أن تكون جذابة من دون تعرٍّ. مع العلم أنها تؤمن بأن السيدة حرة بخياراتها مهما كانت.سألناها كيف تصبح المرأة سباقة وريادية، فأجابت: «إن أردت أن تكوني سباقة في مجال ريادة الأعمال، يجب أن تقومي بما أنت شغوفة به، وفعلاً تحبينه لأن هذا المجال مليء بالتحديات. وبالطبع كل عمل تبدئين فيه ستواجهك صعوبات لإطلاقه، وما يجعلك قادرة كل يوم على مواجهة التحديات والصعوبات هو المثابرة والاستمرارية وشغفك وحبك لما تفعلينه، فأنا شخصياً استمتعت برحلة نجاحي والآتي أجمل».
الأول عالمياً
عن الخلفية التي انبثقت منها فكرة تأسيس موقع The Modist والذي كان الأول عالمياً، تقول: «كنا نقول كم هو صعب أن نذهب ونتسوق فستاناً محتشماً للسهرة بأكمام طويلة مثلاً، وكنت أقول لسيدات العائلة إنني سأفتح محلاً فقط لهن لكي أحل هذه المشكلة، ولكن عندما أصبح الأمر جدياً وصرت أفكر فيه كبزنس، أدركت أن الفرصة كبيرة عالمياً وليس فقط في منطقتنا في أميركا وأوروبا وآسيا أيضاً. وفي الوقت نفسه، أصبح الناس أونلاين دائماً، فأحببت فكرة الذهاب إلى الزبونة لا أن تأتي الزبونة إليَّ، أي أن تزورنا ويفسح لنا المجال بالوصول إلى 120 بلداً. وإلى أي سيدة تفضل هذا النوع من اللباس ومواكبة الموضة».
خطوات تأسيسية
عن الخطوات التأسيسية لموقعها الذي كان الأول في فئته عالمياً تقول: «أول ما فعلته هو السفر لمدة ستة أشهر إلى العديد من المدن كالرياض، لندن، إسطنبول، نيويورك وتحدثت إلى الكثيرات من السيدات ممن يتبعن هذا الأسلوب في لباسهن، وكن من مختلف البيئات والأعمار، وذلك لكي أفهم ما الذي يفضلنه ويفتشن عنه من خلال التسوق الإلكتروني. وكل هذه المعلومات مع خطة العمل لتكون حجر الأساس، وبعدها التفتيش عن فريق العمل المناسب، والذهاب إلى البراندات العالمية لنعرض عليهم فكرتنا الأولى من نوعها، فوجدنا أن لديهم أفكاراً مغلوطة عن الموضة المحتشمة وكان يجب تلقينهم وشرح هذا المجال لهم، ومن تلك السيدة وما رؤيتنا للموضة المحتشمة». وتقول غزلان إن أفضل نصيحة تلقتها عند بدء أعمالها كانت من سيدة تعتبرها مرشدتها، وتضيف: «أوصتني بعدم الانتظار لأكون جاهزة مئة بالمئة لأقوم بشيء، لأن الثقة تبدأ مع الوقت، وكلما تريدين إكمالها وتوصيلها للكمال مع الوقت، ولكن إذا أردنا انتظار أن يكتمل مشروعنا قد لا نبدأ أبداً.. أهم وأصعب خطوة هي الخطوة الأولى».
تحديات وتطورات
كانت غزلان قد شاركت قبل أزمة فيروس كورونا المستجد في ندوة حول مستقبل قطاع التجزئة والمستهلكين في الرياض، وعن التحديات والتطورات التي يشهدها قطاع التسوق الإلكتروني تقول: «فيما يتعلق بمجالنا أعتقد أن أكبر تحدٍّ بأننا في صناعة لا تزال في بدايتها، أي التسوق الإلكتروني، هناك 7% في عالمنا العربي وشمال أفريقيا، لأننا وصلنا متأخرين والشركات الكبيرة التي بدأت بالتسوق الإلكتروني كانت في أميركا وإنجلترا وخاصة في مجال الأزياء الراقية، فهذا يعني أنه لا يوجد نظام بيئي ecosystem، ولا يوجد لاعبون آخرون في نفس المجال معنا لكي تجدي مواهب وأشخاصاً خبيرين تضمينها لفريق عملك، ومن الصعب إيجاد الخبراء في هذا المجال، وهناك تحديات من هذا النوع، خاصة أن هذه الصناعة لا تزال صغيرة ولكن في الوقت نفسه التحدي يجلب دائماً معه الفرص، ونحن على ثقة بأن الآتي أجمل بالمثابرة والعمل الحثيث».
قد يهمك ايضا:
لوجين صلاح أول خبيرة تجميل تتحدى "البهاق" وتعمل في مجال الإذاعة
السديري تؤكّد أنّها تٌقدّم مجوهرات ترمز للثقافة السعودية تناسب السيدة العصرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر