آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

مصارعة الثيران في الفجيرة بلا مصارعين ولا دماء

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مصارعة الثيران في الفجيرة بلا مصارعين ولا دماء

مصارعة الثيران في الفجيرة بلا مصارعين ولا دماء
الفجيرة ـ أ.ف.ب

تختلف مصارعة الثيران في الفجيرة الاماراتية عن المتعارف عليه عالميا، فتبدو هذه الرياضة اقل وحشية: لا دماء ولا مصارع هدفه ان يصرع الحيوان، بل ثيران تتصارع في ما بينها على مكانتها المعنوية... والمادية. يتحلق اماراتيون وسياح اسبوعيا حول سور حلبة رملية قرب شاطىء الامارة الصغيرة في شرق البلاد، يتابعون بشغف وترقب ما يعرف بـ "مناطحة الثيران"، وهي رياضة طابعها شرس، الا انها تحفظ حياة "مزاوليها"، وهما في هذه الحال ثوران يقارع كل منهما الآخر حتى النصر. تحت الانظار الشاخصة لمشاهدين من مختلف الاعمار، يتحرك اكثر من عشرة متحكمين بالثيران يمسك كل منهم بحبل غليظ مربوط بالثور، على ايقاع الاوامر التي يصدرها معلق عبر المذياع. باشارة منه، يباعد هؤلاء ما بين الثيران، بانتظار ان يعلن المعلق اسم المتباريين المقبلين. يصدح اسما "الدكتور توماس وجاكسون" عبر المذياع. يتقدمان الى وسط الحلبة، على وقع رنين يعرف بـ "الونان" يصدح عبر المذياع، يشبه صوت التصفيق الذي يهدف الى بث مزيد من الحماسة والتشويق، قبل ان ينخرطا في منازلة تستمر دقائق معدودة، وسط تصاعد التراب من الحلبة. كل اسبوع، يشارك زهاء 80 ثورا في جولات المناطحة التي تستمر ساعات، ويتابعها من خارج الحلبة عشرات الرجال والنساء والاطفال، يتوزعون وقوفا او داخل سياراتهم التي غالبا ما تكون ذات دفع رباعي. وتختار الثور الفائز لجنة تحكيم مؤلفة من ثمانية رجال كبار في السن. وعلى رغم ان الفائز لا يمنح جائزة مالية، الا انه يوفر لصاحبه بشكل غير مباشر، مدخولا مهما. ويقول حمد المطروشي، وهو مربي ثيران وعضو في اللجنة، لوكالة فرانس برس "عندما يتميز ثور، اي عندما يفوز بشكل متكرر، يمكن ان يصل سعره الى 600 الف درهم اماراتي (136 الف دولار)". يضيف "لكن سعر الثور المتفاوت الاداء، يمكن ان ينخفض الى 120 الف درهم او 80 الفا". - يهتمون بالثيران "اكثر من اولادهم" - وعلى عكس مصارعة الثيران في دول اخرى خصوصا جنوب شرق آسيا، لا يراهن المتفرجون على الثور الفائز، لكون المراهنات ممنوعة في الشرع الاسلامي والقانون الاماراتي. وتختلف "مناطحة الثيران" في اوجه عدة عن المصارعة التقليدية. فبدلا من "الماتادور" (المصارع) ذي الزي الملون، يتواجد في الحلبة اشخاص يرتدون "الدشداشة" البيضاء، ويمسكون بحبل يضبطون به حركة الحيوان. كما يغيب الرداء الذي يستخدمه المصارع لجذب الثور قبل الانقضاض عليه بغرز آلة حادة في جسده لاضعافه، كما في المصارعة الاسبانية مثلا. وتشكل الاختلافات مفاجأة لمن يتابعون المصارعة بالفجيرة للمرة الاولى، ومنهم سواتي (12 عاما)، وهي فتاة هندية قدمت مع عائلتها من دبي. وتقول انها توقعت رؤية مصارع يحمل رداء يتبارى مع الثور، "الا انني عندما اتيت الى هنا، اخبرني والدي ان ثورين سيتصارعان مع بعضهما البعض". ويؤكد المطروشي وجود اختلافات اخرى، اهمها مصير الحيوان نفسه. ويقول "هناك، يمكنهم ان يسيئوا معاملة الحيوان او يعذبوه. هنا نحن رحيمون معه. نقدم له العناية الطبية، نهتم به، ونطعمه بشكل جيد". ويوضح محمد عبدالله، الموظف الحكومي الذي يملك 15 ثورا، كيفية اعتناء اصحاب الثيران بها. ويوضح "نمنحها الطعام والغذاء من افضل انواع البروتينات والفيتامينات"، مقدرا وصول كلفة اطعام ثيرانه لعشرة آلاف درهم (2700 دولار) شهريا. ولا تصنف الثيران وفق اوزانها، بل يمكنها ان تشارك في المصارعة منذ بلوغها العامين والى حين بقائها قادرة على القيام بذلك. وأبرز ثيران الفجيرة هو "ريلا"، الثور الاسود الضخم الذي يفوز بشكل متكرر، وبات ذائع الصيت الى درجة ان زوارا من سلطنة عمان المجاورة، يأتون خصيصا الى الفجيرة لمشاهدته. ويقول عبدالله ان هذا الثور "بات له جمهوره الخاص"، وان صاحبه رفض عروضا لبيعه وصل بعضها الى 300 الف درهم (زهاء 82 الف دولار). ويتابع اصحاب الثيران نموها منذ الصغر، وباتوا يملكون من الخبرة والمعرفة ما يمكنهم من تبيان ما ان كان الثور سيصبح "مقاتلا". ويكثف هؤلاء تمارين الثيران الصالحة للنزال، عبر جعلها تمشي في البحر لتقوية عضلات قوائهما، ولاحقا في الجبال لتقوية عضلات صدرها. ويقول المطروشي ان بعض اصحاب الثيران "يهتمون بها اكثر مما يهتمون بأولادهم". الا ان كل هذه العناية لا تلقى رضى المدافعين عن حقوق الحيوانات. وتقول ميمي بيخيشي، مديرة الفرع البريطاني لمنظمة "بيتا" المدافعة عن حقوق الحيوانات، لفرانس برس "هذا الشكل السخيف وغير الانساني من الترفيه البشري لا يمكن الا ان يكون مقلقا للثيران، التي ستصبح هائجة جراء ضجيج المشاهدين والتعامل معها بخشونة". تضيف "في هذا الزمن، يجب ان نكون قد تخطينا ممارسة همجية مماثلة". ويؤيد السائح الاثيوبي كيداني هذا الرأي. ويقول ان الرياضة "غير صائبة لان الثيران تؤذي بعضها البعض"، وان المنظمين "يجعلون الثيران شديدة الغضب".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصارعة الثيران في الفجيرة بلا مصارعين ولا دماء مصارعة الثيران في الفجيرة بلا مصارعين ولا دماء



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca