أعلن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، أمس السبت، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي متعدد الأطراف لن يؤثر على صادرات النفط الإيرانية، إذا تمكن الاتحاد الأوروبي من إنقاذ الاتفاق.
وقال زنغنه في تصريح إلى الصحافيين بعد اجتماع مع ميجيل أرياس كانتي مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة "عند اتخاذ كل قرار جديد تحتاج "أوبك" إلى إجماع... أعتقد أن مساعدة الاتحاد الأوروبي تساعدنا... معدل صادراتنا النفطية لن يتغير".
وقالت وزارة الخزانة الأميركية بعد قرار ترمب في الثامن من مايو /أيار "إن واشنطن ستعيد فرض عقوبات واسعة النطاق على إيران بعد انتهاء مهلتين مدتهما 90 و180 يومًا بما يشمل عقوبات تستهدف قطاع النفط الإيراني وتحويلات مع بنكها المركزي".
ويريد الاتحاد الأوروبي إنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015 الذي رفع عقوبات اقتصادية دولية عن إيران مقابل كبح برنامجها النووي؛ وتعتبر أوروبا الاتفاق عنصرًا مهمًّا في الأمن الدولي.
وتوقع بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي" على صعيد متصل، أن تعمل تدفقات النفط الصخري الأميركي، وإعادة ضخ إمدادات من "أوبك" على تهدئة سوق النفط بعد أن ارتفع الخام فوق 80 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع.
وساعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخروج من اتفاق نووي دولي مع إيران وإعادة فرض عقوبات على البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وكذلك انخفاض إنتاج فنزويلا، في دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014.
لكن دادلي قال في تصريحات صحافية إن "بي بي" تتوقع أن ينخفض سعر النفط إلى ما بين 50 و65 دولارًا للبرميل بسبب ارتفاع إنتاج النفط الصخري وقدرة "أوبك" على تعزيز الإنتاج.
وقال "من الواضح أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران أثار قدرًا كبيرًا من الضبابية في السوق".
وأكد الرئيس التنفيذي في إشارة إلى توقعات داخلية للشركة "إن صادرات الخام من إيران، ثالث أكبر منتج في "أوبك"، قد تنخفض بما يتراوح ما بين 300 ألف ومليون برميل يوميًا نتيجة للعقوبات الأميركية"، وأضاف دادلي أنه يتوقع أن يكون الرقم "عند الحد الأدنى" لذلك النطاق.
منح صعود أسعار الخام 30 في المائة منذ فبراير /شباط، دعما قويا لشركات نفطية مثل "بي بي"، التي تعافت أرباحها العام الماضي بعد هبوط للسوق استمر ثلاث سنوات.
وزادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية هذا الشهر توقعاتها لنمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة في 2018 إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 11.17 مليون برميل يوميًا، في الوقت الذي تسرع فيه شركات إنتاج النفط الصخري الأميركي النشاط.
والارتفاع الحاد في الإنتاج الأميركي يقابله تخفيضات كبيرة من "أوبك" ومنتجين آخرين، بما في ذلك روسيا، مستمرة منذ ما يزيد على سنة، وطمأنت السعودية، القائد الفعلي لـ"أوبك"، مستهلكين رئيسيين إلى أن العالم سيكون لديه إمدادات كافية حتى إذا انخفضت صادرات إيران كثيرًا.
وتمكنت أسواق النفط حتى الآن من استيعاب صعود النفط دون التأثير على نمو الطلب، لكن دادلي يقول إن بقاء سعر الخام فوق 80 دولارًا للبرميل غير جيد.
وقال دادلي "قبل عامين، حين كان السعر 27 دولارا، كان عظيما للنمو العالمي، ولمحركات الاقتصادات المستهلكة، لكنه كان سيئا للدول المنتجة وأدى إلى عدم قدرة الدول المنتجة على شراء أشياء أيضًا، لم يكن هذا سعرا جيدا"، وأضاف قائلًا "أعتقد أنه حين يكون السعر فوق 80 دولارا، فإنه أيضًا ليس سعرا جيدا".
وتظل "بي بي" تتوقع أن يزيد الاستهلاك 1.7 مليون برميل يوميا، ليواصل فترة من النمو القوي، على الرغم من أن وكالة الطاقة الدولية خفضت هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2018 بسبب ارتفاع أسعار الخام.
وقال دادلي "إن العالم شهد عقدا غير مسبوق من النمو الاقتصادي من المرجح أن يستمر حتى مع العقوبات والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين"، ومضى قائلا "نحن على وشك البدء في أن نشهد العوامل السياسية تخلق اختلالات تجارية، وعقوبات وأشياء من هذا القبيل، سيكون لها تأثيرات هنا وهناك لكن يبدو أن معدلات النمو الاقتصادي إجمالا لن تكون مصحوبة بتضخم مرتفع".
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة من جانبه "إن تقييم ما إذا كانت أسعار النفط ما زالت متقلبة سيستغرق وقتا، وذلك تعليقا على قول السعودية إن الوضع في سوق النفط العالمية ما زال غير متوازن".
وتراجعت أسعار النفط يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، لكن خام برنت سجل سادس أسبوع على التوالي من المكاسب، مدعومًا بهبوط حاد في إنتاج فنزويلا، وطلب عالمي قوي وعقوبات أميركية مرتقبة على إيران.
وأنهت عقود برنت جلسة التداول منخفضة 79 سنتا، أو واحدا في المائة، لتبلغ عند التسوية 78.51 دولار للبرميل، وفي الجلسة السابقة قفز خام القياس العالمي فوق 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر /تشرين الثاني 2014، ويتوقع مستثمرون أن يسجل المزيد من المكاسب على الأقل في الأجل القصير، بسبب المخاوف بشأن الإمدادات.
وأنهى برنت الأسبوع مرتفعًا نحو 1.9 في المائة، موسعا مكاسبه منذ بداية العام إلى نحو 17.5 في المائة، وانخفضت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 21 سنتا، أو 0.29 في المائة، لتبلغ عند التسوية 71.28 دولار للبرميل، ومنهية الأسبوع على زيادة قدرها 0.9 في المائة، هي ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر