الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
دفعت الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات الجفاف، المغرب إلى تعديل بوصلة وارداته من القمح والاتجاه بها نحو السوق الفرنسية، حيث اضحت الرباط أكبر مستوردة للقمح بالنسبة لباريس من خارج الاتحاد الأوروبي.ومنذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا، اشترى المغرب حوالي 1.2 مليون طن من القمح الفرنسي. بعدما كان القمح الأوكراني والروسي يمثلان 25 بالمئة و11 بالمئة من واردات المغرب من القمح على الترتيب. هذه المعطيات أكدتها منصة "Argus Media"، حيث أوردت أن المغرب زاد من الواردات ديالو من القمح الفرنسي في شهر أبريل الفايت، حيث بلغت وارداته 336.900 طن.
وعجلت ظروف الحرب الروسية – الأوكرانية، بخطوات المغرب في الانفتاح على السوق الأوروبية، نظرا لأهمية القمح في الاستهلاك المحلي، حيث يستهلك المغاربة أكثر من 10 ملايين طن من القمح سنويا، بالإضافة إلى تأثر المملكة بشدة بالجفاف ، مما تسبب في انخفاض كبير في إنتاج الحبوب الوطني.
وكانت الحكومة قد أقرت بتوفر مخزون وطني من القمح يغطي استهلاكها لخمسة أشهر بعد أن تسلمت معظم طلبياتها من أوكرانيا قبل بدء الصراع هناك. في المقابل تسلمت المملكة 0.55 مليون طن من القمح اللين الأوكراني من أصل طلبية حجمها 0.6 مليون طن تغطي الفترة من نونبر إلى فبراير.
وتهدد أسوأ موجة جفاف في المغرب منذ 30 عاما محصول هذا العام، ما جعل المتعاملين يتوقعون حملة استيراد ضخمة من حيث القيمة والحجم هذا العام.
وفي الموسم الماضي، كان المحصول المحلي البالغ 10.3 مليون طن أكبر من ثلاثة أمثال ما كان عليه في العام السابق. مع ذلك، ارتفعت واردات المغرب من القمح اللين 8.7 بالمئة إلى 3.97 مليون طن.
وعلى الرغم من أن المتعاملين يعطون الأولوية للمحصول المحلي، يقول متعاملون إن حوالي نصف المحصول المحلي فقط يُباع للمطاحن الصناعية التي توفر 80 بالمئة من احتياجات البلاد من القمح اللين، وذلك لأن صغار المزارعين يحجزون البعض لاستهلاكهم الخاص.
توقعت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" ارتفاع مخزون الحبوب للمغرب، منتقلا من 3.6 مليون طن عام 2021 إلى 5.7 مليون طن عام 2022، حسب ما ورد في التقرير العالمي ربع السنوي حول "أفاق المحاصيل وأوضاع الغذاء".
وبناء على بيانات في أحدث تقرير صادر عن المنظمة الأممية، ارتفع انتاج المغرب من الحبوب بمعدل 214.9 في المائة خلال المواسم الفلاحية الخمسة الممتدة من 2016 إلى 2021، حيث بلغ انتاج الحبوب، بما في ذلك القمح والحبوب الخشنة والأرز، طيلة خمس سنوات، 6.5 مليون طن، حيث انتقل الإنتاج من 3.3 مليون طن عام 2020 إلى 10.5 مليون طن كما تشير التقديرات.
وللقمح النصيب الأكبر من محاصيل المغرب، حيث بلغ متوسط الإنتاج، خلال الفترة السالفة الذكر، 4.8 مليون طن، إذ أنتقل انتاجه من 2.6 مليون طن عام 2020 إلى 7.5 مليون طن عام 2021.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر