الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
ارتفعت مبيعات الطاقة بين مدريد والرباط إلى مستويات قياسية في خضم الأزمة السياسية مع الجزائر، حيث تزايدت صادرات الكهرباء عبر الربط البيني بمضيق جبل طارق بنسبة ضخمة في ماي الفائت. فقد بلغت صادرات الكهرباء الإسبانية نحو المغرب ما قدره 23500 ميجاوات ساعة، لتحصل بذلك إسبانيا على رصيد إيجابي (الفرق بين الصادرات والواردات) يتجاوز 58200 ميجاوات ساعة في ماي.
ويأتي ذلك في ظل التقارب السياسي بين الرباط ومدريد بعد اعتراف “قصر المونكلوا” بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ما ساهم في عودة العلاقات الدبلوماسية إلى مستواها الطبيعي بعد أزمة دامت أزيد من سنتين.
ويرتفع استهلاك الكهرباء بصفة سنوية في المغرب، بالنظر إلى أن الطلب على تلك الطاقة يتضاعف كل عشرة أعوام، وهو ما أكدته الوزارة المشرفة على تدبير القطاع في وقت سابق بإيرادها أن الاستهلاك الفردي من الطاقة زاد مرتين ونصف في العشرين سنة الأخيرة.
ولم يؤثر توقف تدفق الغاز الجزائري إلى المغرب، عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، على إنتاج الكهرباء في المملكة التي وضعت خطة استعجالية لتلبية حاجياتها من هذه المادة الحيوية، من خلال الولوج إلى أسواق جديدة من الغاز.
ولا يشكل الغاز سوى خمسة في المائة من إنتاج الكهرباء بالمغرب، وذلك بعد اتجاه الرباط نحو تنويع مصادر إنتاجها الطاقي (60 في المائة من البترول، و25 في المائة من الفحم، و10 في المائة من الطاقات المتجددة).
وصرحت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالبرلمان بأن توقف تدفق الغاز الطبيعي من الجزائر أدى إلى توقف محطتيْ تهدارت وعين بني مطهر لتوليد الكهرباء، لكن ذلك لم يسبب أي نقص أو عجز على مستوى تلبية احتياجات المغرب من الكهرباء.
ويتوجه المغرب نحو الاستعانة بالطاقة النووية لتوفير حاجياته من الكهرباء؛ إذ أجريت دراسات عدة في هذا المجال، تتم دراسة خلاصاتها، وذلك بعد استثماره في مجال الطاقة الشمسية والطاقة الريحية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر