واشنطن ـ عادل سلامة
كشف باحثون من جامعة "ميتشغان" على تطويرهم لجهاز لوحي يعمل بطريقة "برايل" من أجل المكفوفين وضعاف البصر، وهو شبه القارئ الالكتروني "كيندل"، حيث يجعل الجهاز الجديد عملية قراءة النصوص مع الرسوم أسهل بالنسبة للملايين الذين يعانون من مشاكل في الإبصار، ويمكن قراءة الصفحات على طريق اللمس، وعند إتاحة الجهاز بالفعل سيكون محدود من خلال كمية النص الذي يمكن عرضه، حيث يتم عرض سطر واحد من النص في المرة الواحدة.
ويساعد التابلت اللوحي الذي يعمل بطريقة "برايل" المكفوفين وضعاف البصر على القراءة من خلال تتبع أشكال الحروف بواسطة أصابعهم، ويعمل فريق من الباحثين بقيادة الأستاذ المشارك في جامعة ميتشغان الدكتور سيل مودرين، على تطوير تابلت ذات صفحة كاملة يعمل بطريقة برايل ويشبه طريقة "الحبر الإلكتروني" المستخدم في جهاز "كيندل" وأجهزة القراءة الإلكترونية الأخرى، وأوضح الباحثون أن الجهاز الجديد يسمح للناس بالشعور بصفحات كاملة من النصوص مع عرض الرسوم أيضا من خلال اللمس، حيث قال الدكتور مودرين، "تخيل أن لديك "كيندل" ويمكن للمكفوفين القراءة من خلال اللمس بطريقة "برايل"".
وتتكلف أجهزة القراءة بطريقة "برايل" الأخرى آلاف الجنيهات، وكذلك لا يمكن استخدامها أثناء التنقل، ويبدأ سعر الأجهزة التي تنتج سطرا واحدا بطريقة برايل من 2000 أسترليني بينما يصل سعر الأجهزة التي تنتج صفحة كاملة بطريقة برايل حوالي 38 ألف أسترليني.
ويسعى فريق جامعة ميتشغان إلى تطوير جهاز بسعر معقول ويسهل حمله كاشفين عن مدى تقدم عملهم في شريط فيديو. وأوضح الباحث المساعد في مختبر الدكتور موندرين، ألكسندر روسومانو "لا يمكن فعل الكثير من خلال سطر واحد فقط، ويصعب قراءته على الشخص فضلا عن عدم إمكانية عمل رسوم أو جداول بيانات، ولا يمكنك فعل أي شيء من حيث توزيع المعلومات مكانيا".
ونقل فريق جامعة ميتشغان نفس النقاط المستخدمة في طريقة برايل إلى نظام هوائي بالكامل والذي يستخدم إما الهواء أو السائل لدفع دبابيس بلاستيكية من شبكة 7×8 لتشكيل حروف برايل، حيث كانت النتيجة سطح ملئي بالفقاعات التي يمكنها تمثيل صفحة من النصوص، وأضاف موندرين، "يعنى هذا أننا قادرون على إنتاج شاشة أرخص بكثير من الشاشات الموجودة في الإلكترونيات". كما يعني استخدام هذا النهج عدم القلق من الناحية التكنولوجية أو إضافة المكونات الميكانيكية الفردية، وأضاف الدكتور موندرين "نحن فقط نبني طبقات من الفقاعات"، موضحًا أن أكبر صعوبة واجهت فريق العمل كانت السيطرة على آلاف المضخات الهوائية اللازمة لإنشاء صفحة كاملة من النصوص مع جعل الجهاز صغير بما يساعد على حمله.
وبيّن الدكتور موندرين "واحدة من العواقب التي تواجه المكفوفين في حالة عدم التمكن من الوصول إلى طريقة برايل هي محدودية وصولهم إلى الأمور العلمية أو الرياضية التي يمكنهم فعلها في حالة الحصول على معلومات معروضة، فضلا عن إمكانية فعل شيء مرح مثل رؤية الرسوم والصور التي توضح إحصائيات أداء فريق كرة القدم المفضل لديهم على سبيل المثال، وهذا شيء يفعله الأشخاص الذين يتمتعون بالرؤية في كل وقت، وسيكون رائعا حقا إذا استطعنا تمكين المكفوفين من فعل ذلك".
وبدأ هذا المشروع في عام 2013 ويفترض أن ينتهي في سبتمبر/أيلول هذا العام، حيث استخدمت التكنولوجيا العديد من برامج القراءة الإلكترونية للمكفوفين وضعاف البصر والتي تقوم بقراءة النصوص بصوت عال ووصف العناصر البصرية، وتعمل مجموعة أخرى من هذه البرامج بالاعتماد على كاميرات لتمكين المستخدمين من قراءة الكتب غير المعدة بطريقة برايل.
وعلق رئيس الحلول الاستراتيجية والتخطيط في المعهد الملكي الوطني للمكفوفين ستيف تايلر "يرحب المعهد بأي ابتكار في مجال تنمية طريقة برايل للمكفوفين، وهناك عدد من المشاريع المثيرة قيد التنفيذ التي تعالج التحديات التقنية والتكلفة لتقديم طرق جديدة للوصول لطريقة برايل، وتعد طريقة برايل أداة حيوية للمكفوفين وضعاف البصر ما يتيح لم الحصول على الكلمة المطبوعة فضلا عن تحقيق فوائد كبيرة في مجال الأمية والاتصالات الشخصية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر