كشفت شركة "سبيس إكس" عن شكل سفينة الفضاء "سبيس دراغون"، والتي تأمل "ناسا" أن تبدأ في نقل رواد الفضاء الأميركيين إلى محطة الفضاء الدولية، ويبلغ طول المركبة الفضائية 20 قدمًا بقطر 12 قدمًا، ويمكنها حمل سبعة رواد فضاء في وقت واحد.
وذكرت شركة "سبيس إكس"، أن تصنيع السفينة "سبيس دراغون"، بدأ منذ عام 2012 عندما أصبحت أول مركبة فضائية تجارية تسلم الشحنات إلى محطة الفضاء، وهو غرض تحقق فقط بواسطة الحكومات، إلا أنه أعيد تصميم السفينة "دراغون" من البداية حتى تحمل أشخاص، واليوم تضع "سبيس إكس"، اللمسات الأخيرة لجعل السفينة حقيقة واقعة".
وأوضحت الشركة أن السفينة صممت بحيث تكون مطية ممتعة للطاقم، وتضم المركبة أربع نوافذ حيث يمكن للمسافرين التقاط صور لشكل الأرض والقمر والنظام الشمسي من مقاعدهم، وصنعت المقاعد من ألياف الكربون وقماش الكانتارا.
ومن المقرر أن تحل المركبة محل السفينة الروسية "سويوز"، وتأمل وكالة "ناسا" خلال عامين أن تنقل شركات الفضاء الخاصة مثل "سبيس إكس"، و"بوينغ" رواد الفضاء إلى المدار بهدف تقليل الاعتماد على المركبة الروسية "سويوز"، وتستخدم المركبة "دراغون" الدافعات للهبوط بدلًا من السقوط تدريجيًا في المحيط.
وأفادت الشركة، بأن هذا النظام يتيح لمركبة "دراغون في2" الهبوط على الأرض أو أي كوكب آخر بنفس دقة الطائرة "الهليكوبتر"، وهو ما يجعل الرحلات بين الكواكب أكثر سهولة بدلًا من تقيدها بالهبوط في المحيط.
وتضم المركبة الجديدة مهربًا متقدمًا في حالات الطوارئ لحمل رواد الفضاء سريعًا إلى مكان آمن في حالة حدوث أي شيء خاطئ، مثل "قوات-غي" في ديزني لاند، وتضم نظامًا للتحكم في البيئة ونظامًا لدعم الحياة "ECLSS"، وهو ما يوفر بيئة مريحة وآمنة لأفراد الطاقم.
ويمكن لرواد الفضاء التحكم في درجة الحرارة الداخلية للمركبة الفضائية بما يناسبهم، ويملك طاقم السفينة معلومات كاملة عن إمكانيات المركبة الفضائية وموقعها في الفضاء والمسارات التي يمكن أن تتجه إليها أيضًا، وفي حالات الطوارئ يتم التحكم في المركبة الفضائية من خلال وراد الفضاء على متنها ومركز المراقبة في "سبيس إكس" في هوثورن، كاليفورنيا.
وأطلقت "سبيس إكس" في وقت سابق هذا العام المركبة "دراغون" والتي ستنقل رواد الفضاء إلى المدار يومًا ما، وتم الإطلاق اليوم بدون عوائق في تمام الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت غرينتش ، وكان الوقت الإجمالي لعملية الإطلاق حتى الهبوط حوالي دقيقة و39 ثانية، حيث هبطت المركبة بنجاح في المحيط الأطلسي بانتظار استرجاعها بوساطة سفينة مجاورة.
ويمكن للسفينة "دراغون" الانفصال عن الصاروخ وحمل رواد الفضاء إلى مكان آمن في حالة الطوارئ مثل خطر وقوع انفجار، ووقع اختبار اليوم للسفينة في قاعدة الإطلاق في محطة سلاح الجو "كيب كانافيرال" في فلوريدا، وتم اختبار انفصال المركبة عن الصاروخ لنقل رواد الفضاء إلى مكان آمن في حالة الطوارئ واستغرقت الرحلة 99 ثانية، وهو وقت أقصر بمقدار ثمانية ثواني عما كان مخطط له، ما يظهر نجاح تأمين الطاقم في حالات الخطر.
وتستطيع محركات السفينة أن تنتج 15 ألفًا من قوة الدفع، ومن المتوقع أن ترفع السفينة حتى مسافة 1500 متر فوق الأرض، ومن المقرر في بعثات المستقبل أن يصل طاقم السفينة إلى الأرض بعد الانفصال أثناء حالات الطوارئ، وتستطيع السفينة حمل سبعة رواد فضاء من وإلى المدار، ويتوقع استخدامها في إرسال بعثات إلى المريخ.
ولم تكن السفينة تضم أي أشخاص داخلها أثناء الاختبار ولكن تم استخدام دمية تدعى "بوستير" ، وتم تركيب مجسات لمعرفة كيفية تعامل البشر في حالات الهروب السريع أثناء الخطر، ولم تطلق المركبة على رأس صاروخ أثناء الاختبار، ولكنها اعتمدت على الدفاعات الثمانية القوية.
وصرّحت الشركة قبل الإطلاق: "لا نحتاج أن يكون هذا الاختبار مثالي لكن هدفنا الرئيس هو الحصول على معلومات قدر الإمكان لتجهيز السفينة إلى أول بعثة بشرية تقوم بها عام 2017، وهذا هو الغرض الأساسي من تأسيس سبيس إكس وهو القيام برحلات فضاء بشرية".
وأضاف نائب رئيس بعثة التأمين مع "سبيس إكس" هانز كونيغسمان: "طورنا نظامًا يوفر قدرًا كبيرًا من السلامة لرواد الفضاء، وسوف تظهر كيفية عمل هذا النظام من خلال الاختبار، إنه أول اختبار كبير لنا على السفينة دراغون".
وتضم السفينة أجهزة استشعار مثل استشعار الحرارة وأجهزة استشعار صوتية وميكروفونات للحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر