لندن - ماريا طبراني
زعم العلماء ابتكار أداة تكنولوجية جديدة "كاشف للعاطفة" يمكنها إخبارك عما إذا كان الشخص يجدك جذابا من الموعد الأول، واستلهم الباحثون في جامعة لانكستر الأداة الجديدة من خلال أداة ظهرت عام 1982 في فيلم الخيال العلمي "بليد رانر"، وطوّر فريق البحث جهاز كاشف للعاطفة يحاكي آلة "فويت كامبوف" ، ويحرص فريق التصميم الذي شمل مركز التحليل المكاني (CASA) على جعل الناس تفكر في المضمون الأخلاقي لعالم تستخدم فيه أجهزة الكمبيوتر لمراقبة عواطفنا، واستخدمت أداة "فويت كامبوف" في الفيلم بواسطة الشرطة لتحديد ما إذا كان أحد الأفراد روبوت بشري من خلال اختبار لإثارة ردود فعل عاطفية، حيث يقيس الجهاز وظائف الجسم مثل احمرار الخدود والتنفس ومعدل ضربات القلب وحركة العين ردا على أسئلة تتعلق بالتعاطف.
ويبحث المصممون في جامعة لانكستر في التكنولوجيا الخاصة بهم بما في ذلك قطعة للأذن تقيس استجابة الجلد ومعدل ضربات القلب واتساع بؤبؤ العين، ويعد الجهاز الجديد مضاد للمواعدة على الأنترنت ويهدف من الناحية النظرية لتحديد كيف كان التفاعل الأول، وتقوم الأداة الجديدة باتقاط كليبات من خلال الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي، وذكر البروفيسور كولتون خبير تصميم الخيال العلمي ورئيس فريق البحث " تبدو هذه الأداة حقيقية جدا ما دفع إحدى شركات صناعة الأفلام في الولايات المتحدة أن تطلب منا تصوير تصنيع الجهاز، وفي الواقع ستخلق هذه الأداة بعض المناقشات الجادة".
وأوضح البروفيسور كولتون أن تصميم الخيال العلمي ينطوي على التنبؤ بما سيحدث في المستقبل في عالم يتفاعل فيه الإنسان والكمبيوتر، مضيفا " ما يميز تصميم الخيال العلمي عن المناهج الأخرى هو استخدامه بطريقه جديدة لبناء العالم، وفي هذه الورقة البحثية نأخذ في الاعتبار ما إذا كان هناك قيمة في خلق عوالم أبحاث خيالية والتي من خلالها يمكننا الأخذ في الاعتبار التفاعلات المستقبلية، وعلى سبيل المثال قمنا ببناء هذا العالم الذي أصبح فيه كشف التعاطف عنصر رئيسي في التواصل في المستقبل، واستلهمنا الأداة الجديدة من آلة "فويت كامبوف" التي ظهرت في فيلم بيلد رانر، ويعمل الناس في اتجاه مثل هذا الشئ، ونحن نطرح تساؤل عما إذا كانت هذه الأداة لديها مكان في مجتمعنا، وماذا عن استخداماتها، وكيف سيكون الواقع عند استخدامها، ونريد من الناس التفكير في الآثار الأخلاقية المترتبة على ما نقوم به، ومن الناحية التقنية الأمر ممكن ولكن هل هذا حقا ما نريد؟"، وحتى هذه المرحلة لا يزال الجهاز محض الخيال، وأوضح الباحثون أنه تم بناء الجهاز لتوصيل رسالة خطيرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر