لندن - الدار البيضاء
نجح العلماء في تدريب الأبقار على عادة مفيدة تنتهجها الأمهات مع الأطفال، وهي التبول في مرحاض مبني خصيصًا له، وهي خطوة يمكن أن تساعد في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة الضارة، إذ أن الطريقة التي يتبعها الماشية أثناء إطلاق نفاياتها الجسدية إلى تلوث التربة المحلية والممرات المائية القريبة، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.تراكم البول والبراز في أماكن قريبة يمكن أن ينتج الأمونيا، التي تتحول عند ترشيح التربة، عن طريق الميكروبات، إلى أكسيد النيتروز، أحد أكبر ثلاثة غازات دفيئة بعد ثاني أكسيد الكربون والميثان.
تجميع الأمونيا من المراحيض
تعد الزراعة أكبر مصدر لانبعاثات الأمونيا، إذ تمثل تربية الماشية أكثر من نصف هذه المساهمة، وفي دراستهم الجديدة، صمم خبراء من معهد الأبحاث الألماني لبيولوجيا حيوانات المزرعة مرحاضًا للأبقار يمكنه جمع الأمونيا حتى يمكن معالجتها.
من خلال تعليم العجول استخدام المرحاض الخاص بها، تقول النتائج الكاملة للدراسة التي أجراها الفريق الألماني والمنشورة في مجلة Current Biology، إنه سيكون من الممكن تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقال مؤلف البحث وعالم الحيوان جان لانجبين من معهد أبحاث بيولوجيا حيوانات المزرعة في دومرستورف بألمانيا: «يُفترض عادةً أن الماشية غير قادرة على التحكم في التغوط أو التبول، ومع ذلك، تحدينا هذا التفكير، والماشية، مثل العديد من الحيوانات الأخرى، ذكية للغاية ويمكنها أن تتعلم الكثير».
لتدريب العجول على استخدام المرحاض، بدأ الباحثون بمكافأة الحيوانات بالسكر في كل مرة تتبول فيها في المرحاض الخاص بها، وأوضح الدكتور لانجبين: «عليك محاولة إشراك الحيوانات في العملية وتدريبها على اتباع ما يجب أن تتعلمه».
وتابع الدكتور لانجبين: «كعقوبة، استخدمنا سماعات الأذن في البداية وقمنا بتشغيل صوت سيء للغاية في أذن كل بقرة تتبول دون استخدام المرحاض، كلما تبولوا في الخارج، لكن هذا العاب لم يفلح، ففكرنا في عقاب آخر، وهو رشهم بالماء».تدريب 11 عجلًا على المرحاض
على مدار أسابيع قليلة فقط، نجح الفريق الألماني في تدريب 11 من أصل 16 عجلاً مشاركًا في التجربة على استخدام المرحاض، مع أداء الحيوانات بشكل جيد، إن لم يكن أفضل، من الأطفال الصغار الذين يتعلمون استخدام المرحاض في أول مرة.واستطرد «لانجبين» أنه مع مزيد من التدريب، فهو متفائل بإمكانية تحسين معدل النجاح هذا بشكل أكبر، ويتوقع أنه «في غضون سنوات قليلة ستذهب جميع الأبقار إلى المرحاض».
قد يهمك أيضًا:
أدوية الكوليسترول تحمل آمالًا جديدة لنجاة مرضى الخرف من الموت
تعرَّف على فوائد جوز الهند الاستوائي الصحية لجسم الإنسان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر