أكرا - الدار البيضاء اليوم
بعد نشأتهما في غانا، أدرك أبراهام مارتي وزميلته فيسنتيا غيو، أنّ النظام التعليمي الضعيف في بلدهما كان نتيجة جانبية للفشل البنيوي الذي تكون وطأته أشدّ على الفقراء، ففي جامعة "كاليفورنيا في بيركلي" الأميركية حيث تخصصا في الدراسات الدولية والتنمية، تعرفا بمفاهيم القوى العالمية، والظلم البنيوي، والتخفيف من حدة الفقر، والمساعدات الإنسانية.
إحدى الحقائق التي لاحظاها مراراً، بحسب موقع جامعتهما، أنّه لكي تنجح المشاريع التعليمية، لا بدّ من تآزر بين منظمات التنمية والمجتمعات التي تسعى إلى مساعدتها. في مايو/ أيار 2016، بينما كانا طالبين في بيركلي، شرعا في تأسيس منظمة "التعليم المعاد تعريفه للجميع" كوسيلة للمساعدة في تحسين التعليم في المدارس العامة في غانا ومساعدة جيل الشباب. وقد حصلت المنظمة على الترخيص في غانا في يونيو/ حزيران 2016، بالإضافة إلى شهادة التسجيل كمنظمة غير حكومية إقليمية في العام التالي.
تقول غيو: "الهدف النهائي من منظمتنا تغيير وجه التعليم في غانا من نظام الحشو الذي يركز على مدى قدرة التلاميذ على حفظ المعلومات وتسميعها للمعلمين لاحقاً، باتجاه التعليم النقدي، وفيه يشارك التلاميذ في عملية التعليم بإيجابية، وهو ما يسمح بأن يكون تعليماً سهلاً وبأسعار معقولة ومتاحاً للجميع ومؤدياً إلى نتائج فعالة".
توفر المنظمة للتلاميذ المحرومين مالياً الذين تراوح أعمارهم ما بين 6 أعوام و19 عاماً وأولياء أمورهم أيضاً، اللوازم المدرسية والدروس الخصوصية في ريادة الأعمال، وتقنيات القيادة، ومحو الأمية المعلوماتية، بالإضافة إلى التدريب المهني لمساعدة المتسربين من المدارس الثانوية (أحد الخريجين بات سائقاً للشرطة الآن) في تعلم مهنة من اختيارهم، مثل الخياطة والقيادة وغيرهما.
وتقدم المنظمة حالياً خدماتها لـ18 تلميذاً و18 والداً/ والدة واثنين من المتسربين من المدرسة الثانوية في منطقة برامبرام والبلدات المجاورة لها في جنوب غانا. يقول الشابان إنّهما يريدان تطبيق مقاربات جديدة استجابة لما ينفع الفئة المستهدفة: "نتأكد من أنّنا نضع في الاعتبار مصلحة المستفيدين، ولا نفرض عليهم ما نعتقد أنّه سيساعدهم، بل نفعل ما نحن متأكدون تماماً بعد التجربة أنّه الأفضل لهم".
قد يهمك أيضا :
أمور تساعد الطلاب الذين يدرسون خارج بلادهم للمرة الأولى للمرور من "رهبة البداية"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر