الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
قال ممثل مندوبية الاتحاد الأوروبي برياك ديفوبيس (Briac Deffobis) إن أرقام الأمية في المغرب ما تزال مقلقة رغم الجهود التي تم بذلها منذ أول استراتيجية اعتمدت في هذا الصدد سنة 2004، وذلك مقارنة مع دول المنطقة، مستعرضا الجهود التي تم بذلها خاصة في إطار المرحلة الثالثة من برنامج دعم الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية في المغرب (Alpha III).
وأشار ديفوبيس خلال لقاء تشاوري جهوي خصص لتدارس القضايا المتعلقة بمحاربة الأمية والسبل الناجعة للقضاء عليها بجهة بني ملال-خنيفرة، إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى من وراء هذا الدعم إلى تحسين نظام التكوين وجودته من خلال تنويع أساليب التعلم، بما في ذلك استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحقيق الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمتعلمين من خلال إنشاء جسور نحو نظام التكوين المهني ودعم الأنشطة المدرة للدخل.
من جانبه، لاحظ والي جهة بني ملال-خنيفرة خطيب الهبيل، الذي ترأس اللقاء بمقر ولاية بني ملال، أن الأمية بالجهة تسجل أعلى معدل على المستوى الوطني، وتنتشر بشكل خاص بالمناطق القروية والجبلية، مستعرضا الجهود المبذولة لمحاربة هذه الآفة وتثمين الرأسمال البشري الذي يبقى ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الجهوية.
وشدد والي الجهة على ضرورة تنسيق جهود مختلف المتدخلين لتحسين الأداء ووقع برامج محو الأمية على الفئات المستهدفة، وتكثيف وتنويع هذه البرامج، خاصة بالمناطق الجبلية والقروية، مع الحرص على إعطاء الأولوية للنساء المتأثرات بهذه الظاهرة، والدفع بمقاربة إدماج محاربة الأمية للاندماج الاجتماعي والاقتصادي، خاصة للشباب الذين يعانون من الأمية.
كما ذكّر خطيب الهبيل بعلاقات التعاون التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجالات التنمية البشرية بشكل عام، ومحو الأمية بشكل خاص، والتي تتجسد في تقديم الدعم المالي والتقني من طرف الاتحاد الأوروبي لمواكبة الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية من خلال برامج عدة.
من جهتها، ذكرت نائبة رئيس مجلس الجهة أن المجلس الجهوي أكد انخراطه في جميع البرامج التي تدخل في إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، من خلال الاتفاقية الإطار المبرمة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، واتفاقية الشراكة لتنفيذ المخطط الجهوي لمحاربة الأمية، مشيرة الى أن مجلس الجهة بصدد إدماج محاربة الأمية في مخطط التنمية الجهوي الذي في طور الإنجاز.
بدورها، أبرزت نائبة رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان الحضور الفعلي للجامعة إلى جانب جميع المتدخلين لمحاربة الأمية بالجهة، مشيرة إلى أن الجامعة أبرمت اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية لمواكبة وتتبع برامج محو الأمية بالجهة، وهي بصدد تطوير منظومة للبحث وكسب الخبرة في مجال محو الأمية، واعتماد برامج لتكوين المكونين ودعم الكفاءات والأشخاص المتدخلين في هذا المجال.
أما ممثل الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية فشدد على أن الانخراط الكمي والكيفي لكافة الفاعلين بجهة بني ملال-خنيفرة يجسد قيم التعاون والتشارك لرفع رهان محاربة الأمية بالجهة، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع التشاوري سيفرز أفكارا ستتمخض عنها استنتاجات، مما سيمكن من ضخ نفس جديد في مجهودات محاربة الأمية بالجهة.
وعرف الاجتماع ذاته، الذي خصص لتدارس القضايا المتعلقة بمحاربة الأمية من خلال إمكانية وضع مشروع محو الأمية بالجهة وفق مقاربة منسجمة ومندمجة تتناسب مع خصوصيات ومؤهلات الجهة، مداخلات متعددة حول محاور إرساء مقاربة ترابية لبرامج محو الأمية، ودمج برامج محو الأمية داخل مخططات التنمية الجهوية، وتنزيل برنامج “أوراش” ارتباطا ببرامج محو الأمية. كما تمت صياغة توصيات تهم تنفيذ برنامج “ألفا 3”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر