آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أدرك الطبيعة الرياضية للكون وعاد للجامعة لدراسة "الأعداد"

جيسون بادجيت يصاب بـ "متلازمة الموهوب" ليرى أنماطًا مختلفة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جيسون بادجيت يصاب بـ

الأشخاص المصابين بمتلازمة الموهوب المكتسبة لديهم أضرار متواصلة في المخ
واشنطن ـ يوسف مكي

تعرّض جيسون بادجيت، بائع الآثاث في واشنطن، للسرقة من قبّل اثنين من الرجال، بعد مغادرة بار كاريوكي، ولكنه نجا من الاعتداء، وفقد الوعي وأصيب بارتجاج شديد. ولم يقتصر الأمر على الإصابة، بل لاحظ بادجيت بعد الحادث بوقت قصير، أن رؤيته تغيرت، وقدراته الرياضية تطورت بشكل ملحوظ، وبدأ يرى أنماطًا في كل شئ ينظر إليه ورسم أشكال هندسية معقدة وشبكات ومقاطع.

ويبدو أن بادجيت فهم الطبيعة الرياضية للكون على الرغم من أنه ترك الجامعة فيما سبق لكنه حصل على القليل من التدريب الرسمي الأكاديمي، وقرّر العودة إلى الجامعة لدراسة نظرية الأعداد. ويعدّ بادجيت من المصابين بمتلازمة الموهوب المكتسبة وهي الحالة التي يفتح فيها تلف الدماغ قدرات عقلية مذهلة، وحتى الأن تم تحديد أقل من 100 حالة من هذه الحالات، ودفعت هذه الحالات الباحثين للقول بأن هناك عبقرية خفية داخل كل منهم مع البحث عن سبّل الكشف عن هذه الإمكانيات الكامنة.

وجاءت متلازمة الموهوب إلى نظر الجمهور مع صورة داستن هوفمان لرجل التوحد ريموند بابيت في فيلم Rain Man عام 1988، ويعتقد الباحثون أن ما لا يقل عن واحد من كل 10 أشخاص مصابين بالتوحد لديهم موهبة، فيما تعدّ متلازمة الموهوب المكتسبة حالة نادرة. وأوضح الطبيب النفسي دورالد تيرفيرت، الذي يفحص هذه الحالة لأكثر من 50 عامًا، قائلًا "تتبعت حالات من متلازمة الموهوب المكتسبة، وفحصت نحو 70 حاليًا، ويتوقف هذا العدد على الناس الذين يكتبون لي أو الأطباء الذين يكتبون لي عن مرضاهم، وتم توثيق 25% من هذه الحالات في الأدبيات العلمية حتى الأن".

وتختلف أسباب متلازمة الموهوب المكتسبة ونتائجها على نطاق واسع، وهناك حالة توني سيكوريا جراح العظام من نيويورك الذي اكتشف شغفه بالعزف على البيانو بعد أن ضربته صاعقة، أو حالة تومي ماكهيو الذي بدأ يرسم ويكتب الشعر بعد إصابته بسكتة دماغية، وفي الوقت نفسه وثق الباحثون في جامعة كاليفورنيا ظهور الإبداع البصري والمواهب الفنية لدى المرضى المصابين بالخرف الجبهي الصدغي، ويقول تيرفيرت "القدرة الأكثر شيوعًا في الظهور في الفن يليها الموسيقى، ولدي حالات من تلف الدماغ أصبح أصحابها فجأة مهتمين بالرقص أو كرة البينبول"، وفسر تيرفيرت ذلك بالمرونة العصبية ويقصد بها تكيف الدماغ  في الاستجابة للإصابات والخبرات الأخرى".

وتابع تريفيرت "بعد إصابة الدماغ فهناك توظيف للقشرة غير التالفة من أماكن أخرى في الدماغ، ويحدث تجديد للأسلاك الكهربائية للمناطق غير التالفة مع إطلاق الإمكانيات الكامنة، إنها آلية تعويضية تشمل المناطق الكامنة أو التي سُرقت أو تغيرت وظيفتها"، وعلى الرغم من الأسباب المختلفة لتلف الدماغ والنتائج المختلفة للإصابات أظهر مسح المخ أن معظم الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الموهوب المكتسبة لديهم أضرار متواصلة في الجزء الأمامي من الفص الصدغي الأيسر، ودفعت هذه الملاحظات تريفريت وأخرين إلى التكهن بإمكانية حثّ قدرات معينة في البشر من خلال تعطيل تلك المنطقة مؤقتًا في الدماغ تحت ظروف تجريبية.

واختبر ألان سنايدر مدير مركز العقل في جامعة سيدني في أستراليا، هذه الفكرة، وفي دراسة صغيرة نشرت عام 2003، وجد سنايدر وزملاؤه أن تثبيط هذه المنطقة في الدماغ من خلال النبضات المغناطيسية أدى إلى تحسن طفيف في القدرات الفنية وقدرات التدقيق اللغوي لبعض المشاركين، وأظهرت دراسات لاحقة أن العلاج نفسه يمكنه تحفيز عدد من المهارات لدى المتطوعين وبخاصة تحسين قدرتهم على تخمين  عدد العناصر التي تظهر أمامهم على شاشة الكمبيوتر بدقة، مع التقليل من احتمالية استرجاع الذكريات الكاذبة.

وأشار سنايدر إلى أن الناس يمتلكون هذه القدرات لديهم امتياز الوصول إلى معلومات حسية لا تصل عادة إلى الإدراك الواعي بسبب نقص تثبيط الفص الجبهي الأيسر، وربما يفسر ذلك سبب تركيز مرضى التوحد الموهوبين على التفاصيل الدقيقة للأشياء بدلًا من رؤية الصورة الأكبر، وسبب إطلاق تلف الدماغ وتثبيط الفص الصدغي الأيسر تجريبيًا للمواهب، ونتيجة لذلك يعتقد تريفيرت وسناير وغيرهم أن لديها قدرات كامنة يمكن استغلالها بطرق مختلفة، ويضيف تريفيت "أعتقد أن هناك طاقات كامنة داخل كل منا بدرجات وأنواع مختلفة، فالمواهب موزعة لدى كل منا بطرق مختلفة، فالبعض منا رياضي والبعض الأخر لا، وبعضنا موهوب في مجال ما موهبة استثنائية والبعض جيد فقط".

ويعدّ التحفيز المغناطيسي للدماغ إحدى الطرق المحتملة لإطلاق هذه الطاقات الكامنة، ويوضح تريفيرت، قائلًا "هناك طريقة أخرى للقيام بذلك كيميائيًا، ونحن نعلم أن الأمفيتامينات لها آثار مفيدة على الذاكرة على المدى القصير، ولكنه المشكلة في احتمالية إدمانها، كما أن العقاقير المخدرة تطلق جميع أنواع هذه الأشياء وبعضها جيد وبعضها غير جيد"، ويعترف تريفريت أن هذه الفكرة عرضة لإساءة الاستخدام والاستغلال، وشهدت السنوات الأخيرة زيادة استخدام المنشطات كوصفة طبية مثل ريتالين كمنشط للقدرة المعرفية، وهناك نمو كبير في تحفيز الدماغ من خلال فكرة "افعلها بنفسك"، على الرغم أنه غير واضح ما إذا كان هناك أي أثار لهذه الطريقة خارج المختبر أو ما إذا كانت تحمل أي مخاطر على المدى الطويل.

وأضاف تريفريت "يبحث الناس دوما عن ينبوع للشباب في مكان أو آخر، وهناك عدة وسائل متوفرة لتحفيز الدماغ ويمكنك طلبها عبر الأنترنت في الوقت الحالي بتكلفة أقل من 100 دولار لكنها ليست دقيقة للغاية، اعتقد أن هناك طاقات كامنة لدينا جميعًا وأعتقد أنه يمكننا الاستفادة منها بهذه الطريقة، ولكنها ليست على مستوى العبقرية على الأغلب، فربما تجد بعض العباقرة ولكن لسنا جميعا ريمبراندتس أو بيكاسو الصغير، ولذلك هناك خطر الأمل الكاذب أيضا وهذا ما يجب أن نحذر منه".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيسون بادجيت يصاب بـ متلازمة الموهوب ليرى أنماطًا مختلفة جيسون بادجيت يصاب بـ متلازمة الموهوب ليرى أنماطًا مختلفة



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca