آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

لم تقبل التعرض يومياً لمآسي الحصار القاسية

رنا زيادة المعلمة الفلسطينية الأكثر إلهاماً في العالم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - رنا زيادة المعلمة الفلسطينية الأكثر إلهاماً في العالم

جائزة مؤسسة المرأة العالمية الأميركية
رام الله _ الدار البيضاء اليوم

لم تقبل المعلمة الفلسطينية، رنا أحمد زيادة، أن تكون رقماً مضافاً لأعداد الغزيين الذين يتعرضون يومياً لمآسي الحصار القاسية، فواجهتها بحنكة وذكاء، مرتكزة على قدراتها وخبراتها العلمية، حيث بحثت عن الحلول والوسائل الشافية، وابتكار المبادرات الناجحة، لهزيمة كل التحديات والصعاب. هكذا شقت المعلمة زيادة (40 عاماً) من سكان قطاع غزة، طريق التميز والإبداع في مجال التعليم على الصعيد الدولي ككل، فالمشوار الذي خاضته على مدار 16 عاماً في سلك التعليم، وهي محاصرة في غزة، مكنها من التحليق خارج الحدود والمعابر المغلقة، والتربع على عرش النساء الأكثر تأثيراً في العالم، حيث تم اختيارها ضمن 60 سيدة ملهمة ومؤثرة عالمياً، في مختلف المجالات على صعيد العالم.
واختارت «مؤسسة المرأة العالمية» في الولايات المتحدة الأميركية المعلمة زيادة عن مجال التعليم، وكان إلى جانبها في الجائزة الأمريكية 60 امرأة رائدة، من بينهن حفيدة نيلسون مانديلا البارزة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.
المعلمة زيادة، أستاذة الرياضيات في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات، قالت لـ«الإمارات اليوم»: «إن اختيار مؤسسة أميركية معلمة من غزة المحاصرة، للفوز بجائزة عالمية، يعد أكبر إنجاز بالنسبة لي ولوطني فلسطين، فما يميز الجائزة أنني مثلت بلدي إلى جانب شخصيات نسائية عالمية، منها رئيستا دولتين، وعضو في منظمة الأمم المتحدة للمرأة، ورائدة فضاء».
وتضيف: «لم أتقدم لهذه الجائزة بشكل شخصي، بل تمت متابعة مبادراتي وأنشطتي في مجال التعليم بشكل مباشر من قبل مؤسسة المرأة العالمية، إلى جانب اهتمام المؤسسات الدولية في غزة وأبرزها (الأونروا)».
وتشير المعلمة الفلسطينية إلى أن فكرة جائزة مؤسسة المرأة العالمية الأميركية، ترتكز على عملية البحث عن فكرة مؤثرة لسيدة ملهمة في دول العالم، لتكون قصة تغيير لغيرها من النساء. وتبين أن الفكرة التي أنجزتها وألهمت المؤسسة الأميركية، هي المبادرات الشخصية التي أطلقتها خلال فترة جائحة «كورونا» لاستمرار العملية التعليمية للطلبة في قطاع غزة، التي حظيت بمتابعة مباشرة ومكثفة من المؤسسة الأميركية.
ولم تتوقف زيادة، الحاصلة على درجة الماجستير في مناهج وطرق تدريس الرياضيات، عن التواصل مع طالباتها خلال الأشهر الماضية منذ تفشي جائحة «كورونا»، وتعطل المدارس والمسيرة التعليمية، فقد ابتكرت طرقاً إبداعية لتفاعل الطلاب، واستمرار العملية التعليمية من دون انقطاع. وتضيف المعلمة زيادة: «المبادرة التي أطلقتها، منذ شهر مارس الماضي، في ظل تفشي «كورونا»، لم تقتصر على الطالبات في المرحلة الثانوية، فقد بادرت إلى إطلاق مشروع تزويد 50 طفلاً من أسر فقيرة لا تتوافر لديهم وسائل الاتصال وشبكات الإنترنت، بأوراق عمل أوصلتها لهم إلى المنازل عبر طالبات متطوعات، من أجل الحفاظ على استمرارهم في التعليم خلال أزمة الوباء».
واجهت المعلمة زيادة، خلال السنوات الماضية، تحديات ومصاعب كثيرة بالتفكير المتواصل، لإيجاد الحلول والوسائل الناجحة لإحداث عملية التغيير، فقد حرصت على أن تكون معلمة متميزة، من خلال ابتكار أساليب إبداعية لتبسيط القواعد الحسابية، وزرع حب الرياضيات في نفوس طالباتها.
وتقول المعلمة الفلسطينية الأفضل عالمياً: «أجري عمليات بحث دائمة لنماذج ومبادرات التعليم الملهمة في دول العالم المتقدم، ومن ثم أجري عليها عمليات الابتكار والتطوير، لأقدمها للطلاب في غزة، للارتقاء بمستوى التعليم في كل مناطق قطاع غزة»، وتضيف: «كما أتواصل مع زملاء أجانب لتبادل الآراء حول تقنيات وأساليب التعلم الحديثة، لتطبيقها داخل مدارس القطاع، وتدريس الطلبة كل ما هو جديد ومبتكر»، وختمت بالقول: «هذه الجائزة شهادة تقدير للمعلمين الفلسطينيين، الذين يعملون وسط ظروف صعبة وقاسية بسبب الاحتلال والحصار، فالمعلم في غزة يعمل أضعاف المعلمين في دول العالم، ويحقق إنجازات مؤثرة، نتيجة مواجهته لأشكال المعاناة والتغلب عليها».
من المعايير التي دفعت المؤسسة لاختيار المعلمة زيادة، إلى جانب مبادراتها التعليمية، سجل الإنجازات الذي حققته على مدار ١٦ عاماً.
في عام 2014 حصلت المعلمة الفلسطينية على جائزة فلسطين للإبداع والبحث التربوي، وعلى المركز الأول في مسابقة إلهام فلسطين، وعام 2017 فازت بلقب المعلم الأول على مستوى فلسطين، إضافة إلى فوزها في العام نفسه بمسابقة «مبادرتي»، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية. واختيرت المعلمة زيادة في عام 2019 ضمن أفضل 50 معلماً حول العالم من قبل مؤسسة «فاركي» في بريطانيا، الشريكة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، إلى جانب فوزها في العام الجاري 2020 بجائزة مؤسسة التعاون للمعلم المتميّز على مستوى فلسطين.
وتقول زيادة: «إن جائزة مؤسسة المرأة العالمية الأميركية، لها قيمة كبيرة بالنسبة لي، فقد تم اختياري لأمثل وطني بين ملايين نساء العالم، فهذا النجاح هو تقدير لجهدي ومبادراتي التي بذلتها من أجل طلاب فلسطين، وقد أدرج اسمي في قائمة السيدات الملهمات بلقب أفضل معلمة فلسطينية، تقديراً وتشريفاً لوطني وشعبي».

وقد يهمك ايضا:

"التربية" المغربية تُعلن نتائج الدراسة الدولية للتوجّهات في الرياضيات والعلوم

طلبة الجامعات المغربية سيستفيدون من "الويفي" مجانا

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رنا زيادة المعلمة الفلسطينية الأكثر إلهاماً في العالم رنا زيادة المعلمة الفلسطينية الأكثر إلهاماً في العالم



GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca