آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

اختلفت حالة الطقس وأخذت كل شيء معها

تغير المناخ يكشف عن جيل جديد من زواج القصر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تغير المناخ يكشف عن جيل جديد من زواج القصر

الطفلة نتونيا ساندي
ملاوي ـ رولا عيسى

كانت الفيضانات هي السبب في أن السنة الأولى للطفلة نتونيا ساندي، في سن المراهقة ستكون أيضا هي السنة الأولى من حياتها الزوجية، وحتى اللحظة التي اجتاحت المياه حقل والديها في كاشاسو، في منطقة نسانجي في ملاوي، أصبحوا لا يجدون قوت يومهم، بعد ذلك اضطروا إلى تجميع القليل من الحطب لبيعه.
تغير المناخ يكشف عن جيل جديد من زواج القصر

لذلك عندما جاء شاب إلى بابهم وطلب يد البالغة من العمر 13 عامًا للزواج، فلم يفكر الزوجين في ذلك لفترة طويلة جدًا، خشية أن ينظر عن زوجة أخرى في مكان آخر، توسلت لهم نتوانيا لتغيير رأيهم. وقالت إنها كانت صغيرة جدًا، لم ترغب في مغادرة بيت والديها، ولكن كان ذلك دون جدوى، أجلسها والداها وقال لها: لقد تغير الطقس وأخذ كل شيء معه، لم يكن هناك ما يكفي من الغذاء لنقتات عليه، لم يتمكنوا من تحمل فم آخر على الطاولة.
تغير المناخ يكشف عن جيل جديد من زواج القصر

في تلك الليلة وضعت رأسها على السرير، لأول مرة مع الرجل الذي لم يسبق أن رأته من قبل واتبعت تعليمات عمتها، الذي دربتها على مسألة جنسية مهمة، وبعد عشرة أشهر، أنجبت ابنتهما الأولى، وأن لكل فرد فكرته الخاصة حول ما يبدو عليه تغير المناخ، بالنسبة للبعض، هي الرؤية المروعة للمدن وهي تختفي تحت الأمواج. 

ولكن بالنسبة للكثير والكثير من الفتيات في جميع أنحاء أفريقيا، فإن أكثر مظاهر تغير المناخ وضوحا هو جلوسها وهي تحمل صغيرها في حضنها أثناء مشاهدة أصدقائها يسيرون على الأقدام إلى المدرسة، وضع مشروع تقرير Brides of the Sun ، بتمويل من مركز الصحافة الأوروبي، في محاولة لتقييم حجم ما يحذر منه العديد من الخبراء ألا وهو أزمة حقيقية ومتعاظمة: ظهور جيل من زواج القصر كنتيجة مباشرة لتغير المناخ.

ومرة تلو الأخرى، في القرى من جنوب ملاوي إلى الساحل الشرقي لموزمبيق، تحكي المتزوجات القصر وأولياء أمورهم قصة مألوفة على نحو متزايد، وفي السنوات الأخيرة لاحظوا ارتفاع درجات الحرارة، وأصبحت الأمطار أقل قابلية للتنبؤ بها، وتحدث في وقت لاحق وأحيانا تحدث الفيضانات في مناطق لم تكن هناك فيضانات فيها من قبل، وقالت الأسر التي كانت قادرة في الماضي على إطعام وتعليم العديد من الأطفال أنهم يواجهون الآن حالة وظروف مستحيلة.

ولم يكن لأي من القرى أي وسيلة لتسجيل التغييرات علميا، أو شعرت بالفعل بأي رغبة في القيام بذلك. كل ما عرفوه هو أن الطقس قد تغير، وأنه قد كانوا قادرين على الدفع لفتياتهم للذهاب للمدرسة والآن لم يتمكنوا، والحل الوحيد هو أن تتزوج بنت أو أكثر.

في بعض الأحيان كان الآباء هم الذين اتخذوا القرار، لمصلحة بقية العائلة، لابد من أن تضحى الابنة. بأنها سوف تخرج من المدرسة وتعثر على زوج، فيقلل من عدد الأطفال الذي يجب عليه إطعامهم. في بعض الأحيان كانت الفتاة نفسها هي من تتخذ هذا القرار وتجبر والديها على قبوله. فهي غير سعيدة، وجائعة، وقالت أنها تأمل في أن الزوج قد يكون هو الحل.

كارلينا نورتينو تجلس مع زوجها، هوراسيو، في الرمل الجاف الذي هو كل ما تبقى من النهر الذي تدفق مرة في الماضي في قرية ناتاكا في منطقة لاردي في مقاطعة نامبولا، على الساحل الشرقي من موزامبيق.  تبلغ كارلينا 15 عاما، هوراسيو 16. تزوجوا عندما كانت 13 عاما، بعد عامين من اختفاء النهر، كما تقول.

تقول: "أتذكر عندما كنت أشاهد الناس هنا يصطادون. اعتدت على بيع السمك، أأخذه من الصيادين وأذهب لبيعه إلى القرية. كانت هناك مياه في كل مكان. أتذكر رؤية هوراسيو مع الصيادين الآخرين. ولكن بدون الأمطار ماتت الأسماك ".

كانت عائلتها معتادة على حصاد ما يصل إلى 20 كيسًا من نبات الكاسافا 50 كلغ، اليوم هو يحصدون واحد أو اثنين من الأكياس، إنها ترجع ذلك لعدم وجود الأمطار، ويقول هوراسيو: "لا أستطيع أن اصطاد الآن لأن الأسماك لا تجد المياه. اختفت المياه. الآن أقوم بالزراعة. قبل ذلك، كان المطر يبدأ في سبتمبر، ويستمر بانتظام حتى مارس/آذار الآن يأتي المطر فقط في يناير وفبراير. "

حلمت كارلينا بأن تصبح قابلة: كانت المدرسة أهم جزء من حياتها، "لم أكن أرغب أبدا في الزواج في تلك السن الصغيرة، أردت أن أذهب إلى المدرسة، ولكنن أبي أجبرني على الزواج، ولم يكن لدى الأسرة ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة، لذا قبل والدي بعرض الزواج لأنه لا يستطيع أن يدعمني للذهاب إلى المدرسة ".

ولدت طفلها الأول، وهو صبي، في وقت سابق من هذا العام. كانت هناك مشاكل منذ البداية. ولم تتمكن الأسرة من الذهاب إلى المستشفى للحصول على حاضنة وتوفي الطفل، "أنا واثقة من أنه إذا كان والدي وزوجي ليسوا فقراء، فإن ابني كان سيكون على قيد الحياة"، كما تقول.

لم يكن باختياره تزويجها وهي صغيرة، كما يقول والدها كارليتوس كاميلو، البالغ من العمر 49 عاما والذي اعتاد على دعم أسرته من خلال الصيد والزراعة، ثم تغير الطقس ولم يكن هناك المزيد من الأسماك، يقول"إذا كنت قادرا على إطعام أطفالي، لم أكن لأدفعها إلى الزواج وهي صغيرة. انظروا إلى بناتي الأخريات، ها قد ترعرعن، وذهبن إلى المدرسة، وتزوجن في سن عادية ".

وفي عام 2015، قدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 13.5 مليون طفل سوف يتزوجون دون سن الثامنة عشرة في ذلك العام وحده - 37.000 زواج قصر كل يوم - منهم 4.4 مليون تزوجن قبل بلوغهم سن الخامسة عشر. وفي جميع أنحاء أفريقيا، حذر الاتحاد في عام 2015 من أن فإن العدد الإجمالي للمتزوجات القصر يمكن أن يزيد عن الضعف ليصل إلى 310 ملايين بحلول عام 2050 إذا استمرت نفس الاتجاهات الحالية.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يتزوجون وهن صغيرات. في بعض المجتمعات، تعتبر هذه المسألة بسيطة وطبيعية؛ عندما يصل الأطفال إلى سن البلوغ، يبدأ السلوك الجنسي يحمل معه خطر الحمل. أما في مكان آخر، فالفقر هو المحرك: عندما لا يستطيع الوالدان تحمل تكاليف إطعام عدد من الأطفال، فعادة ما يتعين على الفتيات الذهاب.

ولكن مع ذلك، يتزايد الوعي بهذه القضية ورغبة الحكومات في معالجتها. وقد نصت ملاوي بعدم شرعية الزواج دون سن الثامنة عشرة في عام 2015 وكتبتها في دستورها هذا العام. وينبغي أن ينخفض ​​معدل زواج الأطفال. ومع ذلك فإنه لا يزال قائما، وفي موزامبيق يرتفع عدد المتزوجات القصر فعلا نتيجة لتزايد عدد السكان. و ها قد أدخل شيء آخر للمعادلة, إلا وهو تغير المناخ.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغير المناخ يكشف عن جيل جديد من زواج القصر تغير المناخ يكشف عن جيل جديد من زواج القصر



GMT 02:27 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المدارس البريطانية تُقدِّم للطلاب دروسًا في التأمّل

GMT 02:09 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يترجمون أفكار المرضى الذين فقدوا التحدث قريبًا

GMT 03:40 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسكتلندا تدرس تلاميذها إشكاليات "الشذوذ الجنسي"

GMT 01:07 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة بريطانية تمنع طلابها من قراءة مقالة لأكاديمي يساري

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca