آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس

أكادمية المملكة المغربية
الرباط-الدار البيضاء اليوم

تكريم للشعر المغربي، في شخص رائد من رواد الحداثة الشعرية في العالم العربي، احتضنته أكاديمية المملكة المغربية مساء الأربعاء بمقرها في العاصمة الرباط، في سياق احتفالها باليوم العالمي للشعر، بعد تأجيل لمدة سنة أملته الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا.في مستهل حفل تكريم صاحب ديوان "ما قبل الكلام"، قال عبد الحق الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، إن الشعر لدى محمد بنيس معرفةٌ جعلها مدارَ ممارسة وتفكير، وقد تجاوز نصف قرن باختيارات جابت مختلف الجغرافيات الشعرية العربية والعالمية، وأخلص لمشروع شعري وإبداع متواصل أغناه بتأملات نظرية وفكرية لا تكشف في العمق إلا عن جدوى القصيدة وضرورتها في عالمنا المعاصر.

وتوقف الحجمري عند العلاقة الوطيدة بين الشعر والحداثة، قائلا: "إن الحديث عن الشعر حتى لو كان قديما هو حديث عن الحداثة، لأن جوهره وكينونته زمنيةٌ، لا تستقر في مناطق العادة والمألوف، ومن أجل ذلك ينشغل الشعر بما هو كوني وإنساني وإن ارتبط وارتهن في الظاهر بالهويات والوطنيات، لأن سؤاله الأساس كامن في المعنى، أي في ما تنتجه القصيدة من قيَم للمجتمع لا تكتسب أهميتها إلا من حوارها مع اليومي".وأضاف: "أجدني مقتنعا أشد الاقتناع بأن للشعر فكره الخاص في مجتمع أضحى فاقدا لكل القيم النبيلة التي تستدعيها الحياة البسيطة وقد غدت معقّدة ومليئة بالتوتر والقلق، لذلك يدعونا الشعر للتفكير ومن داخل الشعر لنكتشف فضاء مشتركا ننتسب إليه".ولفت إلى أن هذا المنحى هو واحد من السياقات الثقافية التي ميزت العديد من التجارب الشعرية المغربية والعربية لدى كل من أحمد المجاطي ومحمد الخمار الكنوني وأدونيس ومحمود درويش ومحمد الماغوط، وغيرهم من الشعراء الذين أسهموا في أن يكون الشعر العربي المعاصر منفتحا على إرثه الثقافي الخصب والممتد في التاريخ، ومنفتحا في الآن ذاته على ثقافات العالم.

ويأتي احتفاء أكاديمية المملكة المغربية بالشاعر المغربي محمد بنيس، الذي يملك رصيدا مهما بأكثر من خمسة وثلاثين كتابا، منها 16 ديوانا شعريا ودراسات عن الشعر المغربي والعربي الحديث، انطلاقا من قناعة الأكاديمية بأن تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للشعر "هو مناسبة سانحة للاحتفال باللغة العربية وأدبها وفضائلها التي مكنت مبدعينا من تجديد موقعها بين اللغات الحية اليوم"، كما قال أمين سرها الدائم، مبرزا أن الشعر العربي أسهم وما مازال في تطوير اللغة العربية وأساليب التعبير.وأكد الحجمري أن أكاديمية المملكة المغربية، وعيا منها بما للشعر من أدوار ووظائف لغوية وقيمية في السمو بالمشاعر الإنسانية والقيم الكونية، تعتزم مواصلة الاحتفال بالأصوات الشعرية المميزة في المغرب وخارجه، مبرزا أن البحث في الأدب المغربي والعربي يحتل موقعا متميزا ضمن مشاريع أكاديمية المملكة، دليلا على العناية التي توليها للغة الضاد، لتعميق النظر في حاضرها ومستقبلها.

محمد بنيس، اعتبر الاحتفاء به في مقر أكاديمية المملكة المغربية "مناسبة مضيئة تلتقي فيها أمم وثقافات ولغات، مثلما يلتقي شعراء ومبدعون وقراء للاحتفال بالشعر فرحا بالحياة"، موردا أنه "بمثل هذا الفرح يكون الشعر مقاوما للتعصب والكراهية، ويكون تضامنا مع ضحايا المآسي في العالمي".ولم يفت بنيس الإشارة إلى أزمة جائحة كورونا التي ما زالت مخيمة على العالم، بقوله: "منذ بداية تسعينات القرن الماضي، أخذ صوت الدمار يصرخ في وجه الحياة وينهشها، ثم ها هي الإنسانية قد أصبحت موحدة في مأساة الجائحة التي اعتقلتنا طيلة سنة كاملة في بيوتنا ولا تزال، وهي علامة من علامات ما أصبح ينذر البشرية خلال بداية القرن الواحد والعشرين بقتامة مصيرها".وأكد بنيس ضرورة الشعر كأداة لتصريف قلق الإنسان عند الأزمات والشدائد، قائلا: "لذلك، فإن الشعر في زمن الشدة التي نعيشها كما في أزمنة الشدة عبر العصور، هو نُصب الحياة والحيوية التي تقترب منه نفوس العارفين، من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والمتصوفة والفنانين الذين كانوا دائما قريبين من الشعر كلما ضاقت حقيقتهم".

وأضاف أن الشعر "تجربة يخترق بها الإنسان في أعماقه التخوم، حيث تصبح الحدود هي اللاحدود، والنهاية هي اللانهاية، سؤال يمضي ويعود عن الحياة والموت، عن الجميل والحر. الشعر يستمر في الحضور بقدر ما يستمر في التحدي بأن يبقى سيدا، كلاما يُديم الكلام الذي به نحيا، طريقةً متفردة في إحساسنا بالذات والعالم".ولئن كان للشعر يوم عالمي يحتفل به العالم، فإن بنيس اعترف بأنه، كغيره من الشعراء، يدرك بأن حضور الشعر في حياة الناس يتقلص شيئا فشيئا، منبها إلى أن "تغييب الشعر عن حياتنا يؤدي ليس فقط إلى فقدان الكلام الذي يُنعش الحواس، ويهجج نارها الخلاقة وينقلنا إلى حيث اللانهاية في الرؤية والمعرفة، بل يؤدي إلى هجران اللغة ذاتها".وأضاف أن أي لغة، كيفما كانت، "تحتاج إلى الشعر حتى تكون وتبقى لغة طبيعية، ذلك أن الشعر ليس مجرد حلْية تزين الكلام، بل إنه إيقاع ذاتٍ في أقصى عنفوانها تتموج في مائها اللغة، وهكذا يحافظ الشعر على حيوية اللغة وهو ينقلها من المعلوم إلى المجهول".

قد يهمك أيضا:

لالة العلوي تصدر مجموعتها الشعرية الأولى "مهموس رخو من أقصى الشعر"

 تتويج أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بجائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس أكاديمية المملكة المغربية تحتفي بالشعر والحداثة عبر تكريم محمد بنيس



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca