آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الكاتب المغربي إدريس الجاي يلامس الشعور في قصائد وأزجال العربي عيشان

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الكاتب المغربي إدريس الجاي يلامس الشعور  في قصائد وأزجال العربي عيشان

العلم المغربى
الرباط - كمال العلمي

قال الكاتب والحكواتي إدريس الجاي: “لا يزال ذلك العشق المتأجج داخل الشاعر العربي عيشان للوطن، على الرغم من بعد المسافة بينه وبين رحابه، يزيده لوعة وحنينا وإجلالا للكلمة الملقاة والعبارة المهداة”، مشيرا إلى أنه “من مدينة هانوفر عاصمة ولاية ساكسونية السفلى الألمانية يشده الحنين إلى أغوار وثغور المنبع والجذور، فيتألق في عينيه بريق الوطن، ثم يجعله يسيل حبا وشوقا مترجما إلى قصائد وأزجال تفوح منها رائحة مديح ظل المغرب العالي”.

وأضاف الجاي، في مقال له حول “الشعر شعور وامتداد”، أن حياة الهجرة “لم تحل بين الشاعر العربي عيشان وبين أن يصنع لنفسه مكوكا من الكلمات والألحان يقلص به مسافات آلاف الكيلومترات التي تفصل بينه وبين الوطن، فجاء اللقاء الفني بينه وبين نور الدين الرجراجي تكاملا وإضافة غنية إلى خزانة الملحون، إضافة منحته العودة إلى مراتع الصبا وفضاءات الطفولة والشباب، بلغة منسابة تتراوح بين الرمز والإشارة”.

هذا نص المقال:
لا يزال ذلك العشق المتأجج داخل الشاعر العربي عيشان للوطن، على الرغم من بعد المسافة بينه وبين رحابه، يزيده لوعة وحنينا وإجلالا للكلمة الملقاة والعبارة المهداة. فمن مدينة هانوفر عاصمة ولاية ساكسونية السفلى الألمانية يشده الحنين إلى أغوار وثغور المنبع والجذور، فيتألق في عينيه بريق الوطن، ثم يجعله يسيل حبا وشوقا مترجما إلى قصائد وأزجال تفوح منها رائحة مديح ظل المغرب العالي. فتتفتح قصائده ألوانا وتنفرج باقات أزهار ومواويل ثرة، تهديها أصوات جمهرة من المنشدين المتمرسين الحياة وتجعلها تينع في حدائق رحاب الملحون. منهم الشاعر والمنشد البليغ محمد الحضري والمنشد سعيد كنون وعائشة سهوم أو البشير الخضار، ثلة من الحفاظ استهوتها قصائده، فهرعت إلى تنميقها وتطريزها بأصواتها الرنانة الشجية. إنها قصائد تحمل اللوعة والعشق العيشاني لمحبوبة حاضرة ومتخيلة، حملت أسماء وصفات تارة تلميحا وأخرى تصريحا. ترجمتها مجموعات شعرية تفوح دفاترها بنكهة الحلم ومساحات الخيال الشعبي وتسبح في دنيا الرموز والأسطورة، عبر الشاعر عنها وعن خلجات دواخله في دواوين: “الحراز”، “كلام مطرز”، “شرق ولا غرب”، “خال وشامة”، “الطير الحر”، “روح الروح”.. أحد عشر ديوانا خطها قلم العربي عيشان وسالت بأنفاس عشقة الذائب، “والخير للقدام” كما يقول التعبير الشعبي.

ثم التحم شعره بشوقه من جديد وتلاحم بصوت مبدع آخر من مدينة مسقط رأسه مراكش الفنان نور الدين الرجراجي، الذي عرفته مهرجانات ولقاءات ملحونية على الصعيد الوطني، سواء في فاس أو مراكش أو الرباط أو مكناس أو سجلماسة.. فقد التحم الصوت الإنشادي والصورة الشعرية، ليفتحا معا درب طريق ركائزه الاستهلالية ثلاثية ملحونية: “ليعة الغرام”، “نقض العهد” و”نواح الجراح”.

لم تحل حياة الهجرة بين الشاعر العربي عيشان وبين أن يصنع لنفسه مكوكا من الكلمات والألحان يقلص به مسافات آلاف الكيلومترات التي تفصل بينه وبين الوطن. فجاء هذا اللقاء الفني بينه وبين الرجراجي تكاملا وإضافة غنية إلى خزانة الملحون، إضافة منحته العودة إلى مراتع الصبا وفضاءات الطفولة والشباب، بلغة منسابة تتراوح بين الرمز والإشارة.

إن حياة العربي عيشان في هانوفر بألمانيا منذ سنة 1972 لم تكن عائقا أمامه أن يبدع أشعاره الخاصة بلغته الخاصة، بتصوراته الخاصة. لغة تُحدث البعيد من خلال مقاربته لحياة تختلف في كل مناحيها عن معيشه اليومي في بلاد الهجرة. فأعماله الجديدة “ليعة الغرام”، “نقض العهد” و”نواح الجراح”، التي أداها نور الدين الرجراجي بكل احترافية ومهنية فنية متقنة، يتزاوج فيها الذاتي بالموضوعي، الخيالي بالواقعي، أحداث ولت وأخرى جراحها لا يزل القلب يدمى من أثرها، مشاعر خرجت إلى الوجود، كلمات خطها الشاعر بمداد الأشواق والخيبة والترجي وترجمها صوت الرجراجي إلى حدائق نغمية موسيقية تستقي طبوعها من ميازين الرهافة الصوتية ونبرات الأحاسيس الطافية فوق يم ينساب فيه نغم مديد.

قد يهمك ايضًا:

سبعة مغاربة يتنافسون على جائزة شعرية دولية من بينهم عبد الرحيم الخصار

شاعر مغربي يحل خامسا في مسابقة "أمير الشعراء"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب المغربي إدريس الجاي يلامس الشعور  في قصائد وأزجال العربي عيشان الكاتب المغربي إدريس الجاي يلامس الشعور  في قصائد وأزجال العربي عيشان



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca