آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"أصيلة" المغربية تقيم حديقة تحمل اسم الكاتب والإعلامي عبد الكريم غلاب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

حديقة تحمل اسم عبد الكريم غلاب
الرباط - الدار البيضاء

سيراً على عادتها في الاحتفاء بالكتاب والمثقفين، قرر مجلس بلدية أصيلة المغربية إقامة حديقة ثامنة تحمل اسم «عبد الكريم غلاب»، الكاتب والروائي والإعلامي المغربي الراحل.وتقع الحديقة، التي بدأت، أخيراً، أشغال تهيئتها على مساحة تقارب ثلاثة آلاف متر مربع، قبالة «دار الصباح للتضامن» التي بُنيت على مساحة أربعة آلاف متر مربع كَهِبة من أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لتكون مركزاً ثقافياً واجتماعياً يساعد الضعاف والمحتاجين، وتوظَّف فضاءاته لمحاربة الأمية للكبار (نساءً ورجالاً)، وتعليم الشباب الدراسات الإعلامية الإلكترونية، واللغات، والعناية بالأطفال التوحديين، إلى جانب تقديم خدمات اجتماعية أخرى متنوعة.

وتوصف «أصيلة» بأكثر من لقب، بينها أنها «مدينة الفنون» و«عروس البحر» «ومدينة القلب» و«جنة الألوان». كما تُعرف بحدائقها التي أخذت أسماء عدد من رموز الثقافة والإبداع الأدبي، في المغرب والعالم العربي وأفريقيا.ويرجع فضل تهيئة وتسمية هذه الحدائق إلى القائمين على تنظيم «موسم أصيلة الثقافي الدولي»، الذين عملوا على مدى دوراته السابقة على افتتاح هذه الحدائق، بشكل يمنح حدث تسمية حديقة أبعاداً ودلالات تكرس ثقافة الاعتراف والتقدير لمن أغرتهم أصيلة وفتنتهم حتى هاموا بها، فضلاً عن غرس قيم الجمال لدى أجيال الغد من أبناء المدينة.

ولعل من الملاحظات الجميلة التي تستوقف زائر أصيلة أن تتجاور، ضمن مساحات متقاربة، حدائق بأسماء عدد من كبار الأدب والفن والثقافة، الذين مروا من أصيلة، للمشاركة في فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي منذ انطلاقه عام 1978 باستثناء محمد عابد الجابري، فارتبطت بهم المدينة في «علاقة نادرة بين المكان والزمان». يتعلق الأمر بسبع حدائق تحمل أسماء: الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والروائي السوداني الطيب صالح، والشاعر العراقي بلند الحيدري، والمفكر المغربي محمد عابد الجابري، والقاصّ والشاعر المغربي أحمد عبد السلام البقالي، والفيلسوف المغربي محمد عزيز الحبابي، والشاعر الكونغولي تشيكايا أوتامسي.

وسبق لموسم أصيلة الثقافي الدولي، في دورته الـ33 عام 2011 أن كرّم غلاب، الذي توفي في 14 أغسطس (آب) 2017، وأصدرت له «مؤسسة منتدى أصيلة»، بالمناسبة، كتاباً، بعنوان «عبد الكريم غلاب: الإنسان والأديب».ومن المنتظر أن تضم «حديقة عبد الكريم غلاب»، في جزء منها، فضاءً لمختلف ألعاب الأطفال وتلاقي الأسر، كما ستقام بها مكتبة صغيرة للأطفال.وتعتزم بلدية أصيلة تعميم مثل هذه الفضاءات في الأحياء الشعبية الأخرى التي جرى تأهيلها أخيراً، حيث رُصفت الطرقات والأرصفة، وجرى تجديد شبكات الإنارة العامة والصرف الصحي، وكذلك صرف مياه الأمطار.

وقررت بلدية المدينة، في دورتها الخريفية، إطلاق أسماء شخصيات ثقافية وفنية وفكرية على شوارع وميادين في المدينة، بينهم الفنانة والوزيرة المغربية الراحلة ثريا جبران، والكاتبة والباحثة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، والكاتب الروائي المغربي الراحل محمد شكري، والفنان التشكيلي المغربي الراحل ميلود الأبيض. كما قررت إطلاق اسم الكاتب المصري الراحل جميل عطية إبراهيم على زقاق بالقرب من ثانوية الإمام الأصيلي. وكان جميل عطية قد درس بأصيلة في بداية سبعينات القرن الماضي، وكتب عن هذه التجربة رواية «أصيلا».

وقال محمد بن عيسى، رئيس مجلس بلدية أصيلة، إن مستشاري المجلس يتباحثون حالياً بشأن الفضاء أو المؤسسة التي ستحمل اسم الفنان التشكيلي المغربي الراحل، ابن أصيلة، محمد المليحي.كما تعتزم بلدية المدينة تكريم عدد من الرواد الذين شاركوا في مواسم أصيلة الثقافية الدولية منذ بدايتها، وإطلاق أسمائهم على شوارعها وساحاتها. ويتعلق الأمر بالمفكر والباحث الفرنسي من أصل جزائري، الراحل محمد أركون، والكاتب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي وغيرهما.

ويمكن القول إن الشهادات المنشورة لعدد من مثقفي العالم، الذين شاركوا في فعاليات موسم أصيلة، منذ إطلاقه، تلخص تلك العلاقة الدافئة التي جمعتهم بالمكان وأهله. ومن بين تلك الشهادات، نكون مع تشيكايا أوتامسي، الذي كتب عن أصيلة: «هي مدينة. الفن سيد مصيرها، وسيد شارعها. تولّد رغبة عارمة في أن تتحول الحياة إلى عيد يُحتفى به في كل وقت. ولجميع الأسباب. أصيلة أحبها حباً هو الهيام. أصيلة، لا أتوقف عن الرجوع إليها واستعادة مذاق السكينة والصبر. بلدة سرعان ما تعرف خفاياها مثل قلب تحبه، مع ذلك لا تتوقف عن التماس الدليل على أنك ما زلت محبوباً. والبرهان في ضوء جدرانها الكلسية البيضاء. الشمس تعطيها مذاق الحلوى. هنا تحس شهوة عارمة للحياة، تشتهي أن تكون قطة تطلب لطف الملامسة. جدران أصيلة نشيد هامس للأيدي التي شكلتها».

من جهته، لم يُخفِ الشاعر العراقي بلند الحيدري عشقه للمدينة المغربية وإعجابه بتجربة وقيمة موسمها الثقافي الدولي. وكان شيئاً جميلاً أن يُضمّن الحيدري عشقه وإعجابه قصيدة رائعة هزت وجدان كل من قرأها، أعطاها عنوان «وأصيلة إذ تحيا... أحيا»، قالها في رثاء تشيكايا أوتامسي، نقرأ في بعض مقاطعها: «تشيكايا - لا تمضِ - يا من أحببت بوهجك كل الأرض - لا تمضِ - فأصيلة قد كبرت... صارت أجمل من كل صبايا - الدنيا - وأصيلة إذ تحيا... نحيا - صارت تفهم سر الدمعة والضحكة في عينيك - وصارت تعرف مَن قطع كل أصابعي العشر - ومَن ألقى في النهر بعمري - ومَن داس رؤايا - صارت تكتب شعراً... ولمن ستغنّي - حفظت كل حكايات الإنس - وكل حكايات الجن - وصارت شيئاً منك وشيئاً مني - وصارت تعرف أن العم تشيكايا من بعض صباها - تؤمن أن تشيكايا لن ينساها - لكن تشيكايا - لوّح لي ولها ومضى في العتمة حتى أقصى - أمداها - هل مات تشيكايا؟! - (...) - لا لم أسأل - أتململ في الحرف لأحرج هذا الصمت - لأحرج هذا الموت - فأنا أعرف - وأصيلة تعرف... أنك ما متّ - وستأتي في هذا الصيف، وبألفَي طَيف - وستأتي في الصيف القادم... لا بد أن تأتي - وكما كنت كبيراً - وكما أنت... كبير... أكبر من كل الموت - هل مات تشيكايا؟! - لوّح لي بيديه وقال: سآتي - فأصيلة بيتي - وستبقى بيتي - وأصيلة إذ تحيا... أحيا - وستبقى أكبر من أن تبحث عني في رجل ميت».بدوره، قال الراحل الطيب صالح، في عشق أصيلة: «هذه المدينة السحرية تغلغلت في كياني. ولا شك أن الناس سيذكرون من بعد، عندما تنتهي رحلة الحياة أنني كنت أحد الذين ارتبطوا بها».

قد يهمك ايضا:

جنازة الراحل عبد الكريم غلاب في الرباط تجمع العثماني وشخصيات سياسية

طلب جماعي لأكاديمية المملكة يدعو إلى إنشاء "دار تاريخ المغرب"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصيلة المغربية تقيم حديقة تحمل اسم الكاتب والإعلامي عبد الكريم غلاب أصيلة المغربية تقيم حديقة تحمل اسم الكاتب والإعلامي عبد الكريم غلاب



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:56 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:15 2020 السبت ,16 أيار / مايو

بريشة : هارون

GMT 22:06 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم"يكشف تفاصيل أزمة محمد رشاد ومي حلمي كاملة

GMT 20:23 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 22:59 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت تزيين الطاولة للمزيد لتلبية رغبات ضيوفك

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يستلم من إيطاليا تمثال "الثور المجنح" بعد ترميمه رسميًا

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان

GMT 06:59 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ندا موسى تكشف عن كواليس "ياباني أصلي"

GMT 03:39 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصور بريطاني يكشف مأساة النسور بكاميرته
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca