آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"حمام إسلامي" من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

الحمامات القديمة
مدريد-الدار البيضاء اليوم

ظهر حمام إسلامي يرجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وهو مليء بزخارف جدارية هندسية بالغة الروعة مع منارات للإضاءة تتخذ شكل نجوم ثمانية الرؤوس، على صورة غير مكتملة قليلاً، من الجدران والسقوف المقببة الخاصة بإحدى الحانات الشهيرة في قلب مدينة إشبيلية في جنوب إسبانيا. وفق ما ذكرت «الغارديان» البريطانية.وكان أصحاب حانة «سيرفيرسيريا غيرالدا»، التي كانت تقدم مختلف المشروبات للرواد بالقرب من كاتدرائية إشبيلية منذ عام 1923، قد قرروا في الصيف الماضي الاستفادة من الأعمال المحلية في إصلاح الطرق وانتشار وباء كورونا المستجد بالبدء في أعمال تجديد الحانة تلك التي تأخرت لفترة طويلة من الزمن.رغم أن الأساطير المتداولة محلياً مع الوثائق التاريخية الغربية تشير إلى أن موقع الحانة ربما كان يضم حماماً شعبياً قديماً في يوم من الأيام، فإن أغلب الناس قد اعتقدوا أن المظهر القديم لحانة «سيرفيرسيريا غيرالدا» يعود إلى الطراز الموديغاري المعماري (شكل من أشكال المعمار النهضوي في الحضارة الموريسكية القديمة على شبه جزيرة إيبيريا)، أو الطراز النهضوي الإسلامي القديم، حيث بنى المهندس المعماري «فينسنت ترافير» الحانة والفندق المجاور على أطلال الحمام القديم في أوائل عشرينيات القرن الماضي.

يقول أنطونيو كاسترو، وهو أحد ملاك الحانة الأربعة: «كان هناك كلام قديم عن وجود حمام في هذا المكان، لكنه لم يبلغ حد إقناع المؤرخين كافة، واعتقد البعض أنه حدث بعد مرور فترة طويلة من الزمن. وكنا نقوم ببعض أعمال التجديد والصيانة، ومن ثم استدعينا أحد علماء الآثار، وهكذا اكتشفنا وجود الحمام القديم».كان عالم الآثار الفارو خيمينيز على دراية بهذه الشائعات القديمة. ولكنه على غرار الكثيرين هناك، تصور أنها مجرد أقاويل خيالية من الماضي العتيق. وفي أحد أيام شهر يوليو (تموز) الماضي، كان فريق العمل يواصل العمل عبر الغلاف الجصي الذي يغطي سقف الحانة عندما اكتشفوا كوة صغيرة تتخذ شكل النجمة ثمانية الرؤوس.قال خيمينيز: «بمجرد أن رأينا أحد منافذ الإنارة تأكدنا تماماً من هوية المكان، فلا يمكن أن يكون أي شيء آخر سوى الحمام. وكان لزاماً علينا متابعة نمط منافذ الإضاءة في السقف».وسرعان ما أسفر اكتشافهم عن قطعة بديعة من التصاميم القديمة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي إبان عصر حكم الخلافة الموحدية في الأندلس التي بسطت سيطرتها قديماً على ما يُعرف اليوم في إسبانيا والبرتغال، فضلا عن مساحات شاسعة من الشمال الأفريقي.

وأضاف عالم الآثار قائلا: «من ناحية الزخارف، كانت تلك الحمامات القديمة تحتفظ بأكبر قدر ممكن من الزخارف الجدارية الهندسية المحفوظة لأي من الحمامات الشعبية الأخرى المعروفة في شبه جزيرة إيبيريا». واستطرد قائلاً: «كل شيء هنا مزخرف ومزين بكل تأكيد، ومن حسن الحظ أنه نجا عبر الأزمنة الطويلة. والخلفية عبارة عن ملاط من الجير الأبيض المنقوش بخطوط، ودوائر، ومربعات هندسية بديعة. وأعلى ذلك، هناك لوحات من لون أحمر مُصفر لنجوم ثمانية الأذرع، وزهور متعددة الوريقات مع ثماني بتلات لكل منها. ويتبادل هذان التصميمان ويتشابكان في تأقلم جميل مع باقي الأشكال الهندسية المتنوعة لمنافذ الإنارة في الحمام».وفي حين أن الكثير من مواد التبييض بحاجة إلى التنظيف من أجل الكشف عن الطلاء الأحمر أسفلها، فإنه جرى الحفاظ على نمط الحمام التقليدي وإصلاحه. ومن المقرر إعادة افتتاح حانة «سيرفيرسيريا غيرالدا» للجمهور مرة أخرى في غضون أسبوعين أو ثلاثة.

وقال خيمينيز، الذي وصف نوعاً من المحاذاة الحتمية لعدد من الأشياء المختلفة في الحمام: «لقد أعيد الحمام والحانة إلى الحياة من جديد، وصارا معا شيئاً رائعاً للغاية. لقد اشتمل الأمر على الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب مع شيء من حسن الحظ».ويتطلع كاسترو رفقة شركائه الأربعة إلى فصل جديد من تاريخ الحانة الطويل. ولكنهم يتناوبون الشراب أيضاً احتفالاً بالبصيرة الثاقبة للمهندس المعماري «فينسنت ترافير».وأخيراً قال كاسترو: «كانت تلك الحانة من أشهر الحانات في الماضي، وسيتمكن الناس حالياً من المجيئ إلينا لتناول المشروبات المفضلة في تلك الحانة القديمة التي كانت حماماً تقليدياً في القرن الثاني عشر. وإنه لأمر جيد جداً أن المهندس المعماري من عشرينيات القرن الماضي احترم في أعماله الحمامات القديمة، ولربما كان آخرون حطموا كل شيء لأجل بناء تلك الحانة، لذا نحن ممتنون له كثيراً».

قد يهمك أيضا:

قلعة "مارد" الشامخة في "الجوف" السعودية تُبرز تفاصيل الفن المعماري الفريد

متحف فرنسي يجمع "أغراض الحجر" أبرزها الكمامة ولعبة طاولة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمام إسلامي من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية حمام إسلامي من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca