آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سُمِح في ذلك الوقت للكثير مِن الإناث بالوصول إلى الحُكم

كتاب لـ"كارا كوني" يكشف عن قوّة الإناث في التاريخ القديم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - كتاب لـ

كتاب لـ"كارا كوني"
القاهرة ـ المغرب اليوم

تحمل آلهة الأنوثة في مصر القديمة وجهين، الأول وجه قطة ويرمز للرعاية والحماية، والثاني وجه لبؤة ويعني الهجوم، لكن في كلا الوجهين، وإن كانا يخلدان صورة المرأة القوية فإن دور المرأة كان مقتصرا على حماية ورعاية السلطة الرجولية للدولة آنذاك، وهو أمر يرى مراقبون أنه لا يزال ينطبق بشكل أو بآخر على النساء في مجال السياسة اليوم، فقد استخدمت النساء في مصر الفرعونية قوتهن الكبيرة لمساعدة الرجال من حولهن، فقد عملهن على حمايتهم بضراوة من الأذى، وكذلك الحفاظ على نظام الحكم القائم.

ويكشف كتاب وضعته الكاتبة الأميركية كارا كوني، عن 6 ملكات من مصر القديمة، عن جانب مثير للقلق وصعب من قوة الإناث في التاريخ القديم، يستحق أن يتم التذكير به اليوم.

وتقول كوني، التي درست علاقة النساء بالقوة في العالم القديم، إنه رغم وصول عدد من النساء إلى مناصب عليا اليوم، باعتباره مؤشرا على تقدم الحكومات والشركات فإن التاريخ يُظهر أن العدد لم يكن شاغلا بقدر ما كان ينظر إلى أفعالهن بعد الوصول إلى هذه المناصب الكبيرة في الدولة، ففي مصر القديمة وصلت 6 نساء على الأقل إلى موقع صنع القرار، ناهيك بعشرات أخريات ممن عملن نائبات لملكات أو كاهنات بدرجات عليا، أو زوجات مؤثرات، حسب ما ذكرت مجلة "تايمز".

وتقول كوني إن مصر القديمة سمحت للكثير من الإناث بالوصول إلى سدة الحكم أكثر من أي مكان آخر على وجه الأرض اليوم، وتتساءل: "هل كان هذا المجتمع بطريقة ما أكثر تقدما مما قد نتوقع؟" الجواب السريع: لا، فقد كرست الملكة ميرنيث، من الأسرة الفرعونية الأولى، قوتها من أجل رؤية ابنها الصغير "دين" ملكا، إلى أن انتهى به المطاف ليصبح أطول ملك معمر وأكثرهم نجاحا في تلك العائلة.

وحكمت الملكة حتشبسوت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، وهي من الأسرة الفرعونية الحاكمة الثامنة عشرة، للحفاظ على قوة ابن أختها الملك الصغير تحتمس الثالث باعتبارها وصية عليه.

وعرفت الملكة نفرتيتي من الأسرة ذاتها، كحاكمة كانت تمهد الطريق للرجال القادمين للحكم، وأبرزهم الشاب آنذاك توت عنخ آمون، المشهور جدا لنا اليوم، ويرقد في قبره السليم في وادي الملوك، كما وجدت الملكة تاوسريت، من الأسرة التاسعة عشرة، طريقها إلى السلطة من خلال الحكم نيابة عن ملك مرتقب كان صبيا، قبل أن تسيطر على المملكة وتحوز القوة لنفسها وحدها.

ولم تخف تاوسريت طموحها السياسي، إذ قضت على المنافسين، لكن مثل هذه الطموحات النسائية لم يتم التسامح معها، وقد تم تنحيتها بانقلاب نفذه أحد أمراء الحرب في وقت كانت تزداد مصر القديمة قوة عسكرية يوما بعد يوم.
أما الملكة كليوباترا، التي قادت تمرد ضد إخوانها من أجل السيطرة على الحكم الذي تقاسمته مع أخاها بطليموس الثالث عشر، فقد عادت لتعلن عن نفسها "إيزيس الجديدة" (آلهة رئيسية في الديانة المصرية القديمة)، مما مهد الطريق إلى الملكية لابنها بطليموس الخامس عشر.

ويحكي كتاب كوني قصص ست ملكات قويات، 5 منهن أصبحن ملكات بسلطات كاملة، ومع ذلك، كان على كل واحدة منهن أن تتأقلم مع أنظمة السلطة الأبوية من حولها، بدل تكريس حكم أنثوي جديد، ومن هنا كانت قصة القوة النسائية في مصر القديمة مأساوية.

وهكذا، فعندما ننظر إلى قوة النساء في العالم اليوم، كما تقول كوني، يجب ألا نفترض أن وجود امرأة في منصب عالٍ كفيل بأنه يكون منارة تقتدي به الأخريات، بل يجب علينا أن نسأل: هل هؤلاء النسوة يقمن بدور حقا؟

وتشير الكاتبة إلى المملكة المتحدة كنموذج، فنظامها البرلماني انتخب اثنين من رؤساء الوزراء الإناث على مدى العقود الأربعة الماضية.

وتتساءل ما إذا كانت مارغريت تاتشر وتيريزا ماي قد تحدتا أو حمتا الأجندات التي يحركها الرجال من حولهن.

كما شهدت كل من الهند وباكستان صعود نساء إلى سدة الحكم خلال نصف القرن الماضي، لكن هؤلاء النسوة دخلن إلى السلطة من باب آبائهن وأزواجهن وإخوانهن.

وتبرز اليوم أيضا إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كواحدة من النساء اللاتي لهن منصب (غير رسمي) في البيت الأبيض، متكئة على أبيها.

وتشبه الكاتبة النساء اللاتي يصلن إلى مواقع متقدمة في الحكم بنساء الأمس، مثل نفرتيتي وكليوباترا، وتقول إن "هذه هي مأساة القوة النسائية... إن معظم النساء في السلطة اليوم كما في الأمس، يخدمن فقط الوضع الراهن".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب لـكارا كوني يكشف عن قوّة الإناث في التاريخ القديم كتاب لـكارا كوني يكشف عن قوّة الإناث في التاريخ القديم



GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

دي بروين يؤكّد أن مقارنته مع محمد صلاح أمر صعب

GMT 02:11 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

أنور رحماني يطرح روايته الجديدة "هلوسة جبريل"

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "غراند كونتيننتال" إيطاليا حيث الجمال والعزلة والهدوء

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 12:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يحصل على خدمات ساندرو راميريز على سبيل الإعارة

GMT 06:32 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

كيرا نايتلي أنيقة وملفتة في مهرجان "سندانس"

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 23:24 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ميسي يسجل هدفًا ويصنع آخر لبرشلونة أمام ليفانتي

GMT 03:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الديكور الرائع يزين شقة بنتهاوس ويجعلها فريدة من نوعها

GMT 10:48 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إيران تستعدّ للمنتخب المغربي ببطولة رباعية في الدوحة

GMT 17:29 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تستضيف فرقة الأصدقاء في برنامجها على الـ"CBC"

GMT 18:38 2016 السبت ,20 شباط / فبراير

مي عز الدين في عيادة مجد ناجي على "إنستغرام"

GMT 19:57 2014 الإثنين ,04 آب / أغسطس

فراخ بانيه بالجبنة الرومي

GMT 19:39 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ملك المغرب يؤدي صلاة الجمعة مع ولي عهد أبوظبي

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوديا كاردينالي تتحدث عن علاقتها الخاصة بعمر الشريف

GMT 00:59 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

حواجب غريبة لفتاة روسية تثير ضجة كبيرة على الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca