آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

محمَّد كنوف في حديث خاص لـ"المغرب اليوم":

الموهبة ضروريَّة كي يمارس المرء كتابة ناجحة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الموهبة ضروريَّة كي يمارس المرء كتابة ناجحة

الشَّاعر محمَّد كنوف
مراكش ـ ثورية ايشرم

كشف الكاتب والشَّاعر محمَّد كنوف في حديث خاص لـ "المغرب اليوم" أنّ الكتابة لا تأتي من فراغ بل يجب أن يتوفر كلّ كاتب على موهبة أولًا كي تقوده إلى الإبداع وترويض الحروف كيفما يشاء، فالموهبة ضروريَّة وهي تولد مع الإنسان منذ الحليب الأول، وتكبر وتشاغب وتورِّط صاحبها؛ لأنها الشّرخ الواضح في مرايا المبدعين، وهي الفاصل الواضح بين من هو موهوب وبين من هو صانع للموهبة.
وأكّد أنه "لا يمكنني أن أكون شاعرًا إلا إذا اختلطت الكريات الحمراء في دمي بكمياء الموهبة التي بدونها لن تكون مبدعًا مهما كانت قامتك التحصيلية العلمية ، كأي طفل شقي الوضع مشاغب كالريح وهائج كالبحر وعاشق حتى الموت ، رأيتني أكتب ثم أكتب عن كل الأشياء التي أوهمتني بأنني مميز ، وأنا أكبر كنت وما زلت أربي حروف الكلام وأعتني بالخطاطيف الشاردة باللغة الغنائية تارة وبالتأمل في اللغة وبها في الكينونة الطائشة ، أحاول أن أرتب قلبي على عقارب الوقت وبكل المقاييس ."
وأضاف السيد محمَّد أن "علاقته بالقصيدة والكتابة علاقة قوية وكل واحدة ترتبط بالأخرى فأحيانًا يبدأ شاعرًا وفجأة ينتهي ناثرًا , وعكس ذلك تماما يحدث أيضًا، وكشف أنه يرتاح فقط في سرير اللغة ولا ينام إلا على ركبتيها الجميلتين، لا يفرق كما بقيّة المبدعين بين الارتياح لفصيلة دون أخرى، وأكّد أنه لغته هي من تسوسه بلجام الجمال ، وهي من تختار له حديقته، وهي الوردة التي يعطر بها نصه الجديد ، شعرًا كان أم نثرًا، لا فرق بين الوسادتين ، ولا فرق عنده بين الجميلتين، وأوضح أن الكتابة عامة تحمل ذكريات طفولة عاشها وما زالت تراوده، خاصة في كتاباته الطفولية التي أطلق عليها اسم " كبدانة " والتي اعتبرها التردد المستمر للروح، وهي التراب الذي لا يستطيع أي منظف أن يغسله عن ثوب الذاكرة، وكشف أنه حين يذكر كبدانة، فمعناه إيقاظ طفولته الصغيرة في قلبه، وأكّد أنه لا يمكن تصور كبدانة أو بالأحرى قبيلته التي نشأ فيها بدون شيئين اثنين: البحر وحجر ماواس البحر أيقونة الملح الواسعة التي ربته موجته على اكتشاف الأعماق الطبيعية والآدمية، أما حجر ماواس فهو الرابض فوق جبال القبيلة هناك والتي تدعى سبعة رجال، وكأنه ثامنهم.
وأشار الشاعر كنوف إلى أنه يقرأ بخمس لغات الرواية الشعر والقصة، لكنه لا يفضل مبدعًا معينًا حتى لا يحاصر الذوق بطعم معين، وأكّد أنه انتبه مبكرا لهذا الأمر، لذلك اختار التنوع نصًّا وشكلًا وذوقًا،و أشار إلى أنه يستريح جدًّا حين يدخل المختبر اللغوي الخاص بأدونيس، ويكون مزهوًّا جدًّا بغنائية محمود درويش، أما الرواية وفن الحكي والقص فهناك الكثيرون ممن يأسرون ذائقة شاعرنا، مثل صنع الله إبراهيم ، عبدالرحمن منيف ، محمَّد زفزاف، وأحمد بوزفور ، وغيرهم من المبعدين، إضافة إلى المبدعين العالميين".
وأضاف مكنوف أن "الشاعر أو الكاتب نرجسي بطبعه، لكنها حالة ليست مرضية تمامًا، إنما هي نتيجة التراكمات الذاتية الخفية منها والعلنية ، وهي طيش لغوي جميل لا يعيب المبدع أبدا، ولا دخل للتربية في ذلك، وأكّد أن النرجسية هي الغواية الذاتية والتبصر القلبي الجميل، وأشار أنه غالبًا ما يلاحظ الكثيرون أن كتاباته يغلب عليها الحزن رغم أنه مرح بطبعه، فالحزن جزء من الواقع نعيشه يوميًّا على هذه الأرض ، الحروب والإرهاب والقتل والجوع والفتن وبأسماء وإحالات متعددة وبأجندات مختلفة، لا يمكن لهذه الأشكال من الموت اليومي إلا أن تحزنك، لكن حزن الشعراء فيه فرح بالغد المؤجل في حلمنا، ونحن من يمد جسر العبور إلى ما هو أجمل بعد اليوم.
وعن مجموعته الشعرية التي صدرت مؤخّرًا تحت عنوان "الخيل لا تنام على مهلها" أشار الشاعر محمد كنوف، أنها تجربة النشر لا غير أراد أن يقدم لنفسه أول صوره بالحبر والورق ، وهي أشعار مشكلة من قصائد قديمة وجديدة ، ومنها جرب الولادة وأعلن للقارئ أن هناك ولدًا جميلا يسمى الخيل لا تنام على مهلها، وأن تقدم ابنك للناس معناه أنك تهدي لهم صورته كما أردت، وأشار إلى أن البقية للنقاد والمهتمين هم من سيكشفون ماهية هذه الهدية.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموهبة ضروريَّة كي يمارس المرء كتابة ناجحة الموهبة ضروريَّة كي يمارس المرء كتابة ناجحة



GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca