آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سيّد التطريز المغربي لـ"المغرب اليوم":

الأجنبيّات أكثر إقبالاً على المنتج اليدوي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الأجنبيّات أكثر إقبالاً على المنتج اليدوي

سيّد التطريز المغربي
مراكش ـ ثورية ايشرم

يتفرد التسعيني محمد بن سعيد الشاوي، الملقب بسيد التطريز، وبـ"حبيبي"، في وضع تصاميم مبتكرة، بمختلف أشكالها وتجلياتها، سواء في ما يتعلق بتزيين السروج، أو تطريز جلد أرائك الصالون المغربي ، أو أحذية النساء التقليدية، المعروفة بـ"البلغة".وأوضح الشاوي، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنَّ "حرفة التطريز على الجلد، التي يقوم بمازولتها منذ أعوام، كانت تلقى إقبالاً واسعًا، لكنها أصبحت مهدّدة بالانقراض، لاسيما مع انخفاض عدد الحرفيّين المزاولين لها في مراكش".وأشار إلى أنَّ "هناك فرق بين أطفال الماضي وأطفال الحاضر، إذ أنهم كانوا مقبلين على تعلم الحرفة، بالموازاة مع الدراسة، عكس أطفال هذا الزمن، حيث انعدم الاهتمام بحرف أجدادنا وتقاليدنا المغربية المراكشية".
وبيّن أنَّ "الحرفة كانت مهنة تتميز بنوع من التقديس بين الأهل، الذين يرون أنه من المهم أن يرتاد أبنائهم الورشات، وتعلم هذه الصناعة التقليدية، التي إن لم تغني تنفع، حيث كان شعارهم الحرفة أولاً والمال ثانيًا، لكن اليوم كل شيء تغير، أصبح الطفل يسألك عن الاجر الذي سيتقاضاه، حتى قبل أن يتعلم الحرفة".ولفت الشاوي إلى أنَّ "الذين ورثوا المهنة صاروا يعتمدون على الآلات والتكنولوجيا الحديثة، عوضًا عن استثمار مهاراتهم اليدوية، لأن السوق أصبح قائمًا على عنصري الوفرة، وانخفاض السعر على حساب الجودة، وبذلك ضاعت الأصالة، التي تعتمد على بصمة الصانع التقليدي، المراكشي أو الفاسي، أو الرباطي".
وأكّد سيد التطريز أنَّ "الآلة لا تقدم الجودة المطلوبة في الصناعة التقليدية، القائمة على مهارة يد الصانع التقليدي، الذي كان يخضع، حتى الأمس القريب، للرقابة من طرف أمين الصناع التقليديين، حيث لم يكن أصحاب الذوق الرفيع يتهاونون في حقوقهم، عبر رفع شكواهم إليه، والذي يقوم بالتشهير بالصانع، ووصفه بالغشاش وسط الحرفيين، ويعرض نموذجًا لسلعته المغشوشة على باب محل صاحبه بعد إغلاقه، ليكون عبرة لمن يعتبر، وليتحاشاه الزبائن".ويأسف الحاج سعيد في حديثه لتفريط المغاربة في تراثهم، مقارنًا بين الزبون الأجنبي والمغربي، لاسيما النساء، اللواتي كنّ ينتظرن في طوابير، بغية الحصول على حقيبة يدوية بتطريز مغربي، في حين أصبحت الأجنبيات هنّ من يبحثن عن مثل هذه المنتجات، التي تحمل قيمة بالنسبة لهن".
ويعتبر الشاوي نفسه، على الرغم من بلوغه سن التسعين، في قمة العطاء، وأنه لا يزال يتمتع بالعافية والدقة في النظر، فالرسم والتطريز لا يحتاج منه اللجوء إلى أدوات لوضع المقاييس، لأنه حين يفكر فيها، تطلع بعفوية من يده، كما يرى أنه مؤهل لتقديم دروس في مهنة التطريز للأطفال والشباب، متى توفرت الإرادة السياسية للقيمين على القطاع، وعلى رأسهم وزارة الصناعة التقليدية، ومصالحها الخارجية.وفي تام حديثه، طالب الشيخ التسعيني، الذي لا يملك أيّ تأمين صحي أو معاش تقاعدي، أن يكون هناك وارث لسر صنعته في فن وضع تصاميم التطريز التقليدي، والحفاظ عليه كموروث ثقافي مغربي محض.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأجنبيّات أكثر إقبالاً على المنتج اليدوي الأجنبيّات أكثر إقبالاً على المنتج اليدوي



GMT 02:43 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسن الرداد في ضيافة "أبلة فاهيتا" في "الدوبلكس"

GMT 01:14 2014 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أهمية الكمون واستخداماته وفوائده الصحية

GMT 06:10 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

"ذا فويس كيدز" يواصل مشوار النجاح واستقطاب أكبر نسبة مشاهدة

GMT 11:57 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المراهقة السياسية المتأخرة‎

GMT 11:43 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

2262 طن خضار وفواكة ترد للسوق المركزي في الأردن

GMT 08:55 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

قائمة بأفخم وأفضل الفنادق في الشرق الأوسط

GMT 04:12 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

سهام جلا تعود بقوة إلى الوسط الفني خلال مجموعة أعمال

GMT 10:25 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

أطعمة خالية من السعرات الحرارية وتساعد في حرق الدهون
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca