أحدثت جماعة سيدي رحال الشاطئ على إثر التقسيم الإداري لسنة 1992، بعد أن كان ترابها تابعا لجماعة السوالم، وارتقت لتصبح جماعة حضرية سنة 2009، وهي امتداد طبيعي لسهول الشاوية، في حين تعتبر امتدادا اجتماعيا لقبائل أولاد احريز، التابعة أصلا لإقليم برشيد بعد إحداثه سنة 2010 نتيجة التقسيم الترابي الأخير. يبلغ عدد سكان الجماعة 20628، ضمنهم 23 أجنبيا، وفق إحصاء السكان لسنة 2014.يعتبر شاطئ سيدي رحال (نسبة إلى الولي الصالح سيدي رحال) الرأسمال الحقيقي للمنطقة، وهو الذي سيحدد المستقبل الواعد للمدينة، نظرا لجمال طبيعة الشاطئ، وتهيئته وحصوله على اللواء الأزرق من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمؤسسة الدولية للتربية البيئية
في تصريحه لهسبريس، ثمن رشيد العامري، عن جمعية “المحبة” بسيدي رحال الشاطئ إقليم برشيد، التقدم التنموي الملموس والملاحظ خلال السنوات الأخيرة بالمنطقة، مثل تقوية الإنارة، وإعادة هيكلة البنية التحتية للأحياء الشعبية، وتزويد بعض الدواوير بمسالك طرقية ثانوية.
وأشار العامري إلى بناء ملاعب القرب لفائدة الساكنة، خاصة الأطفال والشباب، فضلا عن بناء الملعب الكبير، باعتبارها أحد المؤهلات التي يزخر بها سيدي رحال الشاطئ، مشيرا إلى بنية الاستقبال السياحي المتمثلة في تهيئة “كورنيش” شاطئ سيدي رحال.وأضاف الفاعل الجمعوي أن منطقة سيدي رحال عرفت توسعا عمرانيا سريعا بفضل الترخيص لتجزئات عدة، وهو ما ساعد على الرفع من بنيات الاستقبال لفائدة السياح الوافدين على شاطئ سيدي رحال، الذي حصل على اللواء الأزرق.
وسجل المتحدث ذاته بعض النقائص مثل غياب دور الشباب والمراكز الثقافية، التي يعاني بسبب انعدامها شباب سيدي رحال الشاطئ، فضلا عن النقص الحاصل على مستوى المؤسسات الإعدادية، حيث تتوفر المنطقة على إعدادية وحيدة مع ملحقتها، وهي غير كافية من حيث طاقتها الاستيعابية للروافد التعليمية التابعة لها، يقول العامري، الذي أشاد بكفاية المؤسسات الابتدائية الموزعة بشكل جيد على أحياء ودواوير سيدي رحال.وأكد العامري أن الموقع الاستراتيجي والواجهة البحرية لسيدي رحال هما اللذان يعطيان قيمة مضافة للمنطقة، ويغريان السياح بزيارة شاطئ سيدي رحال الحاصل على اللواء الأزرق، حيث يعرف توافد عدد كبير من الزوار، وهو ما يساهم في الانتعاشة الاقتصادية للمنطقة، خاصة خلال الفترة الصيفية، وفق المتحدث ذاته.
وأشار العامري إلى وجود نقص في التجهيزات بالمستوصف الصحي بسيدي رحال الشاطئ، قبل أن يستدرك قائلا إن “رئيس المجلس الجماعي قام بمبادرة، إلى جانب بعض المحسنين بالمنطقة، جزاهم الله خيرا، تتمثل في بناء مستشفى لتوفير مصلحة المستعجلات ودار الولادة، إذ وصلت نسبة إنجازه 70 في المائة إلى حدود الآن، وهو ما سيخفف من معاناة تنقل المرضى وذويهم من سيدي رحال إلى دار بوعزة أو برشيد”.
ونوه العامري بدور رجال الدرك الملكي في توفير الأمن، خاصة في فترة الصيف، التي تعرف توافد عدد كبير من الزوار على سيدي رحال الشاطئ، بفضل الرفع من أعداد عناصر الدرك بالمركز الترابي، فضلا عن التدخلات الاستباقية للحد من الجريمة خلال الأيام العادية، في انتظار تحقيق شرط الكثافة السكانية للمطالبة بإحداث مفوضية للشرطة.وطالب العامري السلطات الإقليمية ورئيس المجلس الجماعي للولاية القادمة بالاهتمام أكثر بفئة الشباب، عبر توفير مراكز الثقافة ودور الشباب، ودعم الجمعيات النشيطة، وغربلة العمل الجمعوي من الهيئات غير الفاعلة، مع تقنين العمل الجمعوي، بوضع معايير للجمعيات وتصنيفها وفق أنشطتها ومردوديتها السنوية، “والجمعية اللي ماخداماش في الميدان خاصها تمشي فحالتها. وأنا لست ضد أي جمعية أو أبخس عملها، ولكن العبرة بالعمل وليس بالعدد الذي يبلغ 200 جمعية تقريبا بسيدي رحال”، يقول العامري.
المجلس: الحصيلة المنجزة سابقة في تاريخ المنطقة
وفي تصريحه لهسبريس، اعتبر مصطفى منجي، النائب الثاني لرئيس المجلس الجماعي لسيدي رحال الشاطئ، أن الحصيلة المنجزة من قبل المجلس خلال الفترة الانتدابية المنتهية سابقة في تاريخ المنطقة ومفخرة للأعضاء باعتبارهم إخوانا فيما بينهم، إلى جانب الساكنة والفعاليات الجمعوية.وأشار نائب الرئيس إلى أن كل التحديات التي تجاوزها المجلس وتغلب عليها لتنمية المنطقة تعتبر رسالة إلى ساكنة سيدي رحال على أساس أن يتم العمل على تطوير كل تلك المنجزات، وإعلان تحديات أخرى لإتمام ما تبقى من المشاريع المفتوحة، وإحداث منجزات أخرى جديدة تناسب متطلبات الساكنة مستقبلا، مضيفا أن تقديم حصيلة عمل المجلس للرأي العام المحلي والوطني حدث فريد من نوعه.
ولخص منجي عددا من المنجزات خلال حصيلة عمل المجلس في هيكلة إدارة جماعة سيدي رحال الشاطئ، والتهيئة العمرانية، وتطوير البنى التحتية بهدف تعميم الإنارة العمومية على جميع الأحياء، والطريق الجهوية رقم 320، وتحسين حركة السير والجولان من خلال التشوير الطرقي، وفك العزلة عن الدواوير والمناطق بإحداث مسالك طرقية، وترصيف عدد من الشوارع والأزقة بالأحياء ناقصة التجهيز، واستكمال ربطها بشبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي، مشيرا إلى أن الجماعة صنفت من قبل وزارة الداخلية في المركز الخامس وطنيا في معالجة رخص التعمير.
وعلى المستويين الاجتماعي والاقتصادي، أوضح نائب الرئيس أن المجلس عمل على تعزيز الدعم الاجتماعي المباشر وغير المباشر، والنهوض بالمجال الصحي، والمساهمة في خلق فرص اقتصادية ودعم المتمدرسين والفئات الهشة بمساهمات مالية لاقتناء الكتب المدرسية، وتوفير النقل المجاني لعدد مهم من التلاميذ والطلبة والطالبات. كما أشار إلى نيل شاطئ سيدي رحال علامة اللواء الأزرق من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمؤسسة الدولية للتربية البيئية.
كما أشار نائب الرئيس إلى أنه تم إحداث مستشفى محلي بمواصفات حديثة، واقتناء 3 سيارات إسعاف والمساهمة ماديا في تسييرها، ودعم تأسيس وتسيير مركز “الكرامة” للأطفال في وضعية إعاقة، فضلا عن دعم المواطنين في الحصول على بطاقة “راميد”.
وعلى مستوى المحلات التجارية لتوفير بنية استقبال الزوار للشاطئ، أوضح منجي أن المجلس أنجز الشطر الأول من تهيئة “المريسة” بمقاه ومطاعم وفضاءات لبيع الأسماك، إضافة إلى إنجاز الشطر الثاني بإحداث محلات لتخزين أدوات الصيد البحري، وفضاءات لبيع الأسماك، مع إحداث مساحات خضراء وصيانة الحدائق، وإحداث مطرح جماعي للنفايات ومعالجتها وتأهيل المطرح القديم، فضلا عن تدبير قطاع النظافة بإبرام عقد تدبير مفوض للنفيات المنزلية مع مجموعة “أزون للبيئة والخدمات”.
أما على المستوى السيوسيو ثقافي والمجال الرياضي، فذكر نائب الرئيس أن المجلس يهدف إلى خلق دينامية اجتماعية ورياضية وثقافية، بإشراك الجمعيات المدنية في تدبير الفضاءات والمرافق الرياضية، فضلا عن مساهمتها في صناعة القرار، ودعم مواهب سيدي رحال عبر إحداث ثلاثة ملاعب للقرب لكرة القدم المصغرة، وملعبين لكرة السلة، وثلاثة فضاءات للترفيه والألعاب للأطفال، وتأهيل الملعب البلدي، وإحداث ملعب للكرة الحديدية، ودعم الأندية والجمعيات، وتنظيم مهرجان سيدي رحال الشاطئ بإحياء السهرات، وتنظيم مواسم “التبوريدة”.
قد يهمك ايضا:
السلطات المحلية في أغادير تقرر فتح الشواطئ
سلطات أغادير تُعيد فتح الشواطئ وتحديد موعد إغلاق "سوق الأحد"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر