الرياض - الدار البيضاء اليوم
تمتزج الرحلة إلى جبال فيفاء (جنوب السعودية)، ما بين المتعة والمغامرة، بطرقها الشاهقة التي تخترق القمم لتعلو فوق السحاب، ومتحدراتها الحادة التي تثير شهية عشاق المغامرة من قاصديها عبر سلوكهم الطرقات المتعرجة على حواف الجبال.
لم تكن الصور منصفة، ولم يكن السمع عنها كرؤيتها والوقوف على طبيعتها التابعة لمنطقة جازان. تُعتبر جبال فيفاء كنزاً من الكنوز السياحية، حيث يعيش فيها الزّائر تجربة فريدة ويتمتع بلحظات لا تُنسى بين الخضرة الخلابة وخرير الماء، والطبيعة البكر، وحسن ضيافة أهلها وترحابهم. وقد عاشت هذه الجبال روحاً سياحية مختلفة منذ يونيو (حزيران) الماضي وحتى أوائل شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، في ضوء فاعلية مكتملة من القطاعات كافة.
وتعمل وزارة السياحة السعودية، على تحقيق مجموعة من الأهداف في مقدمتها استقبال 100 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030. وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10 في المائة، وتوفير مليون وظيفة جديدة في القطاع.
يرتفع جبل فيفاء عن سطح البحر نحو 1800 متر تقريباً، ويتكون من سلسلة من القمم المتفاوتة الارتفاع، أشهرها قمة العبسية، كما يحيط به وادي ضمد، ووادي جورا في الشمال والغرب. وتتميز هذه المنطقة باعتدال مناخها طوال العام، وقد نجحت مواسم صيف السعودية مع توقف الرحلات الدولية وإقبال السكان على السياحة الداخلية في تعزيز حضورها للزوار.
وأعزى جبران الفيفي الرحالة والمرشد السياحي، وأحد سكان فيفاء التوافد السياحي الغزير في الآونة الأخيرة إلى أنّ أحد أسبابه تعود إلى جائحة كورونا وما صاحبها من حجر وقيام الأهالي بالترويج للمحافظة عبر تصوير مناظرها البديعة والخلابة، خاصة منازلها المطلة على الغابات الحرجية والزراعية وإرسالها على مواقع التواصل الاجتماعي مما أبرزها وجعلها تحظى باهتمام غير مسبوق، حيث بدأ العديد من الأجانب بزياتها، خاصة المقيمين في السعودية، من معظم الجنسيات والقسم الأكبر منهم كان من المواطنين.
ونجح أهالي فيفاء، بتفعيل السياحة المجتمعية، من خلال جعل بعض منازلهم مقراً لاستضافة السياح، وتقول، أصايل الفيفي لـ«الشرق الأوسط»، إنّها اعتادت وأهلها على استضافتهم والترحيب بهم، وتضيف: «نقدم لهم الضيافة المحلية من قهوة القشر والبن الخولاني والأكل الشّعبي المعروف بـ(المشرع)، وهو عبارة عن دخن وسمن وعسل، ونجيب على أسئلتهم عن لغة أهل فيفاء الأساسية وسماع بعض كلماتها».
وترى أصايل أنّ حياتها على الجبل أكسبتها هذا الشعور الدائم بالانتماء للطبيعة الذي يفتقده سكان المدن، وأصبحت فخورة جداً وهي ترى صور فيفاء تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي سواء على صفحات الصحف المحلية أو حتى العالمية.
قد يهمك ايضا
المجلس الجهوي لبني ملال خنيفرة يدعو إلى استراتيجية مبتكرة لإنعاش السياحة
أسباب فشل الدعوات لتشجيع السياحة الداخلية واستهلاك المنتجات المحلية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر