آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

مع الهجوم البري عبر الحدود على "عفرين"

أردوغان يتحدى أميركا وروسيا وسورية بمواقف خطرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أردوغان يتحدى أميركا وروسيا وسورية بمواقف خطرة

الرئيس التركي العنيد رجب طيب أردوغان
أنقرة ـ جلال فواز

حدثت تطورات جديدة  في "ثأر كردستان" حيث اتخذت الأوضاع شكلا دراماتيكيا مع الهجوم البري عبر الحدود على "عفرين" في شمال غرب سورية. وكالعادة يتحدى الرئيس التركي العنيد "رجب طيب أردوغان "، كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية ونظام بشار الأسد، بفوزه الحاسم على القوات الكردية السورية. ولكن تلك تصرفات خطرة يمكن أن تتحول ضده شخصياً وضد تركيا في المستقبل، ويبدو أنه التوغل الأول للقوات التركية وحلفائها من الجيش السوري الحر، الذي سبقه أيام من الغارات الجوية وقصف المدفعية، كان محدودا في نطاقه. وقالت ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن المقاتلين في عفرين والذي يبلغ عددهم 10 آلاف مقاتل. يتم قتلهم وهم يدافعون عن "روجافا "- الوطن الكردستاني الأسطوري.

وقد اعتمد أردوغان استفزاز الغرب والإطاحة بالأسد في عام  2011، بعد اندلاع الحرب السورية ، وعندما ظهر "داعش" في سورية والعراق، أعطت تركيا عضو الناتو الأولوية لهزيمتها. ولكن منذ عام 2015، عندما انهار وقف إطلاق النار مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي، أصبح "التهديد الإرهابي" الكردستاني المنبعث من سورية والعراق "هاجس" أردوغان الكبير. واستخدم أردوغان محاولة انقلاب عسكري فاشلة في عام 2016 لتبرير الحملة على الأحزاب السياسية المؤيدة للأكراد، الذين لا يزال زعماؤهم المنتخبون في السجن حتى الأن. كما قطع اتفاقا - بحكم الأمرالواقع- مع حلفاء الأسد وروسيا وإيران، وقبول أجندة سورية.

وفي المقابل، تم قبول أول توغل لأردوغان في سورية في عام 2016. وبالنسبة إلى أردوغان والقوميين المتشابهين، فإن فكرة وجود كيان مستقل أو كردستاني مستقل يمتد من شمال العراق إلى مقاطعة هاتاي التركية في الغرب، وربما تحتضن أجزاء من جنوب شرق تركيا، هي "كابوس وجودي وعرقي". وقد أدى منعها إلى تجاوز الاعتبارات الأخرى.

وتتحدث التقارير عن سحب روسيا قواتها البرية لمنع الاشتباكات العرضية ، لكنها تسيطر على المجال الجوي فوق "عفرين" ويمكنها أن تدخل في أي وقت، فضلًا عن غضب الرئيس السوري بشار الأسد.  وبالطبع توافق حليفته طهران على ذلك ، لذلك هددت القوات السورية بضرب الحشود التركية المتوغلة داخل "منبج".  ويذكر أن روسيا أعربت، أمس السبت عن قلقها حيال إعلان تركيا بدء هجوم بري وجوي في شمال سورية بعملية عسكرية حملت اسم "غصن الزيتون"  تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية ، داعية الطرفين إلى ضبط النفس.

وأكدت الصحيفة البريطانية "الغارديان" أن إيران والأسد وروسيا  يفضلون أن يسيطر الأكراد على مساحات من شمال سورية أكثر من تنظيم "داعش" الإرهابي أو المتمردين المناهضين للنظام، لافتة إلى أن حلفاء النظام السوري يروجون إلى خططهم السياسية  تمهيدًا لاتمام تسوية ما بعد الحرب، غير أن سلوك أردوغان  المتشدد قد يعرض مخططاتهم للخطر.

وكانت الخارجية الإيرانية أكدت أنها تتابع التطورات في مدينة "عفرين" السورية بقلق بالغ، وأعربت عن أملها في إنهاء العمليات التركية ضد المدينة ، التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد، على وجه السرعة. ومن المعروف أن هناك توترات طويلة الأمد بين الرئيس التركي وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك يرجع إلى عدة أسباب، بما فيها استخدام الناتو للقواعد الجوية التركية ، تأشيرات للمواطنين الأتراك ، ادعاءات أردوغان بأن انقلاب 2016  كان مدبرا من الولايات المتحدة.  ويشار إلى أن تركيا تصنف وحدات حماية الشعب الكردية في سورية "تنظيما إرهابيا "وتعتبرها فصيلا تابعا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي.

وقد ساهم رفض الولايات المتحدة الأميركية إنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية ، التي تعتبرها واشنطن حليفا فعالا ضد تنظيم "داعش"، إلى دفع العلاقات التركية الأميركية إلى نقطة الانهيار، ويبدو أن خطة تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألفا تضم ​​من قوات سورية الديمقراطية، الذي يعتبر منافس للجيش السوري الحر، جعلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غاضبا بالفعل. وأردوغان لايعبأ كثيرًا بعزلة موقفه الدولي في سبيل إزالة التحدي الأمني على حدود بلاده الجنوبية، في الوقت نفسه يسعى إلى الحصول على مزيد من الشعبية بالداخل.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان يتحدى أميركا وروسيا وسورية بمواقف خطرة أردوغان يتحدى أميركا وروسيا وسورية بمواقف خطرة



GMT 07:31 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يهاجم ترامب بعد الانسحاب الأميركي من سورية

GMT 18:26 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ماي تتعهد بالقتال بكل قوتها لإقرار "البريكست" في مجلس العموم

GMT 07:32 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكل أرون يؤكد أن قرار 2216 أساس الحل ولا نسعى لاستبداله

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات للممثلة بيت ميدلر بسبب تغريدة مسيئة لميلانيا

GMT 04:16 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"الديمقراطيون" يكشفون اسخدام ترامب الدولة لاستهداف الصحافة

GMT 05:00 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

أفكار عملية بسيطة لتنسيق حديقة منزلك في صيف 2018

GMT 05:38 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"ماتشو بيتشو" مدينة ألانكا لغز وعظمة طاغية

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام

GMT 01:19 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

د. باسم هنري يُبشّر بعلاج للإنزلاق الغضروفي

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 07:12 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

جهزي طعامك بنفسك في مطعم " Dinning Club" في لندن

GMT 22:10 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

توقيف شخصا هاجم السفارة الفرنسية في الرباط
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca