توفي المعارض السوري البارز ميشال كيلو في منفاه في باريس بعد إصابته بفيروس «كورونا».
وكيلو كاتب سوري، مواليد اللاذقية عام 1940. تربى في كنف أسرة مسيحية متوسطة الحال، وكان يردد قول والده: «كيف تستطيع أن تكون مجرد مسيحي فحسب في بيئة تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءاً مهماً من هويتك»، وقد طبع هذا القول كل مسيرة حياة ميشيل كيلو التي قضاها في النضال من أجل حرية الشعب السوري.
تلقى كيلو تعليمه الأساسي في اللاذقية. ثم درس الصحافة في مصر وألمانيا، قبل أن يعود إلى دمشق ليعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي كاتباً ومترجماً إلى جانب كتابته مقالات في التحليل السياسي في الصحف العربية.
بدأ عمله السياسي عضواً في «الحزب الشيوعي - المكتب السياسي»، قبل أن يغادره ليمارس نشاطه السياسي بشكل مستقل إذ اعتبره معاصروه «واحداً من الجيل الاستقلالي في الحزب الشيوعي».
اعتقل كيلو لأول مرة من قبل الحكومة في أوائل الثمانينيات. بعد خروجه من المعتقل توجه إلى فرنسا ثم عاد إلى البلاد عام 1991.
وبرز دوره بقوة خلال «ربيع دمشق» الذي انطلق بعد تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم، حيث كان كيلو أساسياً في «لجان إحياء المجتمع المدني» وشخصية محورية في تكتل «إعلان دمشق» المعارض في عام 2005.
في 12 مايو (أيار) 2006. وقع «إعلان بيروت - دمشق» الذي دعا إلى تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية، فاعتقل مرة أخرى وبعد عام حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة «إضعاف الشعور القومي وإثارة الفتنة الطائفية». وفي 19 مايو 2009. تم الإفراج عنه بعد استكمال عقوبته بالكامل.
وبعد اندلاع الاحتجاجات في 2011. ساهم في تأسيس تجمع للديمقراطيين ثم انضم لفترة لـ«الائتلاف» خلال وجوده في منفاه الفرنسي.
وخلال صراعه مع «كورونا»، كتب رسالة وداعية للسوريين تضمنت «نصائح» عدة بينها قوله: «لن يحرّركم أي هدف غير الحرية فتمسّكوا بها، في كل كبيرة وصغيرة، ولا تتخلّوا عنها أبداً، لأن فيها وحدها مصرع الاستبداد، فالحياة هي معنى للحرية، ولا معنى لحياة من دون حرية. هذا أكثر شيء كان شعبنا وما زال يحتاج إليه، لاستعادة ذاته، وتأكيد هويته، وتحقيق معنى لكلمة المواطنة في وطننا». وزاد: «لن تقهروا الاستبداد منفردين أو متفرقين. لن تقهروه إذا لم تتّحدوا في إطار وطني، وعلى كلمة سواء، وأقصد على رؤية وطنية جامعة».
وختم رسالته القول: «لم تتمكن ثورتنا من تحقيق أهدافها، بسبب مشكلات داخلية، وارتهانات خارجية. دفع شعبنا أثماناً باهظة طوال السنوات العشر الماضية. مع ذلك، فإن النظام، مع حليفيه الإيراني والروسي، لم ينتصر. لنبقَ على تصميمنا، وعلى توقنا لاستعادة سوريتنا، بالخلاص من هذا النظام الذي صادر أكثر من نصف قرن من تاريخ بلدنا».
ترك ميشيل كيلو إلى جانب إرثه كأحد أشرس المعارضين للنظام عشرات المقالات السياسية، وعدة كتب مترجمة منها «الإمبريالية وإعادة الإنتاج» و«كتاب الدار الكبيرة»، و«لغة السياسة» و«كذلك الوعي الاجتماعي». وكتاب «من الأمة إلى الطائفة» تضمن دراسة نقدية لحكم «البعث» والعسكر في سوريا؛ إضافة إلى قصة طويلة باسم «دير الجسور» التي كتبها بين عامي 1990 و1981، وتأخر طبعها لغاية عام 2019. وتتناول القصة الدولة البوليسية في سوريا ومما جاء فيهل: «كان طبيعياً أن تنجب سوريا عبر عقود الكثير من المعارضين الذين ضحّوا بحياتهم موتاً أو اعتقالاً لفترات طويلة، أو تنكيلاً عائلياً ومجتمعياً، ومع ذلك استمروا يواجهون النظام الظالم جيلاً بعد جيل».
استمر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية، في تجاهل التوتر الأمني والعسكري، الذي تصاعدت حدته في يومه الثالث على التوالي في العاصمة طرابلس، بين الميليشيات المسلحة الموالية لحكومته. وشارك مساء أول من أمس، باعتباره أيضا وزير الدفاع بحكومة الوحدة، في حفل أقيم بالعاصمة بمناسبة تخريج دفعة جديدة تضم 400 ضابط من معهد تدريب وزارة الداخلية.
وفي تطور مفاجئ، اغتيل ضابط شرطة يدعى جبريل الصيد من مديرية أمن العاصمة طرابلس، تزامنا مع محاولة اغتيال تعرض لها مصطفى قدور، آمر القوة الثامنة، المعروفة باسم «ميليشيات النواصي»، في طريق الشط بالعاصمة طرابلس.
وأكدت ميليشيات «النواصي» في بيان مقتضب نجاة قائدها مما وصفته بمحاولة اغتيال فاشلة، تعرض لها عقب صلاة المغرب مساء أول من أمس، من دون أن تكشف المزيد من التفاصيل. فيما قالت مصادر إن مسلحين مجهولي الهوية أطلقوا النار على سيارة قدور بالقرب من أحد مقراته وسط طرابلس. ووسط هذه الأجواء المشحونة، زار محمد الحداد، رئيس الأركان العامة، وعبد الباسط مروان، آمر منطقة العسكرية طرابلس مقر «اللواء 444 قتال» للاطمئنان على سير الخطة الأمنية، الموضوعة لتأمين العاصمة.
وكان «اللواء 444» قد أعلن أن عناصره واصلوا في إطار الخطة الموضوعة، من قبل منطقة طرابلس العسكرية، أعمال إخلاء المقرات غير الشرعية في منطقتي صلاح الدين وطريق الشوك بمدينة طرابلس، مشيرا إلى أنه تم إخلاء 23 مقرا حتى الآن.
وتعني هذه الخطوة أن هذا اللواء، الموالي لحكومة الدبيبة، قد وسّع من مناطق نفوذه خاصة في الضاحية الجنوبية للمدينة، في إطار الصراع التقليدي بين ميليشياتها المسلحة على مناطق النفوذ والسيطرة.
من جهته، قال عبد الله اللاّفي، عضو المجلس الرئاسي، إنه اجتمع بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، مع عدد من أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، الذين أطلعوه على المسار العسكري والأمني، وآخر المستجدات حول فتح الطريق الساحلي، مشيرا في بيان عبر «تويتر» إلى أن هذا الاجتماع «يأتي تمهيداً لعقد اجتماع القائد الأعلى القادم مع كامل أعضاء اللجنة».
وكان مقررا أن يناقش مجلس النواب الليبي بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الميزانية المقترحة لحكومة الدبيبة للعام الجاري، رغم اعتراضات برلمانية.
وطبقا لبيان وزعه مكتبه، فقد أبلغ الدبيبة، الذي يستعد للقيام خلال الأيام القليلة المقبلة بأول زيارة له من نوعها إلى مدينة بنغازي (شرق)، خريجي المعهد أن عملهم في حماية الناس شرف عظيم، وأن حملهم للسلاح هو للدفاع عن الوطن والمواطن، وطالبهم بأن يكونوا قدوة في الانضباط. كما وعد بأن تقدم حكومته كل الدعم لبناء قدرات أفراد الشرطة.
كما أجرى الدبيبة أمس مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، تناولت العلاقات الثنائية وآخر التطورات في البلدين. وقال الدبيبة بهذا الخصوص: «نتشارك مع السودان في الكثير من التحديات والفرص، ونتطلع إلى لقاء مرتقب على مستوى قيادة البلدين قريبا».
في غضون ذلك، أكد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أمس، أهمية دور مفوضية الاتحاد الأفريقي في العملية السياسية والوصول إلى استقرار ليبيا.
وجاء ذلك خلال استقبال المنفي في طرابلس، أمس، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، والوفد المرافق له، وتناول اللقاء الذي جمعهما العلاقات التاريخية بين ليبيا والمفوضية.
وفيما شدد المنفي على أهمية عودة مكتب مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا لتعزيز أوجه التعاون، أكد فكي دعم مفوضية الاتحاد الأفريقي لليبيا على كافة المستويات، وخاصة في الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في البلاد. كما شدد فكي أيضا على دعم الاتحاد للمجلس الرئاسي في إرساء الاستقرار، وإنجاح المسار السياسي، وإنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد.
كما استقبل المنفي أمس وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، ووزير الداخلية الجزائري «كمال بلجود»، والوفد المرافق لهما. وأكد المنفي خلال لقاء الوزيرين على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين
وأهمية تمتينها، مشيرا إلى حرص ليبيا على تعزيز التعاون مع الجزائر في شتى المجالات، ومثمنًا دورها في دعم أمن واستقرار ليبيا، بحسب بيان أصدره
المجلس الرئاسي الليبي.
في سياق آخر، انتقد يونس العزوزي، عميد بلدية بني وليد، تناول وسائل إعلام وخاصة العربية منها، لواقعة خطف مهاجرين غير شرعيين في المدينة، وتصويرها وكأنها استهداف للمصريين في ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء الليبية، الموالية لحكومة الوحدة، عن يونس أنه تم تحرير 31 مهاجرا أفريقيا، من بينهم 4 مصريين من قبضة شبكة لتهريب البشر، وتسليمهم إلى الجهات المختصة في طرابلس. مشيرا إلى أن السكان المحليين ساهموا مع مديرية أمن المدينة في إنقاذ المهاجرين، الذين دخلوا بطريقة غير شرعية، وتم احتجازهم قسرا في أحد مراكز المهربين.
على صعيد آخر، أعلنت السفارة الليبية بالبوسنة والهرسك عن إعادة فتح خدمات التأشيرات بسفارة البوسنة في العاصمة طرابلس، مشيرة إلى أنه بات بإمكان المواطنين الليبيين تقديم طلبات الحصول على التأشيرة اللازمة لزيارة البوسنة، عن طريق سفارتها اعتبارا من أمس، وفقا لاتفاق تم مع وزارة الخارجية البوسنية لتقديم تسهيلات لمواطني البلدين، ودعم التعاون المشترك في مجال السياحة والتبادل التجاري.
قد يهمك ايضا :
سورية تفرض عقوبة السجن 3 سنوات على مهنة “التسول”
أردوغان: لن نخرج من سوريا إلا إذا طلب منا ذلك الشعب السوري شاكرا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر