آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الموت يغيّب الصحافي اللبناني راجح الخوري بعد مسيرة مهنية طويلة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الموت يغيّب الصحافي اللبناني راجح الخوري بعد مسيرة مهنية طويلة

الصحافي اللبناني راجح الخوري
بيروت ـ الدارالبيضاء اليوم

غيّب الموت، الجمعة، الصحافي اللبناني المخضرم راجح الخوري بعد صراع مع المرض وبعد مسيرة مهنية طويلة شملت كتابة المقالات السياسية في «الشرق الأوسط» منذ سنوات وقد نعت صحيفة «النهار» مساءً «أحد كبار أعمدتها وأركانها وكتّابها في ليل لبنان القاتم»، واعتبرت أن رحيله «قدر مؤلم موجع بقدر ما هي خسارتنا وخسارة الصحافة اللبنانية والعربية جسيمة ومؤلمة». وأضافت أن الراحل كان «أحد الكتاب الكبار الأصيلين من رعيل الكبار الذي رفعوا اسم هذه المهنة الرسالية... والذين نذروا العمر والتضحيات على مذبح الكلمة الحرة والحقيقة العارية والجرأة التي لا تعرف تراجعاً وخوفاً».

عمل الخوري، وهو ابن الجنوب، في عدد من المؤسسات الصحافية، منها صحيفة «العمل» ومجلة «الحوادث» وصحف «الحياة» و«نداء الوطن» و«النهار» و«الشرق الأوسط»، كاتباً للمقالات والتحليلات السياسية وفي إدارة التحرير والأقسام المحلية والخارجية والتحقيقات. كما كان أستاذاً في كلية الإعلام - الجامعة اللبنانية وتابعت صفوفه أجيال من الذين اختاروا مهنة المتاعب التي كرّس حياته لها من دون كلل أو ملل حتى الرمق الأخير.

راجح الخوري هو من رعيل نادر معاند في رفع معنى ومستوى الكلمة والمقال والتحقيق والعمل الصحافي ويكفي أن يكون تلامذته الصحافيين منتشرين في عشرات الصحف ووسائل الإعلام، لنعرف كم كان هذا الراحل متفانياً في عمله من أستاذ في "كلية الإعلام" إلى منابر الليل والنهار وكل لحظة. راجح الخوري عمر مديد من التعبّد للصحافة من "العمل" إلى "الحوادث" إلى "الحياة" إلى "نداء الوطن" إلى "النهار" و"الشرق الأوسط"، في المقالة والتحقيق وإدارة التحرير والأقسام المحلية والخارجية والتحقيقات، إلى أحلى ما كان يطيب له وهو المقال اليومي.

هذا المتفاني في الكتابة كاد يلاقي وجه ربّه مرات ومرات في جولات الحرب والانقسام. ولكنّه مرة قبل سنوات، في زمن السلم هذا، سجّل مأثرة نادرة إن عكست شيئاً فهي عينة فريدة من شجاعته وتعلّفه المفرط بمهنته إلى حدود المخاطرة بحياته. كان عائداً من سفر ألى مؤتمر شارك فيه في دولة عربية، فأصيب على الطائرة بذبحة قلبية نجا منها بأعجوبة قبل هبوط الطائرة. وأول ما نطق به لدى اسعافه في مطار رفيق الحريري الدولي: "أريد إرسال مقالي إلى "النهار" قبل أن يسكروا الصفحات". أُرسِلت مقالة راجح إلى "النهار" قبل أن ينقل راجح إلى المستشفى.

راجح الخوري، الكاتب صاحب القلم الواسع الثقافة والواسع الاطلاع والحريص على توفير المعلومات والمعطيات الوافرة لقارئه، يطبعه أسلوب لاذع قارس حين ينبري إلى ما يليق بتاريخه الصحافي في النقد والانتقاد ورفع سيف المراقبة والمحاسبة والانحياز المطلق الى قضايا اللبناني الانسان أولاً وأخيراً. في تاريخ راجح الخوري ما لن يكفي في هذه العجالة الحزينة وحدها بعدما دهمنا الخبر المفجع أن نفيه حقه أمام الجيل الجديد من الصحافيين، كما أمام المخضرمين والقدامى من جيله ومِمَن كان لهم الحظ أن يزاملوه ويرافقوه ويشاركوه متعة ومرارة هذه المهنة.
وقد نعت راجح الخوري شخصيات سياسية واعلامية.

اوغرد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر "تويتر": رحيل راجح خوري خسارة للصحافة الحرة والكلمة الصادقة والمقال الجريء، تعمد بمدرسة الصحافيين الذين انحازوا لقضايا الناس وهمومهم ودافع حتى الرمق الاخير عن الدولة وسيادتها. سنفتقد لمقالات راجح خوري وأفكاره ونقاشاته. أسأل الله الرحمة له وأخلص التعازي لعائلته وزملائه في صحيفة النهار.

 كذلك أشار الرئيس فؤاد السنيورة في بيان، إلى ان “لبنان والصحافة اللبنانية خسروا بوفاة الكاتب الصحافي المميز راجح خوري ركنا من اركان القلم الحر والموقف الشجاع والكلمة الناقدة”. وأضاف: “بين النهار والشرق الاوسط كان راجح خوري وحتى النفس الاخير مقداما قويا وعميقا في ان صاحب راي حر وكلمة ثاقبة نستنير برايه وموقفه ونتابع تحليلاته العميقة ومعطياته الجدية والصلبة كل يوم”. وختم: “أتوجه بالتعزية الحارة الى أفراد عائلته في الحياة والمهنة وتحديدا في جريدة النهار الغراء. سنفتقد حضوره وكتاباته الجريئة والعميقة رحمه الله واسكنه الفسيح من جناته”.

ونعى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك، الصحافي راجح الخوري، قائلاً، إن “راجح المناضل، راجح القلم، الاستاذ، استاذي، الرفيق، الشاعر، الأديب، الحر، راجح الأنيق، الرياضي، الصحافي، الفقير، رئيس التحرير، التحرير، راجح البشير والسمير، الحقيقة، راجح الأب الفخور بنادين وروي، راجح الحوادث والنهار والشرق الأوسط، راجح الشامل الكامل، الضاحك… راجح كل هذه الصفات والقيَم  أغمض عينيه وطوى قلمه ورحل مرتضياً ان يكتب لبنان عنه، رافضاً ان يكتب هو عن لبنان بصيغة الماضي، رحيل الكبار رحيل الأرز والسنديان والحساسين رحل… لبنان الحزين، هو اليوم اكثر حزناً”.

 بدوره، غرد رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون عبر حسابه على "تويتر": "فقدت الكلمة الحرة فارساً أمضى حياته مدافعا عن لبنان وكتب على الورق من صميم القلب فكان حرا وسيدا ومستقبلا. رحم الله راجح كما نعى عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور الكاتب والصحافي راجح الخوري، وقال: "ها أنت تعود إلى كفير الزيت يا راجح. تعود إليها من صخب الصحافة مزوداً بالشجاعة ونهم الموقف وإرادة الحياة. تهت في المدينة طويلا ولم يبق لك إلا زيتونة قديمة تنتظرك منذ قرن ولا تمل انتظارك. همت على وجهك كثيراً، مثلنا وقبلنا جميعاً، في عالم الكلمة والسياسة الزائلة، ولم يبق لك إلا زيتونة مباركة تبسط لك فيئها كوشاح أمك الذي لفك طفلا في القرقار وينتظرك لكي تعود هادئا هانئا من دون هموم.

أنهيت طقوس الرأي والجدل. جلت بين العقائد حتى الثمالة. لاعبت الكلمات والأفكار حتى شبعت. رافقت الكثيرين وشهدت أقدار أحياء أموات وأموات أحياء وليس يحيي إلا الكلمة. ولم يبق لك قدرا إلا زيتون الكفير. في فيء زيتونة هرب داوود النبي من طغيان ابنه، وفي فيء زيتونة بكى السيد المسيح مصير أورشليم، وفي فيء زيتونة علم تلامذته الصلاة، وفي فيء زيتونة نام الفدائي الفلسطيني يحلم بالعودة، وفي فيء زيتونة سنحلم جميعا أن نغفو بهدوء. مرحى لك يا راجح أن لك زيتونة بانتظارك"  من جهته، نعى النائب المنتخب الياس حنكش، الكاتب والصحافي راجح الخوري، عبر حسابه على "توتير" كاتباً: "وطني، حر، شرس بالدفاع عن بلده الذي أحب… راجح خوري خسارة كبيرة، تكاد لا تعوض!"

 كما صدر عن جهاز الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية البيان الآتي: "خسر لبنان قلماً جريئاً لم يسكت يوماً عن قول الحق ولم يكتب سوى صرخة الناس، كل الناس. وخسرت "النهار" صوتاً حراً وكلمة مقاومة وقد حملت مقالاته على صفحاتها قضية الوطن الكبرى، سيادته وحريته ووجهه الحضاري. راجح الخوري أسند قلمه وغادر لكنه سيبقى في ذاكرة كل من عرفه وقرأه إن مجلس الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية يتقدم من أسرة الفقيد ومن أسرة "النهار" بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام بالتعازي لفقدان هذه القامة الاعلامية الكبيرة" ونعت أمانة الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار الصحافي راجح الخوري. وقالت في بيان: "برحيل راجح الخوري خسر لبنان والاعلام أحد أعمدته الاحرار، خسر قلما جريئا لم يكتب سوى كلمة الحق ووجع الناس".

وتوجهت بـ"أحر التعازي" لاسرته وأسرة النهار بخاصة واللبنانيين بعامة الى ذلك، نعت مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني، الصحافي والكاتب السياسي راجح الخوري، وإعتبرت في بيان أن "رحيل الخوري خسارة للصحافة اللبنانية التي تفتقد اليوم لمحلل وكاتب يملك فكراً عميقاً، تميّز بتحليلاته السياسية وجرأته في طرح الواقع" وتوجهت المديرية بالتعازي لعائلة الفقيد وأسرة جريدة النهار وأبناء بلدته الكفير في قضاء حاصبيا، سائلة الله عزّ وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

نقابة محرري الصحافة: أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية البيان الآتي:

غيّب الموت الصحافي والكاتب راجح الخوري بعد صراع مع المرض. والراحل الكبير هو من الصحافيين المخضرمين الذين عرفتهم الصحافة كاتباً ومحلّلاً من الطراز الرفيع. إمتلك ناصية المهنة وكان من وجوهها البارزين درس في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، وتتلمذ على يده الكثير من الصحافيين والاعلاميين الذين افادوا من ثقافته العالية وخبرته الواسعة، ما مهد أمامهم طريق النجاح في مهنة المتاعب. عمل في "الحياة" و"العمل" و"النهار" وسواها من المؤسسات الاعلامية.

وقال نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في نعيه: يغيب راجح الخوري والأسى يغمره على وطن احبه وخدمه بقلمه المغزار، وفكره النيّر، ورؤيته الثاقبة، والتزامه بتنشئة عشرات الصحافيين والاعلاميين وتحصينهم بالمعرفة والتمكن من أسرار المهنة وفنها. لقد أغمض عينيه على لبنان الغارق في مأساته بعدما عاصر الزمن الجميل يوم كان للكلمة وقعها وموقعها، وللصحافة حرمتها كتب بحبر المعاناة والالتزام قصة كفاحه في هذه الحياة. انتسب إلى نقابة المحررين، فاغتنى جدولها بهذا الاسم العلم الذي احتل موقعا متقدما في دنيا الصحافة والاعلام.

هذا الفتى الذي تحدر من الكفير التي انبتت فارس الخوري واميلي نصرالله وشقيقه الاستاذ الجامعي في الاعلام الدكتور نسيم الخوري وسواهم من القامات الوطنية وألروائية والاجتماعية، كان أديباً وشاعراً موسوعي الثقافة، جريئاً في قولة الحق إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية تنعيه إلى الزميلات والزملاء بحزن وألم، وتودعه بحسرة. إن فقدانه هو خسارة للصحافة والاعلام في لبنان، لكن ذكره سيبقى حيا لانه خلف بصمة مميزة لن يخبو وجهها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وفاة نقيب الصحافة اللبنانية السابق محمد البعلبكي​

 

الإنتخابات الأردنية في عيون الصحافة اللبنانية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموت يغيّب الصحافي اللبناني راجح الخوري بعد مسيرة مهنية طويلة الموت يغيّب الصحافي اللبناني راجح الخوري بعد مسيرة مهنية طويلة



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca