هذا ما ينطبق على العديد من الأطفال الذين وجدوا أنفسهم محتجزين في عدد من مخيمات سوريا، بعدما قضى آباؤهم نحبهم في جبهات القتال في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي.
وتقدر تنسيقية المغاربة المعتقلين والعالقين في سوريا والعراق عدد الأطفال المغاربة اليتامى في مخيمات سوريا بـ31 طفلا.
وقالت مريم زبرون، الكاتبة العامة لتنسيقية المغاربة المعتقلين والعالقين في سوريا والعراق، في تصريح إن العديد من الأطفال المغاربة في مخيمات سوريا يعيشون أوضاعا مزرية في ظل بعدهم عن ذويهم.
وأضافت: “عائلات مغربية عديدة تأمل اليوم من السلطات المغربية التدخل من أجل استرجاع هؤلاء الأطفال أولا، فهؤلاء لا ذنب لهم فيما اقترفه الكبار”.
سيدة أخرى، من مدينة مكناس، كشفت لهسبريس أن أخاها وزوجته توفيا بجبهات القتال في سوريا وتركا وراءهما طفلين.
وتتابع “نادية” (اسم مستعار): “كان أخي يقطن رفقة زوجته وطفليه في فرنسا، حيث كان يعيش حياة هادئة، قبل أن تنقلب أوضاعه رأسا على عقب سنة 2015″، لافتة إلى أنه “أخبرنا أنه سيعود للاستقرار في المغرب رفقة عائلته. وبحكم أننا كنا جميعا كعائلة نقطن في فرنسا، رحبنا بقراره، إذ كنا جميعا نرغب في العودة إلى المغرب”.
وزادت قائلة: “أخبرنا أنه سيستقر في مدينة أكادير؛ لكن فجأة انقطع الاتصال به، قبل أن يتصل بنا ويرفض إخبارنا بمكان وجوده”.
وأفادت: “مع الوقت تبين أنه ذهب إلى سوريا رفقة زوجته وطفليه، قبل أن يتم إخبارنا من طرف زوجته بوفاته، وبعد ذلك تم إخبارنا بوفاة زوجته أيضا، بينما لا نعرف إلى حد الآن شيئا عن مصير الطفلين”.
ووجهت المتحدثة نداء إلى السلطات المغربية من أجل التدخل لإرجاع الأطفال المغاربة المحتجزين في سوريا حتى ينعموا بدورهم بالرعاية المطلوبة من قبل عائلاتهم، مبرزة أن هؤلاء لا ذنب لهم فيما اقترفه الكبار.
سيدة أخرى، تنحدر من مدينة تطوان، أكدت لهسبريس أن ستة أطفال من عائلتها أصبحوا يتامى في مخيمات سوريا الديمقراطية.
وحسب “إحسان”، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها الكامل، فإن الأمر يتعلق بأبناء أخيها الثلاثة، الذين توفي أبوهم وأمهم، وكذلك أبناء أختها الذين توفي أبوهم.
وأوضحت إحسان أنها على تواصل مع هؤلاء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و17 سنة، مشيرة إلى أنهم محرومون من متابعة دراستهم.
ووجهت المتحدثة نداء إلى السلطات المغربية من أجل إرجاع هؤلاء الأطفال، بدل بقائهم يواجهون مصيرا مجهولا في سوريا.
وكان تقرير برلماني قد أعدته المهمة الاستطلاعية “من أجل الوقوف على أوضاع المغاربة العالقين في سوريا والعراق” قد أكد وجود 400 قاصر مغربي في مخيمات سوريا؛ من بينهم 153 فقط تأكد أنهم مزدادون بالمغرب، بينما ولد الباقي في مناطق التوتر.
ووقف التقرير ذاته على المعاناة التي يعيشها المحتجزون في مخيمات سوريا الديمقراطية، خاصة النساء والأطفال منهم.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر