آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء سنة 2020 حينما تواجه الحياة الموت الحقيقي والرمزي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الدار البيضاء سنة 2020 حينما تواجه الحياة الموت الحقيقي والرمزي

فيروس كورونا المستجد
الرباط - الدار البيضاء اليوم

فرز الوضع الصعب الذي فرضة الفيروس التاجي كرها ، على الدار البيضاء خاصة والجهة التي تنتمي لها عامة، تحديات كثيرة وإكراهات متنوعة اجتماعيا وصحيا، بيد أن معالجتها أكدت شيئا أساسيا هو أن الحياة بمعناها الواسع بقيت في كل الأحوال مستمرة، في مشاهد تجسد الحرص على مواجهة الموت الحقيقي والرمزي ، الذي تسعى الجائحة إلى نشره على نطاق واسع.الحياة بالدار البيضاء خاصة وجهة الدار البيضاء سطات عامة، واجهت فعليا الموت الحقيقي والرمزي، خاصة وأن هذا الفيروس أصر منذ البداية على أن يضع قدمه الخشنة بقوة فوق صدور الكثير من الناس فأصابهم وفتك ببعضهم، وحتى الذين لم يقترب من صحتهم، أصابهم في علاقاتهم الأسرية والاجتماعية، وعيشهم بالنظر لكون العديد من المقاولات التي يشتغلون فيها كانت مكرهة على توقيف أنشطتها خاصة خلال فترة الحجر الصحي، وكذلك الشأن بالنسبة للعديد من الأنشطة السياحية والخدماتية والتجارية المتوسطة والصغرى، التي تشكل مصدر عيش فئات عريضة من الساكنة المحلية .

في كل الأحوال والظروف، الأمر يتعلق خلال جل فترات سنة 2020 ، بخوض معركة شرسة لكسر شوكة الفيروس التاجي، الذي يسعى لوضع حد لحياة الناس من خلال الترامي على أجسامهم لإنزال المرض أو الموت بها، وهذا هو الموت الحقيقي. أما الموت الرمزي فيتمثل في شل أو قتل مصادر عيشهم ومختلف أنشطتهم التجارية والاجتماعية والثقافية، وأفراحهم، وثقافتهم، واحتفالاتهم، وفنهم).وما دام الأمر كذلك، فإن الموت الحقيقي والرمزي هما سيان .. فأن يخطف كوفيد 19 فردا من أفراد أسرة فذلك هو الخطب والمأساة والوجع، الذي قد يساوي في فداحته فقدان الشغل والرزق.. فقطع الأرزاق، كما يقال، يكاد يساوي قطع الأعناق.. وهنا بدا واضحا أهمية تدخل صندوق تدبير الجائحة عبر تمكين فئات اجتماعية من مبالغ مالية، من أجل التخفيف من التداعيات الاجتماعية لفئات تضررت من توقف الأنشطة التي تزاولها.ومع استمرار الوباء في الانتشار والتعرف عليه بشكل جيد، من جهة، وارتفاع حالات الشفاء وقرب الانخراط في حملة واسعة للتلقيح من جهة أخرى ، بدأت خيوط الفرج تبرز بشكل واضح ، على أمل كسر شوكة الجائحة في أقرب وقت ممكن، حتى تعود الحياة لطبيعتها في الدار البيضاء وغيرها من مناطق الوطن.

وفي خضم هذا الوضع، جرى تدريجيا، استئناف جل الأنشطة الصناعية والتجارية والسياحية والخدماتية وغيرها ، وهو ما جعل الأمل يكبر بشأن استرجاع الحياة العامة لألقها المعتاد، رغم أن وجع الوباء ما يزال يؤرق الجميع . فالحرص الشديد على الانتصار للحياة، في مواجهة الموت الحقيقي والرمزي، هو الذي جعل الفضاءات العامة بالعاصمة الاقتصادية تتغلب على مختلف الإكراهات التي فرضتها الجائحة ، ذلك أن مختلف الشرايين والطرقات والأزقة والأسواق تعج منذ شهور بالحركة والرواج ، مع حرص العديد من الناس على التقيد بإجراءات الحماية ( وضع الكمامات الواقية / التباعد الجسدي / تنظيف اليدين بالمعقمات الكحولية )، لكن في المقابل هناك استهتار البعض بهذه الإجراءات، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الإصابات في لحظات معينة ، ويضع بعضهم أحيانا تحت طائلة القانون ، خاصة في الشق المتعلق بعدم وضع الكمامات الواقية .وبالعودة إلى كرونولوجيا الوباء هناك ، فإن الدار البيضاء والجهة التي تنتمي لها ، شكلتا استثناءا في كل شيء ، وهو ما جعل الحياة تتحرك بصعوبة لكن بإصرار وعزيمة ..

فهذه المدينة والجهة تحتضن أكبر عدد من السكان وطنيا، وهو العامل الذي جعلها تبصم على أكبر عدد من الإصابات بالفيروس التاجي ، يصل في جل الأحيان إلى نصف عدد الحالات المسجلة على المستوى الوطني، الأمر الذي تطلب إجراءات استثنائية أيضا بعضها ما يزال ساري المفعول .يتعلق الأمر بإجراءات ذات طابع صحي ( تعزيز العرض الصحي )، وأخرى لها صلة بجانب الوقاية ، إن على مستوى التنقل والتباعد ووضع الكمامات وغيرها ، أو على صعيد التعاطي مع الشأن التعليمي والجامعي، حيث تم اعتماد التعليم عن بعد ، ثم المزج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد ، قبل العودة إلى التعليم الحضوري مع التقيد بكل إجراءات الحماية المعمول بها .لقد شكلت العاصمة الاقتصادية دوما ما يشبه ( الباروميتر ) الذي تقاس به حالة الحياة الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الوطني ، ذلك أن رهانات التوجه نحو مستقبل ينضح بالحياة في أبهى صورها ، يظل رهينا بتصميم الجميع على الانتصار في هذه المعركة الشرسة ضد جائحة تهدد أغلى ما لدى الناس ، وهو صحتهم وسلامتهم الجسدية .

قد يهمك ايضا 

إقامة مستشفى ميداني في أغادير لمرضى كوفيد 19

باحثون يكشفون مخاطر العادات الخاطئة المرتبطة بارتداء الكمامة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدار البيضاء سنة 2020 حينما تواجه الحياة الموت الحقيقي والرمزي الدار البيضاء سنة 2020 حينما تواجه الحياة الموت الحقيقي والرمزي



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

زهير مراد يطرح مجموعته للأزياء الجاهزة لصيف 2017

GMT 07:26 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تطوير برنامج جديد للتسوق العشوائي عبر شبكة الانترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca