آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

العالم العراقي عزام يوضح كيفية سيطرة "داعش" على الموصل

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - العالم العراقي عزام يوضح كيفية سيطرة

سيطرة "داعش" على الموصل
بغداد - خالد الشاهين

يغادر عالم الصواريخ السابق عزام منزله في الموصل كل يوم في الصباح الباكر، ليركب الحافلات، أو يذهب  سيرًا على الأقدام فهو لم يعد قادرًا على تحمل كلفة البنزين، ويذهب لبيت والدته أو يقوم بزيارة أخته. وفي بعض الأحيان يبحث عن كيروسين رخيص، أو يحاول الحصول على الكتب المهربة أو السجائر. وقد يخرج  بلا هدف مسافراً إلى مدينة أًخرى . وفي المساء، يقول إنه يجلس في مكتبه الخشبي القديم ، يدون في دفترة الملاحظات التي حدثت خلال يومه. ومعظم ما يكتبه هو: سعر الطماطم ، مشاجرة مع زوجته واحياناً يكتب أيضاً ملاحظاته على الأحداث البارزة التي تحدث في الموصل."

العالم العراقي عزام يوضح كيفية سيطرة داعش على الموصل

وكتب العالم العراقي في مذكراته في أغسطس/آب 2014  :"يجب أن أعيش هذه اللحظة وأدوّنها.. نحن نعيش كسجناء نقضي أحكاماً بالسجن لفترة طويلة.. قسم منا سينهي فترة هذا الحكم بقراءة عشرات الكتب وقسم آخر سيتدمرون ويتحطمون".

العالم العراقي عزام يوضح كيفية سيطرة داعش على الموصل

وعندما توقف عن كتابة المذكرات كان قد أنهى كتابة خمسة مجلدات مليئة بالمذكرات.. إنها مذكرات يومية بخط اليد عن مدينة خاضعة لاحتلال داعش يمكن اعتبارها وثيقة حول كيف كان تنظيم داعش يحاول الإبقاء على اسمه من خلال إدارة المدينة. وبحسب المذكرات فإن الأيام الأولى من حزيران/يونيو عام 2014، حظي المسلحون بترحيب واسع في الموصل.. كانوا لطيفين مع أهالي المدينة عكس سوء معاملة الجنود الذين كانوا يسيطرون على المدينة قبل اجتياح داعش، حيث قاموا بحراسة الأبنية العامة وأزالوا الحواجز الخرسانية التي كانت تخنق المدينة.

وكتب العالم العراقي في مذكرته قائلا "لم تعد هناك سيارات مفخخة ولا مواجهات عسكرية ولا عبوات ناسفة.. أخيراً عاد السلام للموصل". ولكن كان هناك غموض يتعلق بهويتهم. هل كانوا ثوار عشائر سُنية أم ضباطاً من جيش صدام السابق، أو عناصر تابعين إلى القاعدة؟ . هذه المجاميع المختلفة كانت تشكل حقيقة على أرض الواقع منذ الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003 . وعلى مدار السنين حاولت هذه المجاميع بسط نفوذها في الموصل بحثاً عن شرعية في شن حرب شوارع وحشية ضد الأميركان وضد الحكومات العراقية اللاحقة أيضاً.

وقال "عزام" في الواقع إن قسماً منهم كان بالأصل يحاول التصرف كنوع من "حكومة الظل"، على سبيل المثال فرض"جباية الضرائب"على الأنشطة التجارية واقتطاع نسبة من المبالغ من أي عقد مشروع بلدي، حيث أن أي شخص يرفض دفع الضريبة غالباً ما يختطف ثم يطلق النار عليه , وتحدث "عزام" وهو مهندس كهرباء في مديرية الطاقة قائلا"كنا نقوم بتسديد نسبة مئوية عن أي عقد خلال العشر سنوات الماضية بمقدار 8%".

وأوضح المهندس، أن "مديرنا كان يتلقى مكالمة هاتفية منهم قبل توقيع أي عقد وهم يحددون من يفوز بالعقد ومن يعيّن في الوظيفة، ولا أحد يجرؤ على عدم طاعتهم.. وأي شخص لا يسدد يتعرض للاختطاف".

العالم العراقي عزام يوضح كيفية سيطرة داعش على الموصل

وأشار مهندس الكهرباء، إلى أن "كل دوائر الحكومة في الموصل كانت مخترقة وفيها أتباع من التنظيم حتى مديرية الشرطة وبعد سقوط الموصل ظهروا"، وبعد يومين من سقوط الموصل جاء أحد زملاء عزام في الدائرة إلى العمل مرتدياً الزي الأفغاني، وكشف عن نفسه على أنه المشرف الجديد الممثل عن تنظيم داعش في المديرية.

وبعد أسبوع من سيطرته على المدينة، أصدر تنظيم داعش بيانه الأول الموسوم بعنوان (وثيقة المدينة) كتبت بأسلوب لغوي قديم محشو بعبارات إسلامية استخدمت قبل ألف عام هنّأ أهالي الموصل على"انتصاراتهم الإلهية". ومنع التنظيم الإرهابي خلال البيان "تدخين السجائر والمتاجرة بها وأصر على ملازمة المرأة لبيتها"، ولكنّ الناس استمروا بالتدخين في الشوارع وانتعشت مقاهي "النارجيلة" وقسم من النساء خرجن من دون خمار وكثير من العائلات التي فرّت من الموصل عادت، وكانت "وثيقة المدينة" هي الخطوة الأولى لداعش، إذ أن التنظيم لم يكشف عن أنيابه خلال الأيام الأولى، بل واصل تعسفه بشكل تدريجي على مدار شهرين تقريباً عبر سلسلة من الإجراءات والمراسيم.

وكانت كل خطوة جديدة منه تؤثر على طائفة معينة من المجتمع والأطياف العرقية في الموصل حيث بدأت حدة الحقد عليه تتصاعد بين الأهالي. وبعد إجبار المسيحيين على اتخاذ أحد الخيارات الثلاثة "المغادرة، الفدية، القتل" بدأ البحث في وثائق السجل العقاري لتعيين الدور والأراضي والمحال التجارية التابعة للطائفة المسيحية.

وبعد أسبوع من ذلك بدأوا بكتابة حرف "ن" على بيوت المسيحيين وممتلكاتهم وهو الحرف الأول من كلمة نصارى أي المسيحيين، وبعد أسبوع صدرقرار بفرض لبس النقاب على النساء ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء ، ثم عادت الحواجز الاسمنتية من جديد وتحولت الموصل تحت حكم داعش إلى سجن كبير.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم العراقي عزام يوضح كيفية سيطرة داعش على الموصل العالم العراقي عزام يوضح كيفية سيطرة داعش على الموصل



GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

دي بروين يؤكّد أن مقارنته مع محمد صلاح أمر صعب

GMT 02:11 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

أنور رحماني يطرح روايته الجديدة "هلوسة جبريل"

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "غراند كونتيننتال" إيطاليا حيث الجمال والعزلة والهدوء

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 12:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يحصل على خدمات ساندرو راميريز على سبيل الإعارة

GMT 06:32 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

كيرا نايتلي أنيقة وملفتة في مهرجان "سندانس"

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 23:24 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ميسي يسجل هدفًا ويصنع آخر لبرشلونة أمام ليفانتي

GMT 03:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الديكور الرائع يزين شقة بنتهاوس ويجعلها فريدة من نوعها

GMT 10:48 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إيران تستعدّ للمنتخب المغربي ببطولة رباعية في الدوحة

GMT 17:29 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تستضيف فرقة الأصدقاء في برنامجها على الـ"CBC"

GMT 18:38 2016 السبت ,20 شباط / فبراير

مي عز الدين في عيادة مجد ناجي على "إنستغرام"

GMT 19:57 2014 الإثنين ,04 آب / أغسطس

فراخ بانيه بالجبنة الرومي

GMT 19:39 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ملك المغرب يؤدي صلاة الجمعة مع ولي عهد أبوظبي

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوديا كاردينالي تتحدث عن علاقتها الخاصة بعمر الشريف

GMT 00:59 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

حواجب غريبة لفتاة روسية تثير ضجة كبيرة على الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca