آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

طول أمد التحقيقات بشأن ملابسات الفواجع الإنسانية يثير استياء المغاربة‎

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - طول أمد التحقيقات بشأن ملابسات الفواجع الإنسانية يثير استياء المغاربة‎

الشرطة المغربية
الرباط - الدار البيضاء

فواجع إنسانية كثيرة أثارت جدلا وطنيا طيلة العقدين الماضيين دون أن تفضي إلى محاسبة المسؤولين عنها، ففي كل مرة تفتح السلطات العمومية المغربية تحقيقا رسميا لتحديد ظروف وملابسات الحادث؛ غير أن حيثياته تظلّ طيّ الكتمان، ويتم إغلاق ملف التحقيق بعد “هدوء” الرأي العام.وبمجرد فتح الحكومات المتعاقبة على تسيير شؤون البلاد لأي تحقيق حيال قضية معينة، يُسارع المغاربة إلى “التأفف” من مخرجاته، بالنظر إلى التجارب السابقة التي أثبتت أن التحقيق يبقى وسيلة لإخماد غضب المواطنين فقط؛ فيما لا يتم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي أصبح إحدى ركائز الدولة الديمقراطية.

ومن محرقة روزامور” التي أودت بأرواح 55 شخصا عام 2008، مرورا بحادثة “تيشكا” التي مات إثرها 42 شخصا عام 2012، وصولا إلى “فاجعة طانطان” التي احترق فيها 33 شخصا أغلبهم تلاميذ، وانتهاءً بواقعة تدافع نساء الصويرة عام 2017 التي أسفرت عن مقتل 15 امرأة، ما زالت تلك التحقيقات التي فتحتها السلطات العمومية في شأن تلك الحوادث تشوبها الكثير من التساؤلات في ظل عدم الإعلان عن مخرجاتها.ومنذ ثلاثة أسابيع، فتحت السلطات العمومية تحقيقا في قضية “غرق” شوارع مدينة الدار البيضاء، جراء الزخات المطرية التي شهدتها العاصمة الاقتصادية للمملكة طيلة أيام؛ غير أن الدولة لم تكشف عن أي “متورط” فيما وقع إلى حدود الساعة، فيما يتم تقاذف المسؤولية بين مجلس المدينة ووزارة الداخلية والشركة الفرنسية المكلفة بالتدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالدار البيضاء الكبرى.

وانتقد كثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المقاربة الحكومية في التجاوب مع تلك القضايا، حيث يتم “التهرب” من المسؤولية، ولا يُقدّم أي فاعل تنفيذي استقالته، ولا يترتب عن ذلك أي تأديب إداري أو جنائي، فضلا عن طول مدة التحقيقات التي تصل إلى سنوات.وفي هذا الإطار، يرى محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن “المآسي تتكرر كل مرة نتيجة سيادة الفساد والرشوة وضعف تطبيق القانون؛ ومن ثم، فإن ذلك الفساد المستشري في دواليب العديد من المرافق العمومية يكون سببا في عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة”.وأوضح الغلوسي، في حديث مع هسبريس، أن “الوحدة الصناعية المتخصصة في النسيج بطنجة كانت تشتغل خارج الضوابط القانونية أمام أعين ومرأى كل المتدخلين المعنيين، سواء تعلق الأمر بسلطات التعمير التي منحت رخصة السكن أو السلطات المحلية أو الجهات المنتخبة أو أجهزة مفتشية الشغل”. 

وأكد الفاعل الحقوقي أنه “لا يمكن الحديث عن ورشة سرية، بل يتعلق الأمر بورشة خارج نطاق القانون”، ثم زاد شارحا: “كلما وقعت حادثة ما يتم التباكي أمام أعين الكاميرات؛ بينما لا يُقدم أي شخص استقالته، ولا نرَ أي جزاء إداري أو تأديبي أو جنائي حيال الموضوع”.واستطرد: “عدم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة يشجع الآخرين على التمادي في خرق القانون؛ فعدم تحمل المسؤولية بقى أمرا مخجلا بالنسبة إلى الحكومة المغربية ، في الوقت الذي ينبغي فيه تقديم الاعتذار للمجتمع، وتقديم الاستقالة على أقل تقدير، بينما يتم فتح تحقيقات طويلة لذر الرماد في العيون فقط بانتظار مآسٍ جديدة”.

قد يهمك ايضا 

توقيف قاتل ثلاثيني بطعنة في القلب ضواحي أغادير

أمن الناظور يفكك عصابة إجرامية متخصصة في سرقة المنازل ليلة رأس السنة

 
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طول أمد التحقيقات بشأن ملابسات الفواجع الإنسانية يثير استياء المغاربة‎ طول أمد التحقيقات بشأن ملابسات الفواجع الإنسانية يثير استياء المغاربة‎



GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 21:14 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد عصير البطيخ المر في القضاء على الخلايا السرطانية

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca